الجزائر - A la une

اليوم الأخير في حياة الطبعة 46 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم.. عرض "إفريقيا" لمسرح الموجة يختزل التاريخ



اليوم الأخير في حياة الطبعة 46 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم.. عرض
قدمت سليلة مدينة مستغانم، فرقة "الموجة" مسرحية "إفريقيا"، أول أمس، بدار الشباب "محمد مرسلي"، لتعلن دخولها ضمن العروض المشاركة في مضمار مسابقة المهرجان الوطني لمسرح الهواة، في طبعته السادسة والأربعين.المسرحية التي أبدع فيها أفراد فرقة "الموجة" الشباب، تعود للكاتبين الأنغولي "ماكسيم مبيديغا"، والجزائري "ولد عبد الرحمان كاكي". تغطي أحداث المسرحية تاريخ إفريقيا وبلدانها قبل الاستعمار، خلاله، وبعد التحرر منه.
العرض كان غنيا بالأحداث، اختلفت فيه المشاهد بتنوع المكان والزمن، حيث جمعت المسرحية بين الشخصيات المتنوعة في حوارات بين أصحاب الأرض مع بعضهم، أو مع المعمرين، ليبعثوا بين تارة وأخرى برسائل للجمهور عبر كلمات مثل "اسمع صوت إفريقيا... اسمع صوت بلادك"، ويؤكدوا تمسكهم ببلدهم قائلين "إفريقيا يبنيها الإفريقيون"...
هذا واعتمد مخرج المسرحية "جيلالي بوجمعة" على أسلوب مسرح الحلقة. حيث خالف بقية العروض التي قدمت على الركح، ليحمل عرضه ويحط رحاله وسط الجمهور الغفير الذي التف حول مركز الخيمة محيطا بأفراد الفرقة، وبهذه الطريقة حل المخرج إشكالية الصوت التي عانت منها بقية الفرق المشاركة في المهرجان، لينتقل بعدها إلى مسرح العبث محولا النساء إلى رجال في العرض، والرجال إلى نساء.
مسرحية "إفريقيا" جمعت بين اللهجة الدارجة، واللغتين العربية والفرنسية، تعاون خلالها الأعضاء لتقديم كوريغرافيات متنوعة ذات أصول إفريقية وغربية (حسب المدة الزمنية المطروحة وحسب الشخصيات)، تصور تأثير الدخلاء على أصحاب الأرض ومحاولة المس بعاداتهم ومعتقداتهم، بينما تماشت السينوغرافيا مع جو العرض رغم الديكور القليل، حيث زينت حافة القاعة بشرائط تشتهر بألوانها أعلام الدول الإفريقية، إضافة إلى بعض الأدوات الإيحائية في العرض.
لعل أهم ما يسترعي انتباه المشاهد لعرض "إفريقيا" هو ردة فعل المخرج "جيلالي بوجمعة"، أو كما يناديه الجميع "عمي الجيلالي"، حيث أبى إلا أن يكون جزءا من العرض، يدخل ويخرج مع الممثلين ويراقبهم من حافة العرض كالأب الذي يبقي عينا ساهرة على أبنائه، مرددا كل عبارة لكل دور معهم بنظرة فخر تعلو عينيه.
يجدر الذكر أن مجموعة "الموجة" تميزت عن غيرها بتأثيرها الكبير على جمهور مدينة مستغانم، حيث حضر كم هائل من الناس ولم يبارحوا أمكنتهم إلى غاية انتهاء العرض، كل الحضور كانوا مركزين مع أحداث المسرحية ليهتفوا باسم الموجة و«عمي الجيلالي" تحت التصفيقات الحارة في النهاية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)