الجزائر

بعد إقدام الأرسيدي على إنزال العلم الوطني وتعويضه براية سوداء إدانة شديدة لتصرفات سخيفة



أثار إقدام التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على إنزال العلم الوطني من مقراته الوطنية والمحلية وتعويضه براية سوداء اللون موجة غضب وسخط وردود أفعال مستنكرة من طرف المترشحين للرئاسيات والأحزاب السياسية والأسرة الثورية والعديد من الفعاليات الوطنية.
وتوالت ردود الأفعال المنددة بهذا التصرف منذ أول أمس الخميس، والتقت عدة حساسيات في تصنيف ما أقدم عليه الحزب بالعمل غير المقبول، والاستفزازي، والذي يمس بقداسة الرموز والمكتسبات الوطنية.
وأول رد فعل جاء من اللجنة الوطنية السياسية المستقلة لمراقبة الانتخابات، حيث وصف بيان صادرعنها ما أقدمت عليه قيادة الأرسيدي بالمزايدة باسم الديمقراطية والتعددية وأوضحت أن "مسؤولي حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذين يزايدون باسم الوطنية والديمقراطية والحفاظ على رموز الدولة ومقومات هذه الأمة عمدوا إلى الاعتداء والتعدي على أحد هذه الرموز بإنزالهم العلم الوطني من على المقر الوطني للحزب واستبداله براية سوداء".
وأشار البيان إلى أن "ذلك يأتي في الوقت الذي تتهيأ فيه الجزائر لموعد هام في تاريخها بإجراء انتخابات رئاسية في التاسع من أفريل الجاري والساحة الوطنية تعيش على وقع التنافس النزيه بين المترشحين والحملة الانتخابية تشرف على نهايتها بعد تسجيل التفاعل الكبير للمواطنات والمواطنين من خلال إقبالهم الواسع على المهرجانات الانتخابية للمترشحين".
ونددت اللجنة وبشدة هذا العمل، واعتبرته "سخيفا ولامسؤولا" وأضافت أن اللجنة "تستوقف كل فرد جزائري غيور على وطنه ومقومات هذه الأمة ووفي لدماء الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل أن ترفرف رايتنا عاليا".
وخلص البيان إلى أن "اللجنة تذكر بأنه ليس من المفاجئ لهم أنه منذ أن استرجعت الجزائر الحبيبة استقلالها والمتربصين بالجزائر يرون كل جميل في هذا الوطن أسودا وكلما عاشت الجزائر أفراحا هم يعيشون أحزانا".
وكانت قيادة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية شرعت منذ الأربعاء الماضي في إنزال العلم الوطني وتعويضه براية سوداء علقت إلى جوارها رايات بنفس اللون كتب عليها بالأبيض "9 أفريل حداد وطني".
ومن جهته أصدر المترشح للرئاسيات السيد موسى تواتي أمس بيانا اعتبر ما قام به الأرسيدي "فجورا وخروجا عن الأمة"، وأشار إلى أن الجبهة الوطنية الجزائرية التي يترأسها لم تكن لتصدر هذا البيان لولا "فظاعة" ما قام به الأرسيدي، وأشار البيان الذي تلقت "المساء" نسخة منه أن الجبهة الوطنية الجزائرية "لا يمكنها أن تسكت على المس بالرموز الوطنية وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالعلم الوطني وخاصة ما أقدم عليه رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية".
وذكر البيان "اننا لا ننكر على أي جزائري التعبير عن موقفه أو إحساسه، ولو أن رئيس الأرسيدي اكتفى برفع راية سوداء إلى جانب العلم الوطني لعذرناه لكوننا أول من يدافع عن حقه في التعبير ولكن خلع العلم الوطني لا مبرر له وما هو إلا فجور وخروج عن الأمة التي سئمت الفتن متطلعة إلى الأمن والايخاء وحل الخلافات بالطرق السلمية".
ومن نفس المنظور ندد التجمع الوطني الديمقراطي في بيان له وبشدة بما قامت به قيادة الارسيدي "بشدة"، واعتبرت ذلك "مساسا بقداسة الرموز الوطنية وقداسة كل مكتسبات الثورة التحريرية المجيدة".
وأضاف البيان أن التجمع الوطني الديمقراطي "يحذر كل من تسول له نفسه بالمساس بالرموز التي حث الدستور على احترامها وتبجيلها بعيدا على عبث العابثين" مؤكدا على ضرورة "اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بوضع حد لهؤلاء المارقين وردعهم وفرض سلطان القانون والدستور في دولة الحق والقانون".
ومن جهتهما أدان حزبا جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم خطوة الأرسيدي واعتبراها تعديا على رموز الدولة وانتقد السيد أبو جرة سلطاني رئيس حمس في تجمع شعبي نشطه أمس بأم البواقي"الحزب الذي يتباكى على الديمقراطية والذي نكس العلم الوطني بمقراته" قائلا إن "العلم الجزائري الذي سقيت ألوانه بالدم له رمزية وقدسية خاصة عند جميع الجزائريين والديمقراطية التي أصبحت ممارسة لا نحتاج من أحد أن يعطينا فيها دروسا".
وبلغة أكثر شدة، أدان الاتحاد العام للعمال الجزائريين خطوة الأرسيدي معربا عن "استيائه الشديد" لهذا العمل.
وأعرب الاتحاد في بيان صدر أول أمس الخميس عن "استيائه واستنكاره" لهذا العمل "الشائن" الذي قام به التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتجرٌئه على إنزال العلم الوطني من مقره الوطني واستبداله براية سوداء.
وبعد أن ذكر بأن "الممارسة الديمقراطية السليمة تفرض على الأقل احترام رموز الدولة وثوابت الأمة وحمايتها" أدان الإتحاد مثل هذه التصرفات التي قال أنها "لا تشرف المسؤولين عنها".
وبدورها نددت المنظمة الوطنية للمجاهدين والمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء والمنظمة الوطنية للجزائريين المجندين العساكر الاحتياطيين حماة النظام الجمهوري 1990-2006 بما أقدم عليه التجمع ووصفته بالعمل الجبان "لعصبة شككت في تاريخ البلاد، وطعنت في شرعية تضحيات الشهداء".
وانضمت حركة الوفاق الوطني إلى صف المنددين بخطوة الأرسيدي، واستنكرت في بيان لها أمس وبشدة ذلك العمل ووصفته ب"التصرف اللامسؤول، والسابقة الخطيرة"، وأكدت أن إنزال العلم الوطني وتعويضه براية سوداء ليس له علاقة بالديمقراطية، بل هو تعد صارخ على مقومات الأمة الجزائرية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)