الموارد البشرية و معايير الكفاءة الإستخدامية لخدمة التنمية المستدامة

يعتبر استخدام الموارد الاقتصادية من أهم الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها جميع اقتصاديات البلدان، من أجل بلوغ مستوى معيشة مقبول و الوصول إلى معدل الرفاهية و درجة التقدم المطلوب، ناهيك على أن مدى النجاح في تحقيق معدلات التنمية الاقتصادية يرتبط بمدى وفرة و تنوع و كفاءة الموارد الاقتصادية. لقد قدم الاقتصاديون دراسات علمية لتوزيع الموارد النادرة بين الاستخدامات البديلة المختلفة، فاعتبروا الموارد البشرية من أكثر تلك الموارد أهمية، و مصدر القيم كافة، و هكذا فإن الكم البشري لبلد ما قد يكون مصدرا لقوة اقتصادية نشطة و فعالة، يتفاعل مع أي حجم من الموارد الطبيعية لتحقيق ضرب من الرفاهية الاقتصادية. يسود الاعتقاد أن الزيادة في معدل تكوين رأس المال البشـــــري و أثره في تعجيل عملية التنمية الاقتصادية يمكن إعاقتها إذا لم يتم خلق المعرفة بنفس المعدل على الأقل، و على ذلك فالنظرية التقليدية للاستثمار يلزم توسيعها لتشمل الإنفاق الذي يساهم في تحسين نوعية رأس المال البشري و رفع الكفاءة الإنتاجية للأفراد، و أهم هذا الإنفاق الاستثماري، الإنفاق على الصـــــــــحة و التعليم. و الملاحظ أن كفاءة و إنتاجية الموارد البشرية في الوقت الحاضر أقل مما يجب أن تكون عليه، و لعل ذلك راجع إلى قصور المداخل الكمية لقياس عوائـــد و تكاليف الاستثمار في الأصول غير الملموسة، و بالتالي صعوبة التنبؤ بالأثر الاقتصادي للبدائل المختلفة الخاصة برأس المال البشري