قُدِّر للإنسان أن يحمل في تركيبته الصفات الإيجابية والسلبية معا. فهو بهذا ممتحن بقوتين:
ـــــــ صفات إيجابية تسمو به في بلوغ الغاية التي خلق من أجلها، إن هو أحسن استغلالها وزكاها، وسار بها مسار الاعتدال والوسطية من غير إفراط ولا تفريط.
ــــــ وصفات سلبية تجذبه إلى الحضيض ، فيفقد معها كل ميزات تكريمه، إن هو استسلم لها ، وضعف عن مقاومة شرورها وغوائلها. لا شك أن الوقوف على طبيعة النفس البشرية كما خلقها الله تعالى وما جبلت عليه من صفات وغرائز وميول واستعدادات ، يمكن المرء من معرفة مواطن الضعف والقوة فيه فيجعل من ضعفه قوة، فيزكي نفسه.
ومن مظاهر عدله سبحانه وتعالى أن هذه الطبيعة الفطرية يشترك فيها الناس جميعا على اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم بداءة ، ثم يتباينون فيما بينهم بعد ذلك تبعا لتعاملهم مع هذه المعطيات الفطرية.
فالمؤمن بحسن استغلاله لهذه المعطيات سيعمل على تزكية نفسه وتطهيرها ، وأما غيره فيطلق لنفسه العنان فيتبع هواها وهو ما يسمى بالتدسي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد رافة
المصدر : الإشعاع Volume 3, Numéro 6, Pages 269-285 2016-06-15