الجزائر

المنتجون يطمئنون بعودة التوازن إلى السوق قريبا



تتوالى تصريحات أهم منتجي النفط في العالم في الفترة الأخيرة، سعيا إلى طمأنة السوق العالمية للبترول، والتأكيد على أن الاتفاق بين منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» والمنتجين خارجها، سيتم تنفيذه، وأن آثار الاتفاق ستظهر تدريجيا على الأسعار، مثلما أكد مؤخرا وزير الطاقة مصطفى قيطوني. وجاءت تصريحات وزراء الطاقة لكل من السعودية وروسيا والإمارات، لتدعمه.في هذا الصدد، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس بأبوظبي، إنه لا يرى حاجة إلى اجتماع استثنائي لمنظمة البلدان المصدرة للنفط قبل أفريل»، معبرا عن اقتناعه بأن السوق النفطية تسير «على الطريق السليم»، وستعود للتوازن بسرعة بدون أن يستبعد اللجوء إلى إجراءات جديدة إذا تطلّب الأمر ذلك، قائلا إن «المنتجين مستعدون لعمل المزيد عند الحاجة».
وفي تحليله واقع سوق النفط العالمية، انتقد المسؤول السعودي بشدة عمل المضاربين، محملا إياهم، ضمنيا، التراجع الذي عرفته أسعار النفط، قائلا: «ننظر إلى ما وراء صخب البيانات الأسبوعية وسلوك المضاربين الأشبه بسلوك القطيع.. لكن مازلت مقتنعا بأننا نسير على الطريق السليم، وأن السوق النفطية ستعود سريعا للتوازن». وأضاف المتحدث: «إذا وجدنا أن هناك حاجة لعمل المزيد فسنفعل بالاتفاق مع الشركاء في أوبك ومن خارجها، حيث التعاون ضروري أيضا».
كما أعلن الوزير السعودي نقلا عن «مصادر ثانوية»، أن إنتاج «أوبك» في ديسمبر قلّ فعلا بما يزيد عن 600 ألف برميل يوميا عما كان عليه في نوفمبر، مؤكدا أن بلاده «تخطت» التزاماتها، وقلصت إنتاجها وصادراتها.
وكان الفالح أعلن الأربعاء الفارط، عن قرار بلاده تقليص إنتاجها من النفط إلى 7,2 ملايين برميل يوميا مقابل 8 ملايين في نوفمبر الفارط.
للإشارة، كشف وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أول أمس، أن متوسط سعر النفط بلغ 70 دولارا للبرميل في عام 2018. وقال في مؤتمر صحفي بأبوظبي: «نحن أمام متوسط حوالي 70 دولارا في عام لخام برنت»، مضيفا أن هذا المستوى سيساعد على تشجيع الاستثمارات العالمية للنفط.
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، اتفقت في ديسمبر الماضي، مع منتجين كبار آخرين بقيادة روسيا، على خفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا، لإحداث توازن في سوق النفط اعتبارا من جانفي الجاري.
وعرفت أسعار النفط تراجعا في الأشهر الأخيرة من 2018، إذ قاربت عتبة الخمسين دولارا، وهو ما جعل البعض يشكّك في قدرة الاتفاق الجديد للمنتجين على إعادة التوازن للسوق العالمية. كما فسر البعض هذا الوضع باستمرار الفائض في العرض، وعدم التزام الأعضاء بالتخفيض.
واختُتمت أسعار النفط يوم الجمعة المنصرم بانخفاض حوالي 2 في المائة، بعد تسع جلسات متتالية من المكاسب التي ميزت بداية العام الجديد، حيث تجاوز البرنت الستين دولارا للبرميل في آخر التداولات الأسبوعية، وهو ما أثار آمالا في السوق بدعم من تصريحات مسؤولي أهم الدول المنتجة، وعلى رأسها روسيا، التي قال وزيرها للطاقة ألكسندر نوفاك مؤخرا، إن بلده خفضت إنتاجها في شهر جانفي الجاري بنسبة تزيد عن 30 ألف برميل يوميا، وذلك في إطار قرار «أوبك +».
وقال نوفاك للصحفيين في موسكو الجمعة الفارط، إننا نخفض الإنتاج. ومن المخطط تخفيضه خلال الشهر الجاري بمقدار 50 ألف برميل يوميا..»، مضيفا: «إلى حد الآن يعادل التراجع ما يزيد قليلا عن 30 ألف برميل يوميا مقارنة بمستوى شهر أكتوبر 2018».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)