بدء مؤتمر جنيف حول قبرص لإنهاء نزاع مستمر منذ 1974

انطلقت يوم الخميس بالعاصمة السويسرية جنيف أشغال المؤتمر الدولي حول قبرص بحضور الامين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيري في لقاء وصف ب"الفرصة التاريخية" من أجل انهاء نزاع مستمر منذ 1974 .وافتتح المؤتمر اليوم بعد ثلاثة ايام من المفاوضات بين الوفدين القبرصيين اليوناني والتركي حول دولة فيدرالية مقبلة في الجزيرة المتوسطية. وذكرت تقارير اعلامية انه يتوقع ان يحضر المؤتمر ايضا رئيس المفوضية الاوروبيةجان كلود يونكر الى جانب الدول الثلاث "الضامنة" لأمن الجزيرة هي اليونان وتركيا وبريطانيا الممثلة بوزراء خارجيتها نيكوس كوتسياس ومولود تشاوش اوغلو وبوريس جونسون.ويرمي هذا الاجتماع الى دعم عملية السلام التي سيقودها البرتغالي انطونيو غوتيريس في أول تنقل له خارج الولايات المتحدة منذ أن خلف الكوري الجنوبي بان كي مون في الاول من يناير.وفي هذه المرحلة الاخيرة من المفاوضات التي اطلقت الاثنين في قصر الامم المقر الاوروبي للامم المتحدة ستتم ولأول مرة منذ تقسيم الجزيرة قبل 42 عاما تبادل خرائط دولة فدرالية مقبلة بين الوفدين اليوناني والتركي قبل أن تسلم الى الامم المتحدة. وسيجري ذلك في جلسة مغلقة بحضور خمسة اشخاص فقط كما قال وسيط الامم المتحدة النروجي اسبن بارت ايدي.وقال الوسيط الاممي خلال مؤتمر صحفي إن الخرائط "ستعرض في قاعة خاصة بحضور المسؤولين الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس اناستاسياديس والزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي وبحضوري وحضور خبيري خرائط من الجانبين". واضاف "ستنقل لاحقا الى خزنة وستبقى في عهدة الامم المتحدة" موضحا ان "الخريطة النهائية ستحدد في ختام العملية التفاوضية".واعتبر أنها "لحظة مهمة جدا وتاريخية. لم يتم اطلاقا في الماضي تبادل خرائط أوعرض خرائط وضعها الوفدان القبرصيان".واوضح الوسيط الذي يتابع كافة المفاوضات منذ تحريك عملية السلام في مايو 2015 ان هذه الوثائق لن تنشر "بسبب الحساسية الكبرى لهذه المسألة".والجزيرة المتوسطية مقسمة منذ ان احتلت القوات التركية شمالها عام 1974 ردا على انقلاب دبره القبارصة اليونانيون القوميون لإلحاقها باليونان. ومنذ ذاك الحين لا تبسط جمهورية قبرص التي انضمت في 2004 الى الاتحادالاوروبي سلطتها سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة حيث يقيم القبارصة اليونانيون. ويقيم القبارصة الاتراك في الشمال حيث "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها سوى انقرة.وكانت الأمم المتحدة قد رعت فى عام 2004 محادثات لتوحيد الجزيرة المنقسمة انتهت بطرح خطة أممية من خلال استفتاء وافق عليه القبارصة الأتراك, فيما رفضها وبأغلبية كبيرة القبارصة اليونانيون.الفرقاء قريبون من تسوية نهائية بعد تجاوز القضايا الاكثر صعوبةفقد تمكن الفرقاء القبارصة من فك وحل الكثير من القضايا الاكثر صعوبة وما تبقى الى القليل من المسائل العالقة لبلورة تسوية نهائية حسب ما اكدته الامم المتحدة راعية المفاوضات .يشار إلى أن المحادثات المستمرة منذ قرابة 18 شهرا واجهت صعوبات حساسة على صعيد ما يمكن أن يقبله الطرفان في قضايا تتعلق بالممتلكات والتعويضات وتبادل الأراضى والتي تمثل أكبر العقبات للتوصل إلى اتفاق ينتهي بسلسلة من الإجراءات لتوحيد شطرى الجزيرة المنقسمة منذ عام 1974.وتشير التوقعات إلي أنه فى حال تذليل تلك العقبات, فإن الشكل المقترح هو إقامة فيدرالية من قسمين تحترم وجود الأقلية التركية في شمال البلاد والأقلية اليونانية في جنوبها على أن يتم إنشاء شبكة كهرباء موحدة لكامل الجزيرة وكذلك شبكة أخرى للاتصالات. وفي هذا الاطار قال اسبن بارث ايدى مستشار الامين العام للامم المتحدة للمسألة القبرصية , ان محادثات توحيد قبرص المنعقدة حاليا بجنيف, تعتبر "الفرصة الافضل" للتوصل الى اتفاق لتوحيد شطري الجزيرة المنقسمة منذ عام 1974 .وقال أن الجانبين في المحادثات الجارية وهما الرئيس القبرصي اليوناني والقبرصي التركي "تمكنا وبتسهيل من جانب الامم المتحدة من ايجاد حلول للكثير من القضايا الاكثر صعوبة, بينما الفرقاء قريبون من حل قضايا اخرى".وما تبقى من العمل بشان التسوية لمسالة الجزيرة يخص مسائل دستورية وما يتعلق باجراءات التنفيذ, قبل ان يحال الاتفاق النهائي الى استفتاء للشعبين القبرصي اليوناني والقبرصي التركي, للتصويت عليه.وحسب المسؤول الاممي فان المؤتمر الدولي حول قبرص اليوم "يركز على موضوعي الامن والضمانات" مشيرا الى ان ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد والاتحاد الاوروبي "كانوا قد شاركوا في المحادثات الجارية بفعالية كبيرة ,خاصة وان ضمان مسألة تمويل المنتج النهائي لدولة فيدرالية موحدة وعضو كامل العضوية في الاتحاد الاوروبي, سيكون بحاجة الى تلك المؤسسات الدولية من اجل القيام بما يلزم على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى الخدمات".