الجزائر

بداية المواجهة




وأمام هذه التصريحات المريبة فقد أصبح واضحاً أن منطقة شمال أفريقيا مقبلة على مرحلة من الاضطراب الطائفي، خاصة إذا استمر سكوت بعض حكومات شمال أفريقيا وتواطؤ مع المد الشيعي... وتدرك السلطة الجزائرية على الأقل أن التهاون في ملف التشيع قد يدفع باتجاه تعاظم خطره وتكرار تجربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي تحولت إلى حرب أهلية استمرت لأكثر من 15 عاماً وحصدت في طريقها أكثر من مئتي ألف قتيل وأكثر من مليون بين جريح ويتيم ومهجر ومفقود.

ومن هذا المنطلق هاجم إسلاميون جزائريون إيران، وقال الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية علماء المسلمين في تصريح للتلفزيون الجزائري، إن "الجزائر سنية وستبقى كذلك"، وانتقد الشيخ أبو عمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الصحابة والمذهب السني كما عقدت ملتقيات تطرقت إلى قضية التشيع، وقال الداعية الجزائري الشيخ أبو عبدالله في محاضرة ألقاها في إحدى المناسبات "إن إيران تسعى لتكرار التجربة اللبنانية في الجزائر والمغرب العربي عبر صناعة ميليشيا بنفس التوجهات تعمل على إيهام الشباب بأن المذهب الشيعي سوف يجعلهم يدخلون الجنة. ..متناسين أن لمذهب الشيعي قائم على عبادة القبور وتأليه الحسين رضي الله عنه وقذف الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم بأبشع صور القذف والسب ونكاح الدبر وزواج المتعة ومضاجعة الرضيعة والحقد الأعمى والكذب المسمى التقية".
لا تتوفر أرقام رسمية حول عدد الشيعة في الجزائر، وبحسب مراقبين لا يزال الحضور الشيعي محتشما في الجزائر مقارنتا بذلك الحضور المسجل في بعض البلدان المغاربية كالمغرب الذي يبدو واضحا من خلال وجود ثلاث جمعيات شيعية ثقافية معترف بها على الأقل وهي "الغدير" و"البصائر" و"التواصل".
وإذا كان الحضور الشيعي في الجزائر محتشما، ويمكن ملاحظته في بعض الولايات والمدن مثل الجزائر العاصمة، باتنة ، تبسة ، خنشلة ، تيارت ، سيدي بلعباس....

ويؤكد الباحث الجزائري فريد مسعودي أن انتشار المذهب الشيعي في الجزائر يعد ذاتي بالدرجة الأولى لأن وسائل الدعاية المتبعة تعتمد على الانتشار السري، بسبب عوائق موضوعية تتعلق بمدى قابلية المحيط لهذا النوع من الفكر، بمعنى أنه قد لا يتطور إلى درجة الظاهرة الاجتماعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)