الجزائر

"بخي" طولها متر و5 سم وتبدع في مجال الخياطة والتطريز




عندما تنظر إلى أعمال الآنسة "موساوي بخي"، القاطنة بقرية سماش ببلدية العجيبة بولاية البويرة، تحدق في وجهك بإمعان ومن خلال ملامح وجهك تعرف أن مجهوداتها لم تذهب أدراج الرياح، وأن عملها حظي بالاستحسان، فتتبدل ملامح وجهها الجامد إلى وجه بشوش وتغمغم بكلمات مبهمة مصحوبة بإيماءات وإشارات وهي إشارات يعبر بها ذوو الاحتياجات الخاصة "الصم والبكم"، وتشعر بسرور ونشاط غريب، إلى درجة أنها تصر على أن تهدي لك القطعة الفنية التي أنجزتها بأناملها تعبيرا عن الامتنان، لأنك مهتم بعملها، وتستطيع أن تعرف إن كنت معجبا حقا أم مجاملا.إنها في العقد الرابع من عمرها، رغم إعاقتها المتمثلة في قصر قامتها والتي لا تتعدى مترا و5 سنتمترات، كما أنها من فئة الصم والبكم، إلا أنها فرضت نفسها في المجتمع، لتقول للجميع بطريقتها الخاصة "أنا مثلكم كاملة.. بل أفضل من الكثيرين منكم"، فيكفي أن ترى لباسا أو ستارا أعجبها فلا يغمض لها جفن ولا يهدأ لها بال إلا إذا صنعت مثله أو أحسن منه، وكثيرا ما ترسمه على القماش أو تطرزه، بل قد تطلب من خطاط أو رسام ما أن يرسم لها أو يكتب لها حكمة ما على الورق وتقوم بنقلها إلى قطعة من القماش وتحولها إلى منظر يسر الناظرين.الفنانة الموهوبة موساوي بخي، تبحث عن شكل ما أو خط ما تراها تطرز الستائر والأفرشة والوسائد وفي تصاميم رائعة وألوان متزاوجة، وتبحث عن جديد الأزياء والتصميمات في مختلف المجلات والقنوات التلفزيونية، وتبحر في مواقع الإنترنت المتعددة الخاصة بالأزياء والديكور، كما أنها ملمة بفن الرسم على القماش وتخطط أشكالا ثم تلونها بالألوان ومن النادر أن تخطئ في التلوين ومزج الألوان وإظهار الظلال والأشكال الثلاثية الأبعاد على رسوماتها.نشأت "بخي" في أسرة متواضعة مع أخوين لهما نفس الإعاقة ولهما نفس الطموح مثلها، ورغم نقص الوسائل، استطاعت أن توفر ما يمكنها لشراء المواد الأولية كالقماش والخيوط والألوان وكل ذلك بمنحة لا تتجاوز أربعة آلاف دينار، واستطاعت أن تشتري آلة خياطة قديمة وبفضلها فرضت نفسها كخياطة وفنانة ماهرة، وأحيانا تشعر بالإحباط الشديد لافتقارها إلى المادة الأولية وتدخل في حزن عميق إلى أن تحصل على مبتغاها بطريقة فيدب فيها النشاط من جديد. ويبقى الحلم الوحيد والبسيط للآنسة "موساوي بخي" أن يقتني لها المحسنون آلة خياطة ذات استعمال متعدد والمواد الأولية من قماش وخيوط وألوان، أما الموهبة والإرادة فهي تملكها منذ الصغر، كما تحتاج أيضا إلى التشجيع والمشاركة في المعارض التي تقام في العديد من المناسبات بالبويرة أو غيرها من المناطق. للتذكير فإن أقصر امرأة موهوبة عل المستوى الوطني سبق لها أن راسلت العشرات من المرات المسؤولين على المستوى المحلي والولائي، من أجل مساعدتها لتحقيق حلمها البسيط المتمثل في آلة خياطة وكمية القماش وخيوط الطرز، إلا أنه للأسف لم يرد عليها أي أحد منهم. ومن يريد مساعدة الآنسة موساوي يمكنه الاتصال برقم والدها 0779123210 .والله لا يضيع أجر المحسنين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)