الجزائر

المنشط والإعلامي ريان لـ''المساء'':‏فضلت الجزائر على الشهرة والمال




أكد المشاركون في الملتقى الوطني الذي نظمته مديرية الثقافة بعنابة في إطار الصالون الوطني للكتاب، بونة للكتاب والفنون، أن اللغة العربية مازالت محصورة في خانة اللغات الأجنبية، الأمر الذي يشكل خطرا على عملية التعريب التي تسعى الجزائر لانتهاجها وتطبيق برامجها.
وفي هذا الشأن؛ أكد الأستاذ محمد طبي من جامعة الجزائر أننا متأخرون كثيرا في احتواء مسألة الترجمة، وذلك بحكم الصعوبة في وضع مقابلات الاصطلاحات الأجنبية باللغة العربية، وهو عمل - على حد تعبيره - صعب ويخضع للمتابعة والاستمرار، وأضاف خلال مداخلته حول ''الترجمة التقنية وكيفية وضع الاصطلاحات''، أنه أصبح من الضروري إصلاح اللغة العربية مما سيتيح اصطلاحات أخرى تصلح لبناء المجتمع والدولة معا.
أما الأستاذ لزهر بوسالم في تقديمه لـ''مقاييس تقيييم وتقويم الترجمة''؛ فاعتبر أن هذه الأخيرة خيانة للنص الأصلي وهو يحبذ استعمال كلمة ناقل للتعبير عن المترجم، ويضيف رئيس الغرفة الجهوية للمترجمين الرسميين لناحية الشرق أن اللغة أكثر من ضرورية في عملية الترجمة، وعليه يتوقف تقييم النص المترجم على معايير متعلقة أساسا باللغة ومتصلة بقواعدها، كما تعتمد عملية التقييم على معاينة مخطط المصطلحات الذي اعتمده المترجم، إلى جانب حضور عنصر الإبداع شرط عدم مخالفة المعنى.
وفي سياق متصل؛ قدم الأستاذ حميد عطوي علاقته مع النشر عن طريق عرضه لتجربته في موريتانيا والسنغال وتحدث عن كيفية توصله إلى طبع كتابه ''تعليم اللغة العربية للناطقين بالفرنسية'' وكذا ''المساعد على إحكام القواعد'' بعد سلسلة من المراسلات لدور النشر في موريتانيا.
وصنف - من جهتهم - بعض الناشرين، الناشر بالجزائر إلى ثلاثة أصناف، الأول يقوم باستيراد الكتاب وبيعه، والثاني يقوم بطبع بعض الإصدارات لبعض الكتاب ويقوم الصنف الأخير بطبع مؤلفات كتاب جزائريين، أما المشكل المطروح - على حد تعبيرهم - فهو التذبذب في عملية توزيع الكتاب على المستوى الوطني.

يستعين الفنان التشكيلي الشاب محمد جووا بلغة الحوار البصري لإيصال أفكاره وقناعاته إلى الجمهور، متعمقا في الميتافيزيقا التي يلجأ إليها لعبور الآفاق المحدودة بحرية تامة، والمعرض الذي سيستمر إلى غاية 26 فيفري الجاري عبارة عن نظرة فلسفية، مجردة لواقع ملموس.
يضم المعرض 26 لوحة بعناوين مختلفة تكشف مضمونها الذي قد يغيب عن الجمهور؛  فاللوحة ليست دائما عند محمد سرا مكشوفا.
لا يرسم محمد لمجرد الرسم، بل إن هذا الفن الراقي الذي عرفته الإنسانية منذ بداياتها هو بمثابة تنفيس وانعكاس لما يجري داخل النفس البشرية من أفراح وآلام واضطرابات وانفعالات، والرسم مثله مثل الشعر والغناء والموسيقى مجال واسع وصادق للتعبير قادر على أن يكون أيضا مجالا مشتركا مع الآخر، خاصة إذا ما تم حسن اختيار الوسائل لذلك والتي تساعد على تدعيم التواصل والحوار مع الجمهور كالشكل واللون والايقاع والحركة.
معرض محمد جووا عالم من الجمال والانسجام الكامل بين الإنسان والفن، والحرية المطلقة فيه للخيال وحده ليأتي التجسيد (الرسم) فيما بعد. يتقيد جووا في هذا المعرض بالمدرسة التجريدية، وقد اختارها عمدا كي تعكس نظرته الخاصة للفن وبكونه علاجا؛ فالفن ما هو إلا وسيلة علاج وجعل هذا الفنان من هذه النظرية شعارا له.
