الجزائر

المشاركة بكثافة.. رسالة قوية للخارج



أمين الشؤون السياسية في الحزب الناصري، الدكتور محمد السيد في حوار ل"الخبر":
كيف تابعت المشهد الانتخابي في يومه الاول؟
اعتقد بان المشهد الانتخابي يسير بشكل جيد جدا، ولاحظنا كثافة حضور الناخبين أمام اللجان، بما يؤكد بان الناخب المصري يدرك ضرورة وأهمية المشاركة للخروج من المأزق الذي وقعنا فيه، لان للاسف الشديد اول مرة نرى انتخابات رئاسية تريد أن تتدخل وتتلاعب بها قوى خارجية وداخلية وتحرض على عدم المشاركة، لكن هذا ليس غريبا في ظل دولة تحارب الارهاب والمشروع الصهيوامريكي الذي يسعى إلى تفتيت وتقسيم المنطقة، ومستهدفي مصر يحاولون بقدر الامكان ان يؤثروا على الاوضاع التي استقرت في مصر بعد ثورة 30 جوان، وهذا نوع من انواع الاستمرار في الحرب على مصر، لكن يبدو ان الشعب المصري على قدر من المسؤولية ويقف خلف جيشه وقيادته حتى وان كان مازال يعاني اقتصاديا، لكنه في نفس الوقت يشعر بان هناك تحسن واضح وملموس في الاستقرار والامن، ويأمل بان يتقدم المجتمع الى الامام في خطوات على اقل تقدير يمكن ان تسمح في المستقبل بالامن والاستقرار، يعدل بعد ذلك في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كما ان الشعب المصري مدرك ان هذا استحقاق تشريعي دستوري، وهذا الاستحقاق جاء موعده ولابد من المشاركة فيه، وحتى الان الامور مستقرة الى حد كبير ونزول الناخب المصري ومشاركته في الانتخابات مؤشر كبير جدا على ان هناك وعي لدى الشعب المصري بان ما يحدث الان هو استمرار لمرحلة مواجهة القوى الخارجية التي لا تبغي استقرار البلاد وتريد تفيتيها، بينما تحارب مصر قوة ارهابية منذ اربع سنوات.

وهل تعتقد بان محاولة اغتيال مدير امن الاسكندرية أثرت في نسبة المشاركة في الانتخابات؟
العملية الارهابية التي استهدفت موكب مدير امن الاسكندرية ما هي الا محاولة لزعزعة الامن في البلاد، بعدما حاصر الجيش المصري هذه الجماعات الارهابية التكفيرية في سيناء، وسيطرته على منابع الارهاب هناك، ويوجه ضربات موجعة لهم خلال الايام الماضية، ومثل ههذ العمليات الخسيسة كانت متوقعة فهم يحاولون افساد اي حدث كبير من خلال تنفيذ عمليات ارهابية بالداخل بهدف تصدير للراي العام العالمي ان مصر غير مستقر وغير امنة، واعتبر استهدافهم لواحدة من اهم المدن المصرية الاسكندرية العاصمة الثانية لمصر، محاولة يائسة من هذه الجماعات الارهابية لاشاعة الفوضى قبل الانتخابات، لكن قوات الامن المصرية استطاعت امس الأول، ان تلقي القبض وتصيفي الجماعة التي قامت بهذه العملية الارهابية، والشعب المصري يرد على هذه الاعمال الارهابية من خلال النزول والمشاركة في الانتخابات بكثافة، وقد اثبت بانه حقا شعب يقف خلف جيشه وقيادته ضد هذه الحرب الداخلية والخارجية التي تستهدف مصر بلدا وشعبا، وفي مواجهة هذه الجماعات الارهابية التي تعمل بالوكالة عن الامريكان والصهاينة.

الملاحظ في اليوم الأول من الاقتراع الحضور القوي للمرأة وكبار السن والأقباط، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء انتخابات 2014، ما تفسيرك؟
المراة المصرية تشكل تقريبا 50% من قوام الشعب المصري، ومعروف ومعلوم ان المراة تشارك في الانتخابات سواء اكانت رئاسية او برلمانية بكثافة اعلى، وتكشف الاحصائيات بأن نسبة مشاركة المراة اكثر من الرجل، وارى بانه ايجابي ومؤشر منطقي، كذلك كبار السن، وربما ذلك راجع إلى ان أيام الاقتراع أيام عمل وليست عطلة رسمية، لكن اتوقع كثافة النزول خلال اليومين القادميين وفي الساعات الاخيرة من النهار.
ماهي أبرز التحديات التي يواجهها رئيس مصر خلال الفترة القادمة؟
اعتقد ان هناك تحديات على اكثر من محور، المحور الاول مواصلة اجهاض المشروع الخارجي الصهيوامريكي، الذي مازال يستهدف مصر باعتبارها الجائزة الكبرى في مشروع الشرق الاوسط الجديد، والتأكيد على أهمية مد جسور التعاون مع الدول العربية التي يستهدفها نفس المشروع، إذ لابد من تقارب مصري ليبي ، مصري عراقي، مصري سوري، مصري يمني، هذا التحالف لابد ان يكون ضمن اجندة الرئيس في المرحلة القادمة..
البعد الثاني مواجهة واستمرار مكافحة الارهاب ليس على مستوى المواجهات الامنية والعسكرية التي يقوم بها الجيش المصري فقط، لأن مكافحة الارهاب مشروع مجتمعي، لذا لابد على الرئيس القادم أن يضع استيراتيجية معينة حول كيفية مواجهة الارهاب في اطار مجتمعي ومشاركة مجتمعية على مستوى كافة مؤسسات الدولة، والاسرة لها دور والجامعة والمدرسة في مكافحة الارهاب والاعلام والاحزاب السياسية ودور العبادة المسجد والكنيسة أيضا، ولابد ان يكون لدى الرئيس رؤية واستيراتيجية لمواجهة الارهاب من خلال مواجهة مجتمعية كاملة، وهناك تحدي ثالث يتمثل في الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وهذا مهم جدا بالنسبة للشعب المصري الذي وقف خلف الرئيس خلال الاربع سنوات الماضية وتحمل فوق طاقته فيما يتعلق بمواجهة عملية الاصلاح الاقتصادي التي تتم، إضافة إلى مكافحة الفساد حيث ان بعض رجال الاعمال والتجار المافيا تتلاعب بقوت المصريين وهذا تحدي كبير، اذ لابد على الرئيس أن يوجه ضربات موجعة لهؤلاء الفاسدين، خاصة وان كثير من المصريين لا يشعرون بالمشاريع القومية الكبرى التي تمت بسبب الفساد المستشري في الدولة المصرية، وهناك تحدي أخر مرتبط بعلاقات مصر على المستوى الاقليمي والدولي والعربي، والاستمرار في اعادة دور مصر على المستوى الاقليمي والدولي، وقد نجح الرئيس الى حد كبير في ان يكسب ثقة الدول على المستوى الاقليمي والدولي، مع ضرورة اعادة العلاقات ومد جسور التعاون مع الدول الافريقية والعربية والاسلامية ورورسيا والصين، باعتبارها قوة دولية مهمة يمكن ان توازن العلاقة على المستوى الدولي في مواجهة امريكا باعتبارها قطب اوحد في العالم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)