الجزائر

المنشطات بين العقوبة القانونية والعواقب الصحية



المنشطات بين العقوبة القانونية والعواقب الصحية
باتت العقاقير المنشطة تمثل في السنوات الاخيرة واحدة من أكبر الآفات الرياضية في عالمنا المعاصر ، فكم من أسماء كبيرة سقطت ضحية لها وكم من نجوم دفعوا ثمنا باهظا من صحتهم وسمعتهم لقاء تعاطي المنشطات أو المواد المحظورة دوليا لكننا نلاحظ اليوم تزايد كبير من قبل الرياضيين وممارسي رياضة كمال الأجسام وكرة القدم وبالخصوص الدراجين و العدائين وحتى السباحين على تعاطي المقويات والمنشطات من أجل الحصول على الطاقة اللازمة للحفاظ على نشاط الجسم وعدم الشعور بالتعب أو الاحساس بآلام الاصابات .في هذا العدد من الأسبوعية الرياضية لجريدة الجمهورية ارتأينا أن نسلط الضوء على مخاطر تناول المنشطات على صحة اللاعب والعواقب الوخيمة التي تؤدي في بعض الاحيان الى الموت المفاجئ في الميادين الكروية ولعل قضية الاسبوع التي فجرت فضيحة مدوية في بطولة الجزائرية المحترفة بعد تورط لاعب اتحاد العاصمة يوسف بلايلي بتناوله مواد محظورة جعلتنا نعيد فتح هذا الملف الشائك و المتشعب الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى كابوس يشوه صورة الرياضة الجزائرية في الخارج ومن خلال استطلاعنا لأراء الخبراء والمختصين في هذا المجال وقفنا عند مخاطر تناول هده المواد التي تؤثر على صحة الرياضي بالدرجة الاولى وحاولنا أن نتطرق بأدق التفاصيل الى الاسباب الكامنة وراء اختيار اللاعب لأسرع طريق لكسب المال والشهرة دون معرفة الاضرار الناجمة عن اقدامه على هذا الفعل ، حيث ألح الخبير القانوني محمد عياط على ضرورة ايلاء اهمية للفحص الطبي في النوادي الجزائرية ومحاسبة المسيرين على كل سنتيم يصرف على الشركات الرياضية واستغرب لعدم مساهمة هذه الفرق في تنمية الاقتصاد بل أصبحت حسب نظره الرياضة عالة على الدولة الجزائرية بحيث لا توجد قوانين مضبوطة تتحكم في تسيير الشركات وهو ما شجع الاقبال على المنشطات من أجل تحقيق الأرباح بإيعاز من المسيرين الذين يغضون الطرف عن تصرفات اللاعبين لغاية في نفس يعقوب كما كشف ان 50 بالمائة من اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الجزائرية يتعاطون المواد المنشطة بنسب متفاوتة وبحسب خبرته في المولودية فقد وقف عند حالات تعاطي سجائر المحشوة بمادة الكيف وسط اللاعبين اثناء الحصص التدريبية ومن الناحية العلمية التي تبرر استفحال الآفة في الدول المتقدمة فقد ارجع حالات حدوث الازمات القلبية المؤدية إلى الموت المفاجئ عموما الى تأثير مفعول المنشطات او المنبهات التي تعمل على اجهاد القلب وانخفاض الضغط إتلاف العضلات مما يتطلب شفاء المصاب اشهر طويلة عوض اسابيع فقط . وأرجع اللاعب الدولي السابق قمري رضوان أسباب انتشار هذا الوباء إلى غياب القوانين وعدم قيام الوكلاء بدورهم الرئيسي فيما يرى بعض رؤساء الفرق الصغرى أن انعدام المراقبة الطبية وراء توسع دائرة تعاطي المحظورات كما ذهب الفنيون الى القاء اللوم على اللاعب الذي يتحمل المسؤولية لوحده بما أنه اختار هذا الطريق بحثا عن المال والشهرة واعتبر بعض المناصرون ما حدث للاعب بلايلي هو نتيجة تهاون المسيرين الذين لم يوفروا للاعب كل الظروف اللازمة لتجنب وقوعه في فخ المحظورات وكان حسب الاقلية من المناصرين في الشارع الوهراني ضحية مناجيره الذي لم يقم بواجبه اتجاه لاعبه و وتبقى قضية هذا النجم الذي انطفأ في عز نجوميته عبرة لمن تخول له نفسه اختيار اقصر طريق لتحقيق المجد وجنى الثروة تحث تأثير المنشطات . وأجمع الكثيرون أن مكافحة هذه الظاهرة لا يجب أن تقتصر على حملات التوعية والتحسيس بل يتعين على الدولة تخصيص مخابر لإجراء التحاليل المعمقة وتوفير المعدات و الأجهزة الطبية الازمة فضلا على الاستفادة المناجرة ذوي الشهادات وتخصيص ايام تكوينية لوكلاء اللاعبين المعتمدين وكذا تكثيف المراقبة الطبية في المباريات الرسمية من خلال المتابعة الصحية المستمرة للاعبي البطولة .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)