تمتاز لوحات الفنان الست والعشرين بكونها تحمل نفس الحياة الذي ينفجر في أشكال هندسية وخطوط متوازية أو متقاطعة وملتوية وبأطياف متعددة.
يؤمن الفنان بالربيع الذي يولد من عتمة الشتاء لذلك تطل من لوحاته أشعة الشمس المذهبة ونور السماء اللامع لينتهي الكون عنده في لوحته التجريدية التي لا تقبل الحدود ولا الأطر، وما كل لوحة إلا لقطة من الحياة ومرآة تعكس جذور الحياة والطبيعة.
عبر الألوان المتدرجة تمر الأزمنة المتعاقبة وصولا إلى لوحة »الزمن الحر«.
لوحات أخرى تعكس الأحاسيس والانفعالات وتطرح مشاكل نفسية ومكبوتات ومشاكل موجودة على أرض الواقع، بعضها الآخر يعكس تطور الفن المعاصر ومدى الاحترافية التي حققها من خلال الأشكال والتقنيات المختلفة.
كل لوحات جووا ''حنين''، ''إحساس''، ''إعصار''، ''الحديقة''، ''سر الطبيعة''، ''ردود الفعل''، ''الزمن الحر''، ''تكريم المعوق'' و''إغراء'' وغيرها تمتاز بالحركية والحياة والانفعالات التي تظهر وكأنها تحرك وتنشط قماش اللوحة مع وجود بصمات الانطباعية في بعض أركان اللوحات.
الفنان دائم الاستغلال لظاهرة الزمان والمكان ويحاول توظيفها فيما يعرف عنده بـ''الفن العلاجي''، تمتاز حركة ريشته بالخفة والابتعاد عن الألوان المركبة الغامضة، يعمد إلى الأزرق والأخضر المصفر، والأصفر والأبيض وأحيانا الأحمر الداكن.
للإشارة؛ فإن حمد جووا من مواليد 29 سبتمبر 1974 بمدينة حجوط بتيبازة ومتخرج من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بمستغانم ووهران ومتحصل على ديبلوم الدراسات الفنية العامة.
ينظم جووا معارضه منذ سنة ,1993 إضافة إلى إنجازاته لبعض المعالم التاريخية بتيبازة والعاصمة وكذا بروزه في مجال الديكور.
يأمل هذا الفنان في أن يتعمق في دراساته وبحوثه في ''الفن العلاجي'' لأنه لا يزال محتشما عندنا ويجب النهوض به ونشره وتقريبه للجمهور، إضافة إلى حلمه بأن يتمكن من اقتناء ورشة كبيرة ينجز بها لوحات كبيرة أو عملاقة لم لا ، كي يفجر مواهبه أكثر عوض التقيد بالمساحة التي يرسم فيها الآن بمنزله العائلي.

''مرسيليا بالجزائر''؟ هل تحولت إلى الولاية 49 للبلد مثلما تقوله النكتة؟ لا، لم يحدث هذا، بل كل ما في الأمر أن هذه المدينة التي تحتضن عرقيات وأجناسا مختلفة، حاضرة بأرض الشهداء، ولكن في شكل صور أخذها الفنان الفرنسي إيف جانموجا، تعرض بالمعهد الفرنسي بالجزائر وهذا إلى غاية آخر يوم من الشهر الجاري.
لا توجد مدينة فرنسية تضمّ مواطنين من أصول مختلفة بنسب كبيرة مثل مرسيليا، أبعد من ذلك، فهي تفتخر بذلك وتعتبره ثراء وليس عبئا عليها مثلما تعتقده المدن الفرنسية الأخرى، لهذا لم يجد الفنان المصور ايف جانموجا بدا من من البقاء جامدا أمام جمال هذه المدينة وسماحة سكانها وذهنهم المتفتّح، فأراد أن يستشهد بهذه الخصال من خلال صور تمزج بين الفن والتاريخ، بل يمكن لها أن تكون مادة للدراسات والبحوث الاجتماعية أيضا. وفي هذا السياق، لم يستثن إيف أي جانب من الحياة اليومية وحتى التي تتعلّق بالمناسبات في مرسيليا، رافضا في السياق كلّ تأنّق وتلميع للمواضيع المصورة؛ بل أصرّ على عامل العفوية فجاءت صوره قمة في البساطة والجمال في آن واحد، وتنبض بالحياة وتعبرّ عن تنوّع أصول وأعراق سكان مرسيليا، كما يلعب بعضها دور السفير من خلال رمزها لجمال المناظر الطبيعية والمباني التراثية لهذه المدينة.
