الجزائر

المطالبة بتعديل قانون الانتخابات



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
دعا المجلس الوطني لحقوق الإنسان في تقريره السنوي، إلى ضرورة التفكير في إدخال تعديلات على قانون الانتخابات بالكيفية التي تسمح للمجلس القيام بدور "رقابي وإشرافي خاص" يختلف عن دور الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات، مشيرا إلى أن "أغلب المؤسسات الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان في العالم تملك صلاحيات في مجال الانتخابات".
وأوضح المجلس في تقريره الذي سلمه رئيسه، بوزيد لزهاري، لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أول أمس، أن الانتخاب والترشح باعتبارهما من الحقوق السياسية الأساسية المهمة تجعل المجلس الوطني "ملزم بتقديم مساهمة في ميدان الانتخابات وذلك بتقديم تقرير خاص حول ملاحظاته للعملية الانتخابية".
في هذا الإطار، يرى المجلس أنه من "الضروري تعديل القانون المتعلق بنظام الانتخابات الذي يجب أن يتضمن إدراج المجلس الوطني في العملية الانتخابية من حيث الرصد والمتابعة وإعداد تقارير حول مجريات كل عملية انتخابية".
وبشأن استقلالية القضاء ومحاربة الفساد، شدد المجلس على "ضرورة إعادة النظر في القانون الأساسي للمجلس الأعلى للقضاء وإعطاء نيابة رئاسة المجلس لقاض وليس لعضو في الجهاز التنفيذي"، مبرزا أن ذلك ينبغي أن "يتجسد عمليا بإعطاء نيابة رئاسة المجلس الأعلى للقضاء للرئيس الأول للمحكمة العليا بدلا من وزير العدل".
ويرى المجلس أنه "حان الوقت للتفكير جديا في إعطاء رئاسة المجلس الأعلى للقضاء، لقاض ومنح هذا المجلس صلاحية اقتراح 3 أسماء قضاة يختارون وفق معيار الأقدمية في الخدمة، حيث يختار رئيس الجمهورية أحدهم وجوبا لرئاسة المجلس الأعلى للقضاء"، وتصبح تشكيلة المجلس الأعلى "هيئة تمثيلية ومنتخبة كلية ويستبعد فيها أي تعيين، ويتناسب عدد أعضائها مع عدد القضاة في المحاكم والمجالس".
وشدد التقرير على أن "مبدأ استقلالية القضاء وتعزيزه يقتضي إعادة النظر في القانون الأساسي للمجلس الأعلى للقضاء"، بالإضافة إلى "نزع كل الاختصاصات الممنوحة لوزير العدل في مواجهة النيابة العامة ومنحها للنائب العام لدى المحكمة العليا مع تنظيم النيابة العامة في إطار مستقل تماما عن السلطة التنفيذية".
الرشوة والفساد ينتهكان حقوق الإنسان
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن "الرشوة والفساد ينتهكان حقوق الإنسان"، لافتا إلى أنه "إذا أصبحت الرشوة مستشرية، فإن العزوف يزداد في اللجوء إلى العدالة. وذلك بسبب الاعتقاد الجازم أن هذا اللجوء لن يحمي حقوقهم"، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الظروف "تصبح الضبطية القضائية والقضاء عرضة لشبهة الفساد من قبل المتقاضين الذين يريدون إحقاق حق المحاكمة العادلة، يطبق فيها القانون تطبيقا صحيحا وعادلا".
وأكدت الوثيقة أن قيام الدولة ب"التزاماتها كاملة في مجال حقوق الإنسان يفرض، عليها خوض معركة شرسة وصارمة ضد الفساد"، مبرزة أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان مطالب، بالتنسيق مع هيئات مكافحة الفساد، بتنظيم ندوات ولقاءات من أجل "التحسيس ورفع درجة الوعي بخطورة ظاهرة الفساد على الاقتصاد والمجتمع وحقوق الإنسان وتشجيع الأشخاص الذين يكشفون وينددون بالفساد بالقيام بذلك، لكن بعد أن نحمي حقوقهم في الأمن الشخصي والحرية وتحقيق المحاكمة العادلة وحماية الشهود".
وبشأن حرية التعبير والصحافة، ذكر التقرير أن هذه الأخيرة تشكل "أحد الركائز الأساسية للمجتمع الديمقراطي والنصوص الدستورية والقانونية في الجزائر"، لافتا إلى أن الوثائق الدولية المصادق عليها من طرف الدولة الجزائرية "تعطي لهذا الحق أهمية كبيرة".
