الجزائر

الملتقى الوطني الثامن حول حياة هواري بومدين بقالمة



الملتقى الوطني الثامن حول حياة هواري بومدين بقالمة
دعوة إلى توظيف الإعلام الحديث للتعريف بالشخصيات الوطنيةدعا المشاركون في الملتقى الوطني الثامن حول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين المنعقد بقالمة أمس الاثنين، إلى توظيف الإعلام الجديد، و استعماله بقوة للتعريف بالشخصيات الوطنية و رموز النضال و المقاومة و هذا للمحافظة على ذاكرة الامة و حمايتها من الهجمات المعادية في ظل التحولات التكنولوجية الرهيبة التي أحدثت انقلابا كبيرا في المفاهيم الفكرية و السياسية و أثرت تأثيرا بالغا في العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية للشعوب. و قال المتدخلون في الملتقى الذي تنظمه جمعية الوئام ببلدية هواري بومدين بقالمة منذ 8 سنوات بأن الجزائر تملك إمكانات و طاقات ضخمة في مجال الاتصال و تكنولوجيات الإعلام الحديث و هي تحصي اليوم عددا كبيرا من الصحف التقليدية و الإذاعات و القنوات الفضائية و جيش من مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي يناهز تعداده 18 مليون شخص اغلبهم من الشباب المتمكن من الإعلام الحديث و المتحكم في التقنيات الرهيبة التي تتطور كل يوم و كل ساعة بشكل سريع عجز البعض عن مجاراته و التجاوب معه، و أضافوا بأن الجزائر و منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين لم تدخر جهدا في تطوير أنظمة الاتصال و مواكبة التطور التكنولوجي لكنها مازالت في حاجة إلى مزيد من الجهد لمواكبة ثورة الاتصالات الجديدة و توظيفها في خدمة المجتمع و الاقتصاد و الثقافة و التاريخ و الامن الوطني و ضمان مستقبل الأمة. و قال الدكتور محي الدين عميمور بأن تفاعل هواري بومدين مع الإعلام كان قليلا منذ ثورة التحرير و إلى غاية الاستقلال حيث كان يفضل الابتعاد عن وسائل الإعلام و العمل في الظل لكنه في المقابل كان يهتم بكل ما تقوله وسائل الإعلام الوطنية و الأجنبية و يأخذ بما يكتب و يقال و يوظفه توظيفا صحيحا، مضيفا بان الرئيس الراحل هواري بومدين كان مستمعا جيدا لكنه كان قليل الكلام حتى ان المخابرات الفرنسية احتارت في أمره و لم تفهمه و وصفته بانه «الضابط الغامض الذي لا مستقبل له» عندما وجدت اسمه في قائمة القادة الذين تتوقع فرنسا أن يمسكوا بمقاليد الحكم و إدارة شؤون البلاد بعد استفتاء الاستقلال، لكن الجنرال ديغول كان له رأي آخر على ملاحظة رجال مخابراته و شطب عبارتهم و كتب أمامها «هذا غير مؤكد». و شن الدكتور محي الدين عميمور هجوما عنيفا على من وصفهم بمنتقدي حكم الرئيس الراحل هواري بومدين في مجال الصناعة و الزراعة و التعليم و الصحة و السياسة الخارجية و قال بأن هؤلاء المنتقدين لا يعرفون بومدين و من لا يعرفك يكرهك، مؤكدا بأنه لا أحد يعرف حقيقة هواري بومدين أكثر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.و تساءل محي الدين عميمور أين اختفى هؤلاء الذين كانوا يظهرون على الشاشات عندما كانت مفاتيح القرى الاشتراكية توزع على الفلاحين؟ لماذا لم يخرجوا اليوم للدفاع عن بومدين و يقولوا للناس ما هي الثورة الزراعية؟ و كيف تمت عملية تأميم المحروقات؟ مضيفا بانه يرفض الكلام القائل بان جماعة معينة تحتكر بومدين و تتاجر باسمه، موضحا بانه لم يكن يعمل عند بومدين كما يقول البعض بل كان يعمل معه و الرئيس الراحل كان يحارب الخماسة و العبودية لكن الكثير لا يعرف هواري بومدين و من يعرف هواري بومدين لا يعرف من هو محمد بوخروبة. و تحدث خبير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال يونس قرار عن منجزات هواري بومدين في مجال الاعلام و الاتصال بداية بالمعهد الوطني للإعلام الآلي سنة 1969 ثم شبكة بريد الجزائر و منظومة الاتصال الخاصة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية ثم برامج التعليم المتطور بالمدارس و الجامعات. و حذر المتدخل من خطورة وسائل الإعلام الجديدة قائلا بأننا امام جيل إليكتروني و علينا ان نحسن التعامل معه و نوظفه في تطوير الاقتصاد و الإدارة. و ذهب الإعلامي محمد بوعزارة الى القول بان الإعلام الجديد أصبح يهدد مستقبل الإعلام التقليدي المطالب بالتطور و مواكبة التحولات الجديدة للبقاء في الساحة، مضيفا بان البقاء اليوم لمن يحسن التعامل مع الإعلام الجديد و اعطى مثالا على ذلك بالانقلاب الذي وقع في تركيا مؤخرا و كيف استطاع أوردوغان ان يفشله عن طريق فيدو قصير بالصوت و الصورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي في حين فشل الانقلابيون لانهم اعتمدوا على وسائل إعلام تقليدية كالتلفزة و المحطات الإذاعية. و تساءل الطيب الهواري كيف استطاعت البلاد أن تحقق إنجازات كبيرة و على جميع الأصعدة بعد الاستقلال بوسائل إعلام تقليدية بسيطة بينها صحف عمومية قليلة و محطة للإذاعة و اخرى للتلفزة و تفشل اليوم بترسانة رهيبة من وسائل الإعلام يتقدمها 15 مليون من مستعملي شبكة التواصل الاجتماعي فايس بوك. و قال العيد زغلامي بأن الرئيس الراحل هواري بومدين كان مهتما بالتكنولوجيا الحديثة و أرسل أكثر من 25 ألف طالب للدراسة بالخارج لجلب التقنية و المساهمة في تطوير التعليم و الاقتصاد الوطني، مؤكدا بأن ما لا يقل عن 17 مليون جزائري يستعملون شبكات التواصل الاجتماعي منهم أكثر من 80 بالمائة من الشباب لكن استعمال هذه الوسيلة في الجزائر لا يتجاوز الدردشة و تبادل الصور و مقاطع الفيديو.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)