وصمّم ايف في معرضه هذا بعنوان ''مرسيليا.. مدينة الجنوب'' الذي يضم 43 صورة بالأبيض والأسود، على أن يخلّد لحظات من حياة أبناء المدينة التي احتضنته بعد مغادرته مسقط رأسه مدينة الدار البيضاء (المغرب)، وجمع بين اللحظات العابرة ونظيرتها القوية التي تغيّر من حياة الإنسان، فصوّر إيف ولع المرسيليين برياضة كرة القدم وظهر ذلك في صورتيّ ''سهرات كرة القدم على الميناء'' و''نصر فريق أولمبيك مرسيليا''، كما سجلّ بالصور لحظات حاسمة لسكان هذه المدينة الجميلة والمتمثّلة في صور عن الزواج، فها هي صورة ''زواج على رصيف بالج المطل على البحر''، وتظهر هذه الصورة سعادة الزوجين وهما يقودان مركب العروس المتكوّن من دراجات نارية، أما صور ''زواج'' و''خطوبة'' و''زواج'' فتظهر تقاليد عرس مغاربي.
ولم يستطع ايف عدم تصوير جمال مناظر ومباني المدينة الساحرة، فرسّخ في أكثر من صورة ميناء مرسيليا القديم الشهير الذي كان من بين أهم الموانئ الأوروبية وأقدمها، إذ تم إنجازه في القرن السادس قبل الميلاد، أمّا اليوم فقد تحوّل إلى فضاء للترفيه والتسلية دون أن يفقد روحه وأصبح مكانا يلتقي فيه الأحباء والأصدقاء وكل من يريد أن يمضي أوقاتا لا تنسى.
وقام الفنان أيضا بجولة في أحياء مرسيليا، فصور حي ''كنابيار'' وهو الحي الأكثر شهرة في المدينة؛ بل هو مركزها الذي لا ينافسه فيه أي حي آخر، وصوّره وهو يعج بالحركة ويحتضن الاحتفالات والمناسبات السعيدة، وغير بعيد عنه يوجد حي بلزانس، وهو حي يسكنه المهاجرون بنسبة كبيرة، وعبرّ عنه في صورة لرجل جالس يرتدي زيا عربيا تقليديا.
ولم ينس إيف أن يصور حي ''لا باترنال'' الخطير، فصوّر مشهد أطفال يدخنون، فيما يضم حي''استاك'' ميناء صغيرا ويقع بين البحر والربوة، كما شكلّ هذا الحيّ مصدر الهام العديد من الفنانين التشكيليين المعروفين مثل أوغست رونوار وجورج براك وبول سيزان، بالمقابل وحبا في تصوير مظاهر الحياة في مرسيليا بدون إقصاء، عبرّ ايف عن مظاهر التدين الإسلامي مثل صورة ''العودة من مكة.. حي بلان دو''، ''قاعة الصلاة''، ''مسجد قمري''، ''قمريون عائدون من مكة''، كما صوّر أيضا الغجر في صورة ''شاب غجري ووالدته''. كما مست معظم صور إيف الفئة الكادحة من الشعب والتي ورغم عدم سهولة حياتها، تظلّ الابتسامة في محياها وها هي صورة ''مدينة لا بترنال'' يظهر فيها رجل يحمل على ظهره امرأة وكلاهما يبتسم، وصور أخرى لديدي وزهرة من حي استاك.
للإشارة، إيف جانموجا فنان مصور خاض عالم التصوير في وكالة فيفا سنة ,1973 خصّص عمله لموضوع الإنسان، فصور الطبقة العاملة بفرنسا والأطفال العمال بنابولي والأقليات التي تعيش في مرسيليا والأماكن الخالدة في الجزائر وغيرها، فكان همه ومازال، الاهتمام بالأماكن العامرة بالتاريخ، كما قام سنوات التسعينيات بتصوير عن طريق الفيديو للمعوقين، أما حاليا فيعمل حول موضوع التراث السياسي والثقافي لأوروبا، كما تم نشر العديد من أعمال إيف جانموجا، من بينها ''حدثني عن الجزائر العاصمة''، ''مرسيليا الجزائر في مرآة الذاكرات''، ''ليلة بيضاء'' و''صور عن السجن''.

