الجزائر

انتكاسة في زيارة السيسي الأمريكية



انتكاسة في زيارة السيسي الأمريكية
اللوبي اليهودي لا يكفي
انتكاسة في زيارة السيسي الأمريكية
تسود حالة من القلق الأوساط الرسمية المصرية بسبب الانتقادات الحادة التي تعرض لها رئيس النظام الانقلابي المصري عبدالفتاح السيسي من وسائل الإعلام الأمريكية ومجموعات النواب الديمقراطيين وبعض أجنحة الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة للمشاركة بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وعلى الرغم من نجاح الفريق الدبلوماسي المصري في تنظيم لقاء رابع خلال عام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيسي للتشاور والتباحث بشأن مستقبل المساعدات الأمريكية المعلقة والمؤجلة ودور مصر المفترض في عملية السلام بالشرق الأوسط وبالأخص في تحقيق المصالحة البينية الفلسطينية والتوصل لحل نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين إلاّ أن هناك مؤشرات أخرى عدة توضح انخفاض أسهم السيسي بالمجتمع السياسي في الولايات المتحدة مما يؤكد أن على مصر العمل طويلاً وبكثافة على أكثر من مستوى لضمان عدم إصابة ملف المساعدات بانتكاسات أخرى فضلاً عن ضمان تقليل الضغوط السياسية التقليدية التي تمارسها واشنطن.
وقال مصدر دبلوماسي مصري في نيويورك في تصريح لموقع العربي الجديد إن انتكاسة واضحة أصابت قائمة الشخصيات الأمريكية التي يحرص السيسي على لقائها كل عام عندما يزور نيويورك . ويضيف بالمقارنة مع العامين الماضيين نجد أنه لم يعقد إلا لقاء واحداً مع الشخصيات العامة والدوائر المؤثرة في صنع القرار السياسي وكانت معظم الشخصيات المشاركة في اللقاء من رجال الأعمال والسياسيين اليهود وخلا من أي ممثلين للحزب الديمقراطي .
ووفقاً للمصدر الدبلوماسي نفسه فإن العشرات من الشخصيات اعتذرت عن لقاء السيسي لدرجة أن بعض النواب عبّروا بسخرية عن ضجرهم من دعوتهم للاستماع إلى شخص يكرر نفس الحديث كل مرة من دون أن تتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلاده وهو ما يعبر بوضوح عن افتقار السيسي والنظام الحاكم في مصر للمصداقية بين دوائر أمريكية عديدة هي من بين المستويات الأكثر تأثيراً وأن الحقل الأكثر خصوبة لعمل السيسي حتى الآن يتمثل في الدوائر اليهودية واليمينية المحافظة فقط وهي دوائر لا تهتم كثيراً بمسائل تداول السلطة وحقوق الإنسان وتعنى في المقام الأول بمصالح إسرائيل والشركات المرتبطة بتلك الدوائر .
ويؤكد المصدر أن وزير الخارجية سامح شكري اطلع على تقارير أعدها بعض أعضاء فريقه تتضمن تلك الانتقادات إلا أنه لم يجرؤ على عرضها على السيسي خشية اعتقاده بأن بعض أعضاء الفريق يعارضون سياساته وكأنه يتوجب على الدبلوماسي المصري عدم عرض أي آراء أجنبية إلا ما يحظى بقبول رئيس الجمهورية. وبحسب المصدر فإنه حتى على مستوى حل الدولتين في القضية الفلسطينية فإن دوائر عديدة في واشنطن ما زالت لا تفهم الفارق بين ما يطرحه السيسي وما طرحه جميع الساسة السابقين منذ اتفاقية غزة-أريحا وبالتالي فهم لا يقدّرون بصورة كافية الجهود التي بذلتها مصر لتحقيق التفاهمات البينية الفلسطينية الأخيرة. كما أن عدداً كبيراً من نواب الكونغرس الديمقراطيين وبعض الجمهوريين يرون أن الحل النهائي للقضية الفلسطينية لا ينبغي أن يقدم على جدول الاهتمامات الأمريكية قبل غلق ملفات سورية والعراق وليبيا لأنها تمس مباشرة بالمصالح الأمريكية الاستراتيجية. وبالتالي فهم يرون أن مصر لم تعد تلك الدولة المحورية التي بإمكانها التحكم في تلك الملفات اللهم إلاّ التواصل مع مجموعة محدودة من المليشيات في ليبيا .
ويكشف المصدر أن الزيارة الأخيرة أثبتت ضعف الترويج السياسي والإعلامي للسيسي في الولايات المتحدة بسبب الارتباك الذي سيطر على تعاقدات الدولة ممثلة في الاستخبارات العامة مع شركات دعاية أمريكية خلال العام الأخير. كما يشير إلى أن فريقاً من الخارجية والاستخبارات اجتمع خلال الزيارة بفريق فني من شركة أدكو التي تعاقدت معها الاستخبارات الشهر الماضي بقيمة مليون و200 ألف دولار سنوياً بعدما فسخت شركة فيبر شيندويك الشهيرة عقدها مع مصر في وقت سابق بعد مرور أقل من 6 أشهر على إبرامه. وركز هذا الاجتماع على الطرق المناسبة لاختراق المجال الإعلامي ونشر موضوعات صحافية تساهم في تغيير فكرة الدوائر الأمريكية التقليدية عن مصر والمشهد السياسي فيها وتوضيح رسالة أساسية مفادها بأن مصر تقف على رأس الدول المحاربة للإرهاب في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت تحظى بإمكانات اقتصادية واعدة وحوافز استثمارية استثنائية بالنسبة لمنطقتها وحماية حكومية مطلقة لتلك الاستثمارات وأن المواطن المصري في حاجة ماسة إلى إنعاش حقوقه الاقتصادية والاجتماعية في المقام الأول قبل الحديث عن تطوير حقوقه السياسية فضلاً عن بعض الرسائل السلبية عن جماعة الإخوان بالتحديد.
وفي السياق نفسه يصف مصدر دبلوماسي آخر في ديوان الخارجية المصرية زيارة السيسي الأخيرة إلى نيويورك بأنها أقل نجاحاً من سابقاتها معتبراً أن النجاح الوحيد لها هو التصريح الذي أدلى به ترامب أخيراً عن بحث واشنطن استئناف بعض المساعدات المعلقة والمؤجلة لكن هذا التصريح ليس كافياً _في رأيه- لتأمين المساعدات خصوصاً فيما تستعد مصر لمشهد ملتبس في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المفترضة واحتمالية إلغائها لصالح إجراء استفتاء تعديل دستوري.
ويشير المصدر إلى أن الزيارة لم تحقق المطلوب منها في المقام الأول وهو إقناع نواب الكونغرس وجماعات الضغط الأمريكية بعدم المساس بالمساعدات واتضح هذا فيما تداوله بعض الدبلوماسيين الذين حضروا لقاء السيسي وترامب عن حدة النقاش بين السيسي ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون فضلاً عن عدم تمتع حديث السيسي عن منجزاته في الملف الفلسطيني باهتمام إعلامي أو سياسي كاف على عكس توقعاته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)