الجزائر

(الوعي) أساس التغيير


"من يريد بناء مستقبل زاهر فعليه أن يكف عن التفكير بأن طريقة واحدة ستكون صالحة لكل الأماكن والأزمنة".للمتأمل في هذه المقولة يجد أنه من المهم جداً أن يمنح نفسه فرصة جيدة للتغيير، وأن يختار طريقه إلى ذلك التغيير"بوعي" وبما يتناسب مع حجم أهدافه وأحلامه وطموحاته، وبما يتوافق مع الزمان والمكان المحيط به.
وبالرغم من أن إحداث التغيير لا يقترن بزمان أو مكان أو عمر محدد، إلا أننا قد نعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل الحياتية النشطة والمتوهجة التي يمر فيها الفرد، والتي يحدث فيها التغيير بنسبة أكبر من غيرها، حيث تبدأ شخصية الإنسان بالتبلور والتشكّل، والنضوج من خلال ما يكتسبه من مهارات ومعارف، فنلاحظ ظهور النضج الجسمي والعقلي، والاجتماعي والروحي الذي يستطيع الفرد من خلاله تحديد مسار حياته، والشروع في تنفيذ أهدافه بشكل مباشر، وإحداث التغيير سواء على مستوى نفسه أو مجتمعه، لذلك لابد أن نحرص على أن يكون التغيير واعياً وسليماً ويسير في مساره الصحيح.
ونلاحظ أن الشباب يميزهم فضولهم وحب استطلاعهم، ويتميزون بكثرة الأسئلة والاستفسارات في محاولة لإدراك ما يدور من حولهم، وللإلمام بأكبر قدر من المعرفة تمكنهم من الانطلاق نحو كل جديد وتحقيق أقصى درجات المنافسة والإبداع.
لذلك لابد من الحرص على تهذيب ذلك الانطلاق بالكثير من الوعي لإحداث التغيير الايجابي.
كلنا ندرك أننا نحتاج إلى التغيير.. ولكن متى !؟
نحن نحتاج للتغيير لمواجهة الصعوبات
والتحديات الحياتية التي تصادفنا عند سيرنا في طريق تحقيق الأهداف، وعند مقاومة بعض الأفكار الرجعية أو البيروقراطية التي تحد من الإنجاز، وتجعلنا قيد الأفكار القديمة التي تقاوم أي تغيير، وتحرص على البقاء ضمن إطارات محددة بعيدة كل البعد عن التفكير خارج الصندوق. وفي الحقيقة هي من مؤيدي البقاء "مكانك سر".
نعم.. عزيزي القارئ نحن نحتاج للتغيير الواعي في تعليمنا، في تفكيرنا، في طريقة تسيير مؤسساتنا في كيفية استغلال طاقات شبابنا، في كل ما يحتاج تغييراً فعلاً
لصالح مجتمعاتنا، التي تتطلع إلى إحداث فرق حقيقي يعود بالنفع على الجميع، ولا نغفل أن التغيير هو عمل "عكس التيار" يحتاج إلى
العزم والصبر والتنظيم لإحداث قوة ضغط عالية وواعية لتغيير القناعات والأفكار القديمة بكل توجهاتها، ثم بناء سلوك واعٍ يساهم في نقلنا خطوة للأمام.
نلاحظ أن قلة الوعي عند البعض عامل من العوامل الحساسة في الكثير من القضايا والموضوعات، فمثلاً سوء فهم الحاجة
إلى التغييرالناتج عن قلة الوعي والتردد والخوف من نتائج التغيير، هو السبب الواقعي وراء مقاومته ومحاربته، لذلك فإن أكبر أسباب رفض التغيير هو سوء الفهم للفكرة، وتوقع الفشل وتخيل الإحباط، والخوف من الخروج من مناطق الراحة والتعود.
تذكر عزيزي القارئ، أن الوعي أساس التغيير الإيجابي في الحياة، وبالوعي تسلك دورب التألق والنجاح والإبداع للوصول إلى التميز،
لذا كن شجاعاً في اتخاذ قرارك تجاه التغيير
وساهم فيه، إذا كان ذلك ضرورياً، وكن واعياً عند تنفيذه، واستثنائياً بفكرك وتعاطيك مع كل جديد وتقبلك له.. كن قدوة بتغييرك ليبقى أثرك في هذه الحياة.
الشرق القطرية
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)