يقع حمام سيدي طراد في أعالي منطقة الزيتونة التي تبعد بنحو23 كلم وبالضبط في شرق عاصمة ولاية الطارف، حيث تحيط به أشجار السنديان وغابات الدفلة وافرة الظلال، أين يتمتع الزائر لهذا الحمام بموقعه السياحي المميز، خاصة أن مياهه الساخنة التي تتدفق من الينابيع والصخور المتراصة، شفاء للناس من مختلف الأمراض المزمنة التي طالما ألهبت جيوب الباحثين عن علاج آلامهم، موقع سيدي طراد فيه لمسة سحرية للشعراء والفنانين الذين يلتحقون بهذا المنتجع السياحي خلال فصل الشتاء، خاصة عند نهاية الأسبوع من أجل الراحة وصفاء الذهن، بالإضافة إلى إطلاق العنان لريشتهم قصد رسم المناظر الخلابة ونقلها للسواح والأجانب عبر الألواح الزيتية أوما تجود به قريحتهم لتنظيم أبيات شعرية. وقد وصل عدد مرتادي هذا الحمام نحو7 آلاف زائر خلال الأسبوع، لأنهم يجدونه وجهة حقيقة لتكسير رتابة السنة والتمتع بدفء مياهه خلال فصل الشتاء.
سيدي طراد الذي اكتشفنا سحره خلال زيارتنا لهذه المنابع الحموية التي تشفي مختلف الأمراض منها؛ الروماتيزم، الشلل، الأمراض الجلدية، اِلتهاب اللوزتين وأمراض الحساسية، وكذا الحروق والالتهاب الرئوي المزمن، إلى جانب تصلب الشرايين، حسبما أكده مختصون في الطب، خاصة في الفترة الممتدة بين فصلي الشتاء وبداية الخريف، حتى فصل الربيع، وهي الفترة الأكثر ملاءمة للمصابين بالحساسية والطفح الجلدي.
وخلال لقائنا ببعض الزوار، أكدوا لنا أن القائمين على هذا الحمام  يساعدونهم في اختيار الأماكن الحموية، وذلك طبقا لدرجة الحرارة التي تعادل ضغطهم الدموي وحتى طبيعة الأمراض التي يعانون منها.
اِقترح أعضاء المجلس الولائي تحويل مركب سيدي طراد إلى مشروع استثماري سياحي بامتياز، وذلك من خلال ما يكتنزه من موارد هامة  ترشحه بأن يدخل ضمن أحسن المناطق الحموية في العالم، وذلك بإنجاز مجمع كبير يحتوي على مطاعم فاخرة، قاعات للعلاج، فنادق وحتى شاليهات، لأن المبنى الحالي عبارة عن حمام تقليدي بجناحين؛ واحد للرجال وآخر للنساء، وقاعتين للتسخين مجهزتين بوسائل جد متطورة ومركز تجاري، وكذلك مسبحين وشقق في الغالب ضيقة.
وحسب تقرير المجلس الولائي، فإن هذا المشروع التنموي بحاجة إلى دعم مالي لتحويله إلى مجمع طبي حديث، له عدة لواحق تليق بمستواه السياحي والعلاجي؛ مثل إنجاز قاعتين للعلاج بالمياه المعدنية ذات طابع حموي وقاعتين لإعادة تأهيل الأعضاء والجسم، وكذلك حمامات بخارية، وحدة للبحث العلمي وحتى فنادق لإيواء المرضى القادمين من الولايات البعيدة، وعلى صعيد آخر، طالبت العائلات التي تسكن بمحاذاة الحمام بإعادة تهيئة الطرقات التي تحولت خلال فصل الشتاء إلى ممرات ترابية وسيول يصعب على مرتادي هذا الحمام التنقل فيها.
 

كرم مؤخرا من طرف جمعية الألفية الثالثة والإذاعة الوطنية، عن مشوار قضاه في مختلف وسائل الإعلام الجزائرية، وتجربة نقلته إلى قناة دبي. مر بظروف صعبة بسبب فقدانه لأخيه وأخيرا والدته، وكذا مرضه الذي مازال يقاومه بشجاعة، لكنه تمكن من ترك بصمات واضحة لاسيما تلفزيونيا من خلال البرامج التي قدمها بطريقته المميزة التي جعلته قريبا من القلوب، لم يكن غريبا أن تمتلئ قاعة عيسى مسعودي عن آخرها في يوم تكريم المنشط المتألق ''ريان'' الذي أكد لنا في حوار أجريناه معه بالمناسبة، أن الموت كان أقسى تجربة مر بها وأنه غير نادم على تفضيل كفة الجزائر على كفة الشهرة والمال، عندما وجد نفسه في موقف ''الاختيار''.
