الوفاق للثأر والتصالح مع الأنصار

يحتضن ملعب 8 ماي 45 بسطيف مساء غد مباراة هامة بين وفاق سطيف وفريق اتحاد الحراش في إطار تصفيات الدور نصف النهائي لكأس الجمهورية.
وتأتي هذه المباراة في ظروف خاصة يميزها عالم كرة القدم في بلادنا بعد استشراء ظاهرة العنف في الملاعب وآخر صورها أحداث ملعب سعيدة المؤسفة نهاية الأسبوع الماضي. وتكتسي هذه المقابلة أهمية كبيرة للفريق.. فبالنسبة للوفاق فهي الممر النهائي الذي يأمل الأنصار أن يكون لفريقهم لكسب الكأس الثامنة ويصبح بذلك أكبر الأندية إحرازا على هذه الكأس على المستوى الوطني.. وكذلك لحفظ ماء الوجه إذا أحرز عليها الوفاق بعد الإخفاقات الأخيرة للنادي سواء على الصعيد القاري بعد الإقصاء من كأس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم على يد فريق سيمبا التنزاني في الدور التمهيدي الثاني أو على صعيد البطولة الاحترافية حيث سجل تعثرين متتاليين بملعب 8 ماي 45 بسطيف أمام كل من شباب بلوزداد بالانهزام بثنائية نظيفة والتعادل الايجابي مع مولودية وهران وهما التعثران اللذين من شأنهما التأثير على مشواره في الحصول على اللقب.
أما إتحاد الحراش الذي يقبع في المرتبة الثامنة ب35 نقطة فإنه يبدو أنه يئس من اللعب على اللقب أو حتى على الأدوار الأولى مما يدعوه إلى التركيز على الكأس ليضيف الثالثة إلى مشواره.
كلنا يتذكر أن الوفاق تم إقصاءه من طرف اتحاد الحراش في الطبعة السابقة في نفس الدور بملعب المحمدية في 18 أفريل 2011 حيث فاز عليه ب3 / 2 بعد أن كان الوفاق فائزا في الشوط الأول بهدفي ديس وطراوري. في حين سجل للإتحاد كل من بومشرة (هدفين) وبوعلام، ولهذا سوف يعمل الوفاق على أرضية ملعبه وأمام جمهوره الذي يعشق الكأس على الثأر لهذا الإقصاء وفي نفس الوقت التأهل لمغازلة الكأس الثامنة.
تربص مغلق لتحضير اللقاء
أخذت إدارة عبد الحكيم سرار كل احتياطاتها لهذا الموعد الهام ولكسب الأنصار الغاضبين حيث برمجت لأشبال المدرب السويسري آلان غيغر تربصا مغلقا بفندق الهضاب الواقع وسط المدينة مع تكثيف الحصص التدريبية التي تم فيها تسجيل مغادرة المدافع ديس المصاب والذي يعاني من تمدد عضلي في الفخذ مما يرجح عدم مشاركته. وقد شارك في آخر حصة كل من مقني وغزالي وكوامي وبن شادي واقتصر الغياب على يوسف سفيان وبن خوجة والرباعي الدولي المكون من بن موسى، حشود، جابو وعودية الذين ينتظر اندماجهم مع الفريق في التدريبات بعد عودتهم من تربص الفريق الوطني المحلي المقام بسيدي موسى.
كما نسجل غياب قائد الفريق مراد دلهوم المعاقب بلقائين ليصبح احتمال غياب كل من دلهوم، ديس يوسف سفيان وكذلك عودية الذي لم يتدرب مع الفريق المحلي امرا واردا..
وعلى أي حال تبقى نقطة ضعف الفريق في حراسة المرمى ستكون المقابلة على ما يبدو مفتوحة. وستعرف تسجيل العديد من الأهداف حسب المحللين وبإثارة كبيرة نتمنى أن لا تخرج عن إطارها الرياضي سواء على مستوى البساط الأخضر أو بين أنصار الفريقين، مع العلم أن أنصار اتحاد الحراش سينتقلون إلى عاصمة الهضاب العليا بأعداد كبيرة وقد خصصت لهم 1500 مقعد في المنعرج المعتاد المخصص للزوار.
أما أنصار الوفاق فسيتوافدون بكثافة لمناصرة أشبالهم والمطالبين بالتصالح مع جمهورهم بعد التعثرات الأخيرة التي من شأنها رهن لقب البطولة لتبقى الكأس تحفظ ماء الوجه وهي الكأس التي يعشقها جمهور الكحلة والبيضاء وقد عانقوها في الموسم قبل الماضي حيث شهدت المدينة احتفالات كبيرة بمناسبة إحراز الكأس السابعة.
تفاؤل كبير وسط الأنصار
أما على صعيد أصداء المدينة فإن الحدث الرياضي طغى نسبيا على الحدث السياسي المتمثل في الحملة الإنتخابية للتشريعيات القادمة، فلا حديث للأنصار في كل مكان خاصة في المقاهي و معاقل النادي.. إلا عن هذه المقابلة التي عبروا فيها عن تفاؤلهم من جهة وتخوفهم من جهة أخرى لأن أي تعثر آخر في ملعب 8 ماي سيكون ضربة قاضية لمعنويات الجمهور ولبقية مشوار الوفاق في البطولة الاحترافية.
وقد أكد الأنصار أنهم سيناصرون فريقهم إلى آخر لحظة مع العلم أن الاحتفالات ينشطها بعض الشباب المناصر قد بدأت على مستوى بعض الأحياء المعروفة بعشقها لنادي الكحلة والبيضاء ويتناقل الأنصار أرقاما عن المنحة المخصصة للاعبين في حالة التأهل والتي تقدر حسب بعض المصادر ب50 مليون سنتيم مع العلم ان الأزمة المالية للفريق تبدو أنها في طريق الانفراج.
ويتمنى الجميع هنا في سطيف ان تجري المقابلة في جو اخوي وفي روح رياضية كبيرة ليبقى الأداء الجيد هو الفيصل في تحديد نتيجة اللقاء.