الجزائر

المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وراء ارتفاعها : أكثر من 12 ألف محاولة انتحار في الجزائر سنويا


المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وراء ارتفاعها : أكثر من 12 ألف محاولة انتحار في الجزائر سنويا
^ الظاهرة امتدت إلى الأطفال وولاية تيزي وزو الأولى وطنيا
تحصي الجزائر حوالي 13 ألف محاولة انتحار سنويا، ثلاثة أرباعها يقوم بها مراهقون بين سن 15 و20 عاما، تفضي إلى أزيد من 750 حالة وفاة إرادية (انتحار) بينما تفشل معظم المحاولات الأخرى.
وكشف رئيس الجمعية الفرانكو- جزائرية للطب النفسي الدكتور فريد كاشا، عن تسجيل مصالح وزارة الصحة 12 ألف و617 محاولة انتحار سنويا، وأوضح في مشروع دراسة لظاهرة الانتحار في الجزائر تحصلت “البلاد" على نسخة منه، أن بين كل ألف نسمة يقدم 34 أو 35 شخصا على محاولة للانتحار، وأن اثنين من الحالات على الأقل تكون ناجحة ومفضية للوفاة، حيث يلقى سنويا 750 جزائريا حتفهم بصفة إرادية إثر عمليات انتحار.
وتبين الدراسة التي يعكف من خلالها الدكتور كاشا على تحليل الظاهرة عبر دراسة عينة من محاولي الانتحار الذين يخضعون للعلاج النفسي في مستشفى محفوظ بوسبسي بالشراڤة، أن ثلاثة أرباع المحاولات تخص فئة الإناث. بينما يشكل الذكور النسبة الأكبر من إجمالي المحاولات الناجحة.
ويشير المتحدث إلى خطورة الوضع، فبالرغم من “غياب أرقام تعكس ظاهرة الانتحار بدقة بصفتها من الطابوهات ومعظم الحالات يتم تقييدها على أنها وفاة طبيعية تجنبا للفضيحة"، إلا أن حقيقة الانتحار في الجزائر تبدو “مخيفة جدا"، خاصة وأن 76 بالمئة من محاولات الانتحار تنفذ من طرف مراهقين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 20 سنة. فيما تجد الظاهرة انتشارا لها وسط الأطفال وبين المتمدرسين، حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيل أزيد من 45 محاولة انتحار في الوسط المدرسي السنة الفارطة، معظمها تم تسجيلها في ولاية تيزي وزو التي عرفت محاولة انتحار 5 أطفال دون سن العاشرة و15 طفلا أعمارهم تتراوح بين 10 و15 سنة، لتحتل الولاية صدارة ترتيب الولايات فيما يخص محاولات انتحار الأطفال، إلى جانب تصدرها قائمة الولايات المعنية بحالات الانتحار، تليها بجاية وباتنة ثم ميلة وغليزان.
وعن أسباب ارتفاع الظاهرة في السنوات الأخيرة، فهي راجعة حسب الدكتور كاشا إلى الأزمة الأمنية التي أثرت على الجزائريين، حيث عانى معظمهم من صدمات نفسية جرائها، إلى جانب مرحلة الانفتاح التي أسهمت في خلق نوع من التصادم بين ثقافة الأبناء وآبائهم المحافظين أو “تقليديي التفكير"، حيث يعتبر المتحدث أن العائلة هي الدافع الأول للانتحار. كما تتدخل طبيعة الجنس في تحديد دوافعه، حيث تقدم عليه الفتاة انتقاما من عائلتها، فهي تبرز من خلاله الدوافع العنيفة اتجاه الوالدين أو الأشقاء الذكور بسبب السلطة التي تفرض عليها، وعادة ما ترجع أسباب انتحار الفتاة إلى حرمانها من إتمام تعليمها وإجبارها على الزواج من شخص لا تريد الارتباط به. بينما تشكل المشاكل الاقتصادية وعدم تمكن الشاب من الحصول على وظيفة وسكن أهم دوافع الانتحار لدى الرجال، ما يجبرهم على العيش في وضعية اجتماعية دراماتكية لا يرون حلا لإزالتها غير الموت. وتشير في هذا الصدد بعض الدراسات إلى أن 65 بالمئة ممن يحاولون الانتحار هم عبارة عن عزاب لم يسبق لهم الزواج. عبد الله بن
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)