الجزائر

الموتى (لا) يحبون السُكر القصيد


الموتى (لا) يحبون السُكر القصيد
^ صدر للشاعر والإعلامي المغربي بوجمعة أشفري، ديوان شعر جديد بعنوان ”الموتى (لا) يحبون السكر” عن إصدارات أمينة للإبداع والتواصل ضمن السلسلة الإبداعية. المجموعة الشعرية تضم 12 قصيدة يتفاوت فيها الخطاب الشعري، أين يغرق أحيانا في العشق والهيام، وأحيانا أخرى يترصد الذات الإنسانية في مخابئها السرية ويفصح عن الكثير من الصوفية. الديوان موزع على قسمين القسم الأول بعنوان ”جمهورية كاليغولا”، والثاني موسوم ب ”عسل الرماد”. اخترنا لكم قصيدة أنا التي علمتك يا آدم، من القسم الأول من الديوان.. أما القصيدة التي حملت عنوان الديوان ”الموتى (لا) يحبون السٌكر” فنحمل لكم منها هذا المقطع:
في هذا المساء
يدخل الجمهور من بابين متباعدين إلى دائرة تنتظر
الجلوس
الزرق مقاعد تتدرج باتجاه جسد يكسوه التوت
البابان ينفتحان بدفعة خفيفة باليد
الممثل المخرج في الداخل يكنس نصف الدائرة
العرض
الجرائد المكومة قرب أثاث المكتب تعلن موت شيء ما في الجسد الذي يدخل فجأة من أحد البابين اللذين دخل منهما الجمهور.
أنا التي علمتك يا آدم
تغالبني رعشة الجسد
أتدلى جهة السرة كي أنام قليلا
آدم الأول ليس أصلا
حتى حواء ليست أصلا
هي امرأة أخرى
كان آدم يمشي في دروب جسدها
يتعثر عند فجوة في مفترق نهديها
ليسقط منزلقا في دهاليز الأنوثة
لم يكن يملك لسانا
لم يكن يعرف ماذا يفعل بشيء يستوي فيه حين
يصعد ويهبط
رأيته من نافذتي التي تطل على نهر الرغبة
يركض في زقاق ضيق
جسدا عاريا تجلده سياط المطر
فراغات سوداء تنفتح أمام قدميه
يسقط.. ينهض.. يركض..
يداعب الشفوق قليلا
يصعد جهة الصدر
يحتاج إلي ليضمني
يلتفت.
أحتاج إليه لأنهض فوقه.
خرج من غرفتي مساء البارحة هاربا بعد النزلة
الخامسة.
نزلة البرد ونزلة الجسد.
آدم الأول ليس أصلا.
أنا من علمته كيف يفك حروف الجسد.
وكيف يجلس، وكيف يستوي، وكيف يطعن ويفتك،
وكيف ينهض.
آدمي الذي أحبه
يدخل الآن إلى غرفتي،
باحثا عن فراغ آخر يدفن فيه رأسه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)