- ''المساء'': أولا أقدم لك تعازي الخالصة بفقدانك الوالدة، وثانيا أهنئك على هذا التكريم، وأسألك ماذا يعني لك؟
* ريان: بارك الله فيك، مايمكنني قوله؛ إننا لم نألف في الجزائر أن يكرم الشباب، فأنا في مقتبل العمر وفي بداية مشواري المهني، وأعتقد أنني مازلت لم أعط الشيء الكثير في المجال الإعلامي. مع العلم أنني عملت في الأنواع الثلاثة أي الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون، وأعشقهم كلهم، وأشعر بالحنين لكل واحد منهم. ولولا المرض ،لاشتغلت في كل هذه الوسائل. وشكري خاص لجريدة ''المساء''، لأنها جريدتي التي عملت فيها ببداية مشواري المهني وقضيت فيها وقتا طويلا، وكتبت في عدة أقسام منها الرياضي والاجتماعي. وهذا شرف لي أن أتحدث في ''المساء'' لقراء ''المساء''. وعودة للتكريم، أقول إنه هو وقفة مع الذات تمكنني من رؤية نفسي في المرآة، لكن من خلال الآخرين وليس من خلال ذاتي. أظن أن التكريم يدخل المرء في مرحلة جديدة لأنه يجعلك تتوقف قليلا لتنظر إلى الوراء، ثم تتجه نحو الأمام، لكن أهم شيء في التكريم أنك تعي بأنك في بلد مثل الجزائر وما أدراك ما الجزائر، وتحس بأن بلدنا مازال يحبنا. لذا أنا أتمنى أن تعطى لكل الشباب الفرصة في الجزائر وأن لايهمّشوا، لأنه من المؤسف أن نرى أن الكفاءات الشابة سواء في الجزائر أو في الخارج لاتجد أين توظف كفاءتها ببلدها، فلدينا الكثير من الشباب بالخارج ممن يمثلون البلد أحسن تمثيل، لكن أتمنى أن يمثلوها هنا أفضل. ولذا لايجب أن نتركهم يذهبون.
- ريان، الجميع يسأل كيف حال ريان وأين هو؟
* أولا، أؤكد أنني لست موقفا من التلفزيون، وهذا حتى أُطمئن الناس، لأن هناك من قال بأنني أوقفت من العمل فيه. أنا في فترة علاج طويلة، وكنت سأشرع في تقديم برنامج ضخم اسمه ''بوابة''، بعد رجوعي من دبي وعملي بها مدة سنة، إلا أن صحتي لم تسمح لي بذلك. فقد تابعت طيلة المدة الأخيرة علاجا كيميائيا أخذ مني وقتا طويلا، واليوم رجعت لأهلي وإن شاء الله أعود إلى الإنتاج مثل السابق، فقد اشتقت كثيرا للمشاهد والمستمع والقارئ.
- اليوم وكما عهدناك، تبدو أنيقا ومتألقا - ماشاء الله عليك- رغم الظروف الصعبة التي تمر بها. ماهو السر؟ ومن أين تستلهم شجاعتك؟
* أعتقد أنها المسؤولية التي أشعر بها تجاه الجمهور، فالأخير استثمر فيّ، ووضع فيّ ثقته مثله مثل المسؤولين، وأنا أحب أن أكون أهلا لهذه الثقة وهذا الاستثمار... والتلفزيون أولا وقبل كل شيء عبارة عن صورة، ولا أحب أن يراني الجمهور مريضا أو يرى صوري وأنا مريض، ليس خوفا من المرض لأنه ابتلاء من عند الله عز وجل، لكن احتراما لهذا المشاهد الذي يجب أن تبقى بين عينيه دائما نفس الصورة التي عهدنا عليها. مثلا أذكر بعض الأسماء مثل المرحوم رياض بوفجي الذي بقيت صورته الجميلة الضاحكة مرتسمة في أذهان الجمهور على الدوام. أحب أن تبقى صورتي لدى الناس هكذا كما كانت دائما. الأجل بيد الله والمرض لا أخاف منه لأنه تجربة، مثل تجارب الحياة الأخرى.
