الجزائر

بعد أن استشعر فشل مساعيه لتحقيق السلام



بعد أن استشعر فشل مساعيه لتحقيق السلام
اضطر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى شد رحاله مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، ضمن عاشر جولة تقوده إلى هذه المنطقة الساخنة منذ استلامه مهامه بداية العام في محاولة أخرى للدفع قدما بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وقال مسؤول فلسطيني لم يكشف عن هويته، أمس، إن ”كيري أبلغ الجانب الفلسطيني بأنه سيعود إلى المنطقة في الرابع جانفي القادم لإجراء مزيد من المحادثات حول مسار السلام والمفاوضات مع إسرائيل”.وقال مصدر فلسطيني على صلة بملف المفاوضات إن رئيس الدبلوماسية الأمريكية يعتزم البقاء لعدة أيام بالمنطقة من أجل تسهيل عملية الانتقال بين القدس المحتلة ورام الله لنقل مقترحات وآراء كل طرف للطرف الآخر.وتؤكد عودة كيري الى فلسطين المحتلة حجم الصعوبات التي يلقاها الطرفان المتفاوضان من أجل تحقيق اختراق يعتد به على طريق تسوية قضايا الوضع النهائي التي استحال عليهما تسجيل تقدم بشأنها بعد أن رفضت إسرائيل كل تنازل عن مواقفها المبدئية الرافضة لتمكين الفلسطينيين من حقوقهم. وهو الواقع الذي جعل كيري يكثف منذ توليه مهامه على رأس الخارجية الأمريكية من زياراته المكوكية إلى المنطقة العربية عله يتمكن من إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق نهائي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ضمن مبدأ ”حل الدولتين”.ولكن كيري الذي نجح في تفعيل مفاوضات السلام بإقناع الطرفين على العودة إلى الطاولة نهاية جويلية الماضي بدا من خلال زيارته المتلاحقة إلى المنطقة وكأنه دخل في سباق ضد الساعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جهود وساطة مهددة بالفشل في أية لحظة. وبعد مرور أربعة أشهر كاملة من المفاوضات التي منحت لها مهلة تسعة أشهر لم يتحقق أي تقدم يمكن أن يعقد عليه الأمل وجعله قاعدة تمهد للتوصل إلى اتفاق قبل انقضاء هذه المهلة شهر أفريل القادم.وحتى معطيات الواقع على الأرض لا تبشر بإمكانية تحقيق هذا النجاح خلال الفترة المتبقية في ظل مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها اليومية ضد الفلسطينيين وإطلاقها لمشاريع استيطانية جديدة بالضفة الغربية والقدس المحتلة.وهو ما يطرح التساؤل حول الجديد الذي يمكن أن يأتي به كيري خلال زيارته هذه من أجل دفع هذه المفاوضات أم أنه سيعود فقط من أجل ممارسة مزيد من الضغوط على الجانب الفلسطيني لحمله على قبول المقترحات الأمنية السابقة التي جاء بها ورفضها الفلسطينيون كونها تصب في سياق إهدار مزيد من الحقوق الفلسطينية المغتصبة.والحقيقة أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية يدرك جيدا أن نجاح أو فشل جهوده مرهون بمدى جديته في تسوية القضية الفلسطينية وفق مقتضيات الشرعية الدولية وليس وفق الرغبة الإسرائيلية التي ترفض في الأصل قيام دولة فلسطين ولا تتوقف على وضع العقبات وتوجيه الضربات لكل مسعى يدعم قيام هذه الدولة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)