الوصاية توجه تعليمة صارمة للقضاء على الندرة إلزام المستشفيات بضبط حجم احتياجات الأدوية لمدة سنة

 تلقت المديريات العامة لكل المؤسسات الاستشفائية المتوزعة عبر الوطن، توجيهات من السلطات المركزية، في إطار التدابير الجديدة لمواجهة ندرة الأدوية، تقضي بإرسال برنامج دقيق للاحتياجات الحقيقية التي تحتاجها المؤسسات التي يشرفون عليها في مجال الأدوية إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات، وذلك لفترة سنة كاملة.
أوضح السيد عبد القادر بغدوس، مدير عام المستشفى الجامعي لوهران، في تصريح أدلى به لـ''الخبر''، أمس، بأن التدابير الجديدة التي انبثقت عن المجلس الوزاري الأخير بدأت تتجسد من أجل التصدي لأزمة الأدوية، لاسيما الإستراتيجية منها، حيث كشف عن تعليمة صارمة أعطيت لجميع المؤسسات الاستشفائية تأمر مسيريها بتحديد الحجم الحقيقي للاستهلاك السنوي لمختلف الأدوية، بالتشاور مع رؤساء المصالح، وإرساله في شكل برنامج دقيق إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل القضاء على كل أشكال الندرة التي عرفتها المستشفيات في بعض الأدوية، خاصة ذات الطابع الاستشفائي، وغير المتوفرة في الأسواق على غرار أدوية علاج أمراض السرطان.
وحسب ذات المتحدث، فإن الهدف من هذه التدابير هو تحميل المسؤولية لمسيري المؤسسات الاستشفائية عن أي نقص قد يحدث في المستقبل، خاصة بعد الإجراءات الاستثنائية التي قررها الجهاز الحكومي والمتعلقة أساسا بضخ الأموال للصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل مباشرة عمليات الاستيراد، فضلا عن التعامل بالتراضي البسيط، مضيفا بأن ''البرامج الخاصة بالاحتياجات الخاصة بالمستشفيات تم إرسالها، وندرة الأدوية سيتم التخلص منها بصفة نهائية في أقرب الآجال الممكنة ''.
وبلغة الأرقام، استعرض السيد بغدوس المنحى الخطير الذي يعرفه مرض السرطان في الآونة الأخيرة، حيث أكد بأن مستشفى وهران لوحده أنفق 150 مليار سنتيم لشراء الأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض الخطير، الأمر الذي يمثل نصف الميزانية المرصودة لشراء كل أنواع الأدوية والمستحضرات الطبية سنويا، مضيفا بأن أكثـر من 21 ألف مريض من كامل المنطقة الغربية خضعوا للعلاج الكيماوي السنة الماضية، فضلا عن 2642 تلقوا العلاج بالأشعة بمجموع قرابة 16 ألف حصة علاجية وفقا للبرنامج المسطر لكل مريض من الحالات المذكورة.
وعلى صعيد آخر، أوضح نفس المسؤول بأن المشكل العويص الذي كان يعاني منه مرضى السيدا في المنطقة، وأسال الكثير من الحبر بفعل النقص المسجل في الأدوية، قد تم استئصاله بصفة نهائية، حيث تم توفير الدواء الخاص بهذه الشريحة بشكل يمنع أي اضطرابات في البرامج العلاجية للمصابين.