الوطنية والمواصلات قطف الخطى

الوطنية الواهمة التي نشعر بها عند الأحداث العظيمة، صارت كما الخداع الذاتي المتكرر، كما الكذبة العريضة التي يستحيل إخراجها من الحلق، الوطنية التي تأتي على حين حادثة، على شاكلة عين أمناس، وطنية فوقية، لا تشبه جزئياتها الصغيرة القابعة في أقصى عيون أبناء هذا الشعب، وعندما لا يشبه الجزء الكل هناك خلل ما بالتأكيد.
أمور كثيرة تتوزع اعتباطا، تتوالى على كاهل هذا الشعب، أين تسقط الأمور الصغيرة بلا وطنية وبلا ضمير، مثلا لماذا لا نجد وطنية في تسعيرة النقل الجديدة، لماذا يتم نقلها اعتباطا من 3 دينار إلى 5 دج للكيلومتر الواحد، من هؤلاء الذين يقومون بتحديد هذه الوطنية المقدرة ب5 دج؟؟ هل يقدر الشعب على هذا.
فور دخولك مطار جنيف تجد تذكرة مجانية بانتظارك، يمكنها أن توصلك إلى أي مكان، وعندما تقصد أي فندق من فنادقها ستقدم لك بطاقة مواصلات مجانية تحدد فيها مدة إقامتك، تتمكن بفضلها من ركوب الترامواي و”الباص” والقطار. كل هذا لأنهم في سويسرا يعرفون أن الجسر هو أول أوجه حضارة الاتصالات يعرفون أن الربط بين مكان وأخر هو الحياة، بالإضافة إلى تطور شبكة النقل وسرعتها ودقتها كذلك، عندنا لابد أن يمنح الجزائري نصف عمره للمواصلات، وأن يتمرمد حتى يصل إلى ساحة الشهداء.
القائمون على هذه السياسة يعرفون جيدا معنى المواصلات وتأثيرها الحضاري والفكري، يعرفون أن الشعب الذي يتنقل كثيرا يعرف كثيرا، ولكن سياسة حمقاء أخرى بالموازاة تستعد لكل هذا البلاء وترفع التسعيرة حتى يبقى كل واحد منا في حومته ولا يثير المشاكل.
هاجر قويدري