أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، رفض الدولة والشعب لأي طرح انفصالي من الأكراد، كما اعتبر التصريحات التركية بشأن إعادة اللاجئين السوريين إلى منطقة سيطرة الجيش التركي في شمال شرق سوريا، خداع تحت عنوان إنساني والهدف منه جمع الإرهابيين في تلك المناطق تحت رعاية تركية. وفي مقابلة مع وكالة أنباء سبوتنيك الروسية وقناة روسيا-24 ، أكد الرئيس السوري، بشأن العلاقة مع الأكراد في شمال سوريا، أن معظم الأكراد موجودون في سوريا منذ عقود ولا توجد مشكلات، مشيراً إلى أن المشكلات مع جزء منهم وتحديدا المجموعات المتطرفة، بالمعنى السياسي، موضحا أنها المجموعات التي تطرح طروحات أقرب إلى الانفصال، البعض منها يتعلق بالفيدرالية والحكم الذاتي المرتبط بالأكراد. وأضاف الرئيس السوري: هذه المنطقة عربية، فإذا كان هناك من يريد أن يتحدث عن الفيدرالية فهم العرب لأنهم هم الأغلبية ، مضيفا: نحن لن نوافق لا اليوم ولا غداً، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي، هذه هي المشكلة، نفس هذه المجموعات التي تدعمها أمريكا تتحدث اليوم عن أن الوضع تغير بعد الحرب، طبعاً الوضع يتغير هذا طبيعي، والحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال . وقال: لا أحد يصدق بأن تركيا تريد إعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى هذه المنطقة.. هذا عنوان إنساني الهدف منه الخداع ، وتابع: طبعاً حتى لو أرادوا، هذا الكلام غير ممكن لأن هذا يعني فتح صراع بين أصحاب الأرض، وأصحاب المدن، وأصحاب القرى، وأصحاب البيوت والمزارع والحقول وغيرها، مع القادمين الجدد لأن أصحاب الحق لن يتنازلوا عن حقهم في تلك المناطق . وأضاف: هذا يعني فتح صراع على أسس عرقية، ولكن الهدف الحقيقي لتركيا هو المجيء بالمسلحين الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا وهزموا.. ونقلهم إلى هذه المنطقة مع عائلاتهم لكي يكّونوا مجتمعاً جديداً متطرفاً يتماشى مع الرؤية التي يسعى إليها رئيس النظام التركي أردوغان، هذا هو الهدف الحقيقي، بكل الحالات سواء كانت الحالة الأولى أو الثانية كلاهما خطير، وكلاهما يهدف أو سيؤدي إلى خلق عدم استقرار في سورية، لذلك بكل تأكيد نحن نرفضه . وفيما يتعلق بالوجود العسكري الروسي في سوريا، اعتبر الأسد أنه يأتي أولا في إطار التوازن العالمي، لأن العالم اليوم لا يخضع للمعايير القانونية وإنما لمعايير القوة.. فالقوة الروسية من الناحية العسكرية ضرورية للتوازن في العالم، هذا جانب، والجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب، مضيفا: روسيا دولة عظمى ولديها مهام على مستوى العالم وواجبات ومسؤوليات، هذه المسؤوليات تخدم العالم وتخدم أيضاً روسيا نفسها والشعب الروسي.. روسيا ليس أمامها خيار إما أن تلعب دور دولة عظمى أو أن تنكفئ وتصبح دولة عادية جداً، وهذا غير جيد للعالم . وبشأن الوجود الأمريكي في سوريا، أكد الرئيس السوري أن هذا الوجود سيكوّن مقاومة عسكرية تؤدي إلى وقوع خسائر بين الأمريكيين، وبالتالي للخروج الأمريكي من البلاد. وأضاف: نحن لا نفكر طبعا بصدام روسي - أمريكي. هذا الشيء بديهي وهو لا يخدمنا ولا يخدم روسيا ولا الاستقرار في العالم وهو شيء خطير، ولكن لا يمكن لأمريكا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلها، نذكرهم بالعراق ونذكرهم بأفغانستان، وسوريا ليست استثناء بالنسبة لهذا الموضوع . كما أكد الرئيس السوري أن بلاده ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سرقة الولايات المتحدة للنفط السوري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/11/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالات
المصدر : www.alseyassi.com