المشهد الثقافي التونسي حاليا مجهول العواقب الدكتور محمد عبد العظيم ''نظام بن علي كان امتدادا لنظام بورفيبة''

اعتبر الباحث التونسي والأستاذ الجامعي الدكتور محمد عبد العظيم، أن النظام التونسي البائد الذي قاده الرئيس بن علي، لم يكن سوى امتدادا للنظام الذي سبقه وتزعمه الرئيس الراحل الحبيب بورفيبة. مشيرا إلى نقاط التشابه بين النظامين، ومنها الخطاب غير الموضوعي وغير الصادق لكليهما، مما جعل المشهد الثقافي في تونس يتسم بالتوجيه السياسي خدمة للسلطة. وأبرز محمد عبد العظيم أن دعم المشهد الثقافي في تونس كان تفاضليا بين الفنون، وانتقائيا بين الفنانين. مضيفا إن أخطر تجليات وصور الفساد الثقافي في تونس ما قبل الثورة، كان التعامل مع نسب النجاح في قطاع التربية والتعليم من طرف السلطة السابقة، كالتعامل مع التعليب في المصانع، بإعطاء أهمية لنسب النجاح كمّا وليس كيفا ، وذلك خلال المحاضرة التي ألقاها بقصر الثقافة الإمامة بتلمسان، يوم الاثنين، والموسومة ثورة 14 يناير والاستحقاق الثقافي ، المندرجة في إطار الأسبوع الثقافي التونسي.
وقال المتحدث إن النظام السياسي السابق أنجب جيلا مستهلكا منسلخا عن هويته، وخلق منتجا ثقافيا مسطحا ترفيهيا في أبعاده، بعيد الصلة عن الواقع، لا يطرح أسئلة الوعي والهوية، مردفا في المقابل لا يمكن الحكم على المشهد الثقافي ما بعد الثورة، بعد مرور شهور قليلة،  فالمشهد الثقافي يحتاج إلى تراكمات وصيرورة حتى ينضج وتتضح ملامحه، ويحقق المأمول في بلد أصبح مساره الثقافي مجهول العواقب ومرتبط بمسار سياسي .