- كيف تقيم اليوم تجربتك في قناة دبي؟
* اختِرت لتمثيل المغرب العربي أي -الجزائر وتونس والمغرب- في برنامج يعمل به منشطون من عدة دول عربية، والمعروف أن المغرب العربي دوما مهمش في مثل هذه البرامج، بعد فرح بن رجب الإعلامية التونسية المعروفة التي مثلت المغرب العربي، أراد معدو البرنامج اختيار مذيع من الجزائر، فتمنيت أن أكون أهلا لهذا الإستثمار. المبادرة كانت من طرف الوزير السابق حمراوي حبيب شوقي الذي اختارني وتمت تجربتي، فنلت إعجابهم، قدمت تقريبا موسما في هذا البرنامج بقناة دبي، لكن المشكل الذي حصل بين الجزائر ومصر على خلفية مباراة أم درمان غير مساري في هذه القناة. فالمذيعة الرئيسية للبرنامج مريم أمين المصرية شتمت الجزائر بطريقة غير مباشرة في إحدى الأعداد، ولم أحتمل ذلك. أنا أرفض الجلوس مع من يسب وطني وشعبي، رغم أن الراتب جيد جدا، ودبي تلفزيون من القنوات الأكثر انتشارا، إلا أن الأهم بالنسبة لي أن أربح بلدي. التجربة مع ذلك كانت ناجحة بكل المقاييس، لكن الأهم أنني ربحت وطني ولا أريد أن يقول عني أحد أنني بعت وطني بثمن بخس، والحمد لله اليوم ظهر الحق، واتضح أن الحملة كانت منظمة ومفتعلة من نظام ضد شعب، اللهم لاشماتة لكن الحمد لله ظهر الحق. أنا لم أندم أبدا، لأنني عدت من هذه التجربة بخبرة كبيرة، أتمنى أن أستثمرها هنا في الجزائر.
- ماذا يقول ريان عن مشواره المهني عموما؟
* قصير جدا، رغم أني مررت بالجريدة والإذاعة والتلفزيون... أتمنى أن يطيل الله عز وجل في عمري لأواصل هذا المشوار، لأنه يشبه عشقا جنونيا بيني وبين القارئ والمستمع والمشاهد. فقد جربت العمل في هذه الوسائل الثلاث، وأقول إنها جيدة ولا أفرق بينها، لأنني أحبها كلها. أتمنى فعلا أن يطول عمري وأحقق أشياء أكثر.
- ماهي أحسن ذكرى طيلة هذا المشوار؟
* هي ذكريات كثيرة، ففي كل مرة أتعرف فيها على وجه جديد يضيف إلي جديدا... كلما قابلت فنانا كنت أشاهده فقط من خلال الشاشة، فإن ذلك يزيدني تجربة، كل المواقف في حياتنا المهنية مهمة، وكل خطوة في حياتنا مهمة، كل برنامج أكتشف فيه الجديد، كل إنسان أعمل معه يضيف لتجربتي شيئا جديدا. كلهم استفدت منهم، كل الناس خدموني الحمد لله.
- وماهي أسوأ ذكرى؟
* لاأستطيع أن أقول بأن موقفا ما أساء إلي، لكن يمكنني أن أقول إن الموت هو أصعب شيء صادفته في الحياة، لاسيما بعد أن فقدت أخي، وأمي التي ربتني مؤخرا، أي منذ أسبوعين. أقول الموت، لأنه أصعب من المرض. فهذا الأخير يعلمنا أشياء، عكس الموت الذي يعدنا بالنهاية. الموت حق وهي كما نقول في الجزائر ''ملعقة يأكل بها الجميع''. نأمل فقط في حسن الخاتمة.
- تم إهداؤك عمرة، وكنت قد عبرت سابقا عن أملك في زيارة البقاع المقدسة. ماهو شعورك؟
* فعلا، كان الأمر جد مفرح لي، أتمنى أن أعتمر وأزور البقاع المقدسة في أقرب وقت، وهو أهم شيء، ولما أعود، أكيد سنتحدث عن الموضوع.
- كلمة أخيرة؟
* تحياتي لجريدة ''المساء'' وقرائها، ففي أرشيفها يوجد العديد من المقالات التي كتبتها في بداية مشواري الإعلامي.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)