الجزائر

انغماس المرأة في العمل يهدد الأسر بالتفكك في بجاية


مع كثرة خروج المرأة على العمل في السنوات الأخيرة لمجابهة متطلبات غلاء المعيشة ومساعدة الزوج في تحمل أعباء البيت والأولاد، برزت مشاكل أخرى ناجمة عن انكباب المرأة في عملها وإهمالها لبيتها، ما أفضى إلى خلافات زوجية وصلت في بعض الأحيان إلى الطلاق.عبد الرحمان موظف في الإدارة يقول: رأيي في الموضوع لا يخرج عن دائرة رأي الأغلبية، حتى لا أتهم بأني رجعي ولا أعترف بحقوق المرأة، فزوجتي موظفة في الإدارة، وهي متحصله على شهادة جامعية، فكانت شرطها قبل الزواج أن أعدها بالسماح لها بالعمل، لأن ذلك كان حلمها منذ الصغر، فوافقت، لأنني كنت أراها مناسبة لي ولأفكاري، بغية بناء أسرة مستقبلية، فتم ذلك، وهي الآن تعمل بشكل طبيعي، ولدينا معا ولد وبنت، ونحاول معا تربيتهما حسب الظروف المحيطة بنا، لكن مقارنة مع تربيتي حينما كنت صغيرا مع والدي، مختلفة جذريا، فكانت الوالدة هي التي تتولى رعايتي وتربيتي، وتكد من أجلي، إلى أن أصبحت رجلا ومتخرجا من الجامعة، والجميل في هذا هو أنني أحتفظ بتقاليد عائلتي، وأنا متمسك بها، لأنها جزء من حياتي الشخصية، أما كوني رب عائلة،اكتشفت بأنني أحمل كل أعباء أولادي، وأصبحت بين الحين والآخر ألعب دور الأم في البيت وفي أوقات فراغي، وزوجتي، إما أنها تتزعم بأنها تعاني التعب أو أنها مشغولة، أو أن لديها عمل تقوم به. وفي جانب آخر وجدت أن أولادي في حقيقة الأمر ينقصهم حنان الأم، التي تحولت مع مرور الأيام إلى رجل آلي لا تهتم إطلاقا بأبنائها، فهذا أمر ندمت عليه كثيرا، وفي نفس الوقت لا أريد أن أخسرها، لأنها تساعدني كثيرا في تلبية حاجيات الأسرة المادية، وبعد سنوات وصلت إلى نتيجة حتمية أن مهمة المرأة في بيتها وهي ترعى أولادها وتتولى شؤون أسرتها، أما الرجل فعليه أن يتحمل الأعباء الخارجية، لكن لا يجب أن يفهم قصدي بأنني ضد عمل المرأة، لا، فأنا أريد فقط أوضح أن عمل المرأة له أشياء ايجابية مثل مساعدة الرجل في تحمل الأعباء المادية، والأشياء السلبية هو حرمان الأطفال من حنان الأب والأم، وقد يولد ذلك بمرور الزمن إهمال تربيتهم بصورة غير مباشرة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتركهم في حضانة تربية الأطفال وتحت رعاية الآخرين، فيولد لدى الطفل شعور آخر يختلف عن تلك التي يكتسبها فطريا من والديه، وبالتالي ينمو لديهم إحساس جديد قد يدفعه في المستقبل إلى أعمال عنف وغيرها.
أما حسيبة، وهي أستاذة التعليم الثانوي باحدادن فلها رأي في الموضوع: عمل المرأة هو حقها الشرعي، وقد سلب منها بسبب الجهل وطغيان الرجل عليها، وكذا راجع إلى المناخ الذي تولد فيه المرأة، وبطبيعة الحال يختلف الأمر إذا كان في الدول المتخلفة أو الدول المتقدمة، وهذا لاشك أنه يؤثر كثيرا على الحالة النفسية للمرأة، اعتبارا من منظور التربية التي أنشأت بها، كما أن تعلم النساء، ودخولهن الجامعة، سمح ببروز جيل جديد منهن، يحاولن حاليا فرض رأيهن في المجتمع، وعمل المرأة يعتبر تمردا داخل المجتمع، لأنها وبكل بساطة تنافس الرجل في قيادته لهذا المجتمع، وقد أثبتت التجارب أن المرأة ليست مجرد دمية يعلقون عليها آمالهم وينظرون إليها كأنها وسيلة للمتعة، أو الزواج أو تربية الأطفال، لكن أود فقط أن أقول أن المرأة كيان قائم بذاته، فهي عنصر ايجابي ولها كامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، ولعل تربعها على أعلى المناصب المختلفة، ومشاركتها في الحروب، وتحملها لأعباء تربية أولادها وغيرها من الأمور تبين أن حقيقة المرأة لا تكمن فقط في جسدها الذي يستمتع بع من قبل الرجال وأقصد هنا الزوج في الإطار الشرعي، لكن ألا ترى أنها تقاسم الرجل في ذلك، فكلاهما يتمتعان بنفس الحقوق في حياتهما الزوجية، ولا مجال للقول أن المرأة بقيت حبيسة الملذات؟ هذا صحيح، فكلاهما يجتمعان حول هدف واحد، وهو ما ينتج عنهما من نسل أي بنين وبنات، وهنا يشتركان في المصلحة، ولا أنكر ذلك، لكن على الرجل أن يعترف بالمرأة كيانا ووجدانا، وتفكيرا، وأن لها الحق أن تفرض نفسها بعلمها وأفكارها وبتربيتها، وعفتها في المجتمع، وعلى هذا الأخير الاعتراف ضمنيا بذلك، ولا سبيل للإنكار أو الجحود، فالرجل يعلم علم اليقين أن لولا المرأة لما وجد هو بالذات، فالمرأة هي أم، زوجة، أخت.. لكن أحيانا يتمرد الرجل أو العكس تتمرد المرأة لجمالها أو منصبها أو جاهها، وتحاول أن تخترق عالم الرجولة، لتعوض زوجها، وهنا يبرز العصيان، وتبدأ الأسرة في حالة غليان، أضف إلى ذلك تربية الأولاد قد تشكل جانبا آخر من الاختلاف بين الزوج وزوجته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)