وأشار في هذا المجال إلى أن عدد الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات التلفزيونية الموجودة في الجزائر "دليل قاطع على أن هذه الحرية مجسدة على أرض الواقع وتتطور بشكل تدريجي وفعال رغم بعض الصعوبات الظرفية والموضوعية".
في هذا الإطار، دعا المجلس إلى "الابتعاد عن استخدام الوسائل المالية والمادية وغيرها لإجبار الصحف ووسائل الاتصال بصفة عامة، سواء أكانت تنتمي للقطاع الخاص أو العمومي، على إتباع توجه معين"، مشيرا إلى أن "الإنصاف والمساواة يجب أن يكونا المعيار في معاملة وسائل الإعلام بصفة عامة".
من يدخل الحياة العامة يجب أن يخضع لانتقادات الصحافة
وشدد التقرير على أن "توزيع الإشهار العمومي، يجب أن يكون طبقا لمعايير محددة مسبقا، هدفها تشجيع الصحافة على الاستمرار في التطور والعطاء وليس وأدها في المهد"، مبرزا أن مهمة توزيع الإشهار العمومي "يجب أن توكل لهيئة تنشأ بقانون، مكونة من أشخاص مشهود لهم بالكفاءة والمهنية".
كما أهاب بالسلطات العمومية ب"عدم التسرع في متابعة الصحفيين الذين ينتقدون الشخصيات العمومية"، معتبرا أن "من يدخل الحياة العامة ويريد خدمة المواطنين والوطن وكل الناس الذين يعيشون فوق إقليم الدولة يجب أن يخضع للمساءلة والرقابة من طرف السلطات الدستورية كالبرلمان ومجلس المحاسبة وغيرها، لكن أيضا يجب أن يخضع لانتقادات الصحافة على كيفيات تسييرها للشأن العام".
وأكد التقرير على ضرورة "توسيع دائرة حماية الصحافيين من أي نوع من المتابعة عند ممارستهم لهذه المهام"، مشددا على أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان "لا يمكن أن يتساهل مع سجن الصحافيين، إذ يجب الابتعاد كلية عن هذا النهج الذي يمكن أن يرتقي إلى انتهاك حرية التعبير".
من جهة أخرى، دعا التقرير الصحافة ووسائل الاتصال والصحافيين بأن يعملوا على "تطوير الاحترافية والمهنية والابتعاد عن سياسة الإثارة واللعب على مشاعر الناس". كما يدعو المجلس الوطني لحقوق الإنسان أيضا إلى "إعادة النظر في قانون الإعلام، بالقضاء على كل العراقيل والصعوبات التي تقف في وجه تطور واتساع حرية التعبير"، مجددا مطلبه ب "وجوب تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي ستكون أحد أهم مهامها إصدار تراخيص إنشاء المنشورات".
استقبال 1439 شكوى العام الماضي
من جانب آخر، كشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أنه تلقى أكثر من 1400 شكوى خلال عام 2018 معظمها تتمحور حول القضايا المتعلقة بالسكن والعدالة والعمل، معتبرا أن هذه الزيادة تعد مؤشرا إيجابيا كونها تعكس مدى تجاوب وتفاعل الأفراد والجماعات مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان لرفع تظلماتهم والتبليغ عن الانتهاكات التي قد تحصل في مختلف المجالات"، رغم أنها تعبر عن مدى تزايد احتمال وقوع الانتهاكات.
وأشار في هذا السياق، إلى أنه تلقى العام الماضي 1439 شكوى واستقبل 885 شخصا، حيث قام على إثر ذلك بدراسة 1258 ملف أي بزيادة تتجاوز 67 بالمائة مقارنة ب2017. وحسب التصنيف الموضوعي للشكاوى والعرائض، فإن السكن يعد أكثر الحقوق طرحا، حيث بلغ عدد الشكاوي الخاصة بهذا الملف 345 شكوى وهو ما يمثل 27 بالمائة من إجمالي الملفات المدروسة.
أما الحق الثاني الأكثر حضورا في الشكاوى فهو العدالة والمطالبة بمحاكمة عادلة، حيث بلغ عدد الملفات في هذا الإطار 327 شكوى غير أن "أغلب الشكاوى لم تستوف شروط المقاضاة وكل مراحل القضاء، كون المجلس الوطني بناء على القانون لا يمكنه التدخل في العدالة، وإنما هو وسيط بين المواطن والعدالة في إرشاد وتوجيهه لكي يتحصل على حقوقه".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)