الجزائر

الموت يتربص بعائلات "مدفونة" في دويرات القصبة



الموت يتربص بعائلات
تعتبر بلدية القصبة من أعرق بلديات العاصمة، إذ تعود نشأتها إلى العهد العثماني، حيث بناها الأتراك على الأطلال الرومانية، تتميز بجمال عمرانها وهندستها المعمارية الفريدة من نوعها، إلا أنها أصبحت اليوم تعاني من عدة مشاكل ونقائص قضت على التراث الأصيل، علما أنها لم تعرف أية مشاريع تهيئة منذ سنوات طويلة.أثناء تجولنا بين أزقة القصبة وتحديدا ب4 شارع أحمد قراني لنقل انشغالات السكان، وقفنا على صور مأساوية لهذه الجوهرة التي فقدت بريقها في السنوات الأخيرة، وفي هذا الإطار عبر مواطنون عن استيائهم الشديد من الوضعية التي آلت إليها القصبة وسكناتها العريقة، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لترميم هذه البنايات أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة وأن أغلب السكنات آيلة للسقوط، ناهيك عن الأمراض التي تسببها مثل الربو والروماتيزم بسبب الرطوبة العالية، مضيفين أن وضعهم المعيشي بات لا يحتمل.وقال ممثلون عن السكان إن وضعهم يزداد سوءا في فصل الشتاء، حيث تغرق المساكن في برك مائية بسبب تسرب مياه الأمطار من الأسقف المتهالكة والجدران المتصدعة، مشيرين إلى أنهم يعيشون منذ سنوات في هذه البيوت التي تفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة.من جهة أخرى، أكدت سيدة تقيم بالحي، أنها منذ 3 سنوات عاشت حادثا مؤسفا، حينما تعرض ابنها البالغ من العمر 8 سنوات للسقوط حينما كان يطل من الشرفة التي انهارت به، حيث نقل على جناح السرعة إلى المستشفى، أين قضى شهرا كاملا في العناية المركزية، وأضافت "منذ تلك اللحظة ونحن نعيش في قلق وخوف شديدين، خاصة على أبنائنا، مع العلم أن هذه الأسقف قد تتعرض في أية لحظة للانهيار جراء قدمها".ويروي أحد السكان كيف انهار جدار بيته العام الماضي، وأنه لحسن الحظ لم يخلف الحادث جرحى بين أفراد عائلته أو الجيران، وكيف أنه منذ ذلك الوقت وهم يعيشون على الأعصاب، بسبب الموت الذي يتربص بهم كل لحظة.ومن جهة أخرى أشار ذات المتحدث "عمي محمد" انه يعيش مع زوجته في غرفة واحدة ضيقة تتكون من 6 أفراد، مؤكدا أن الوضع بات لا يحتمل.من جهته، دعا رئيس بلدية القصبة رشيد ايباديون، العائلات إلى المزيد من الصبر، وقال أن هناك لجنة للتحقيق هي الوحيدة المكلفة بدراسة وضعية العائلات وتحديد قائمة المستفيدين من الترحيل، مشيرا إلى أن هناك 57 بلدية بالعاصمة تعاني من نفس المشكل وليس القصبة لوحدها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)