الجزائر

المسلمون يولون وجوههم اليوم شطر مكة المكرّمة



المسلمون يولون وجوههم اليوم شطر مكة المكرّمة
@ غدا يوم النحر في أول أيام التشريق وعيد الأضحىيبدا توافد الحجيج على عرفة ابتداء من صباح اليوم الاربعاء لأداء أهم اركان الحج الذي هو الوقوف بهذا الصعيد الطاهر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة)حيث يقف أكثر من 3 ملايين حاج مرددين «لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك» حيث يؤدون هناك صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا مع الاستماع الى خطبة الامام سواء للذين يوفقون الى الصلاة في مسجد نمرة أو الذين يؤدونها في الخيم المقامة هناك وقبل المغرب يتجهون الى المشعر الحرام