الجزائر

النّعت وبناء الصّورة الشّعرية


النعت أحد أهم موسعات الجملة العربية على المستوى التركيبي، وعلى المستوى الدلالي يسهم بشكل كبير في بناء الصورة الشعرية، من خلال تعدده وتنوع وروده، طبقا لما يسمح به النظام اللغوي فتمتد الجملة وتطول، وبطولها المفرط تتعقد الصورة الشعرية، وتنحو إلى الرمز، والذي يمكن تفسيره وإضاءة النص من خلال هذا التفسير . يحاول البحث رصد هذا الدور التركيبي الدلالي للنعت من خلال التطبيق على بعض القصائد الشعرية من ديوان حسان بن ثابت الأنصاري، وهو شاعر مخضرم مشهور، له طابعه الخاص، ولشعره سمات أسلوبية واضحة ، إضافة إلى ذلك وضوح الظاهرة موضع الدراسة في القصائد المدروسة من شعره بشكل خاص وفي شعره- في الغالب- بشكل عام. تقوم الصورة الشعرية في الغالب على جملة أساسية تمتد من خلال موسعات الجملة، والنعت أهمها ، فتستغرق تلك الجملة خمسة أبيات- كما في القصيدة الثالثة من الديوان- وتتداخل جمل النعت، في حالة المنعوت النكرة، حيث ينعت أحد عناصر جملة النعت بنعت جملة أيضا، فيزداد طول الجملة وتتعقد الصورة الشعرية مكونة الصورة الشعرية الكبرى في القصيدة. وقد تتداخل ثلاث صور شعرية معقدة، اعتمادا على جملة أصلية تمتد لتستغرق أربعة عشر بيتاً، وسعها النعت في الغالب- كما في القصيدة الثالثة والعشرين من هذا الديوان ـ وتداخل تلك الصور وتعقدها أتاح للبحث محاولة تفسير ما ترمز إليه تلك الصور والرابط الدلالي بينها جميعا.

تنزيل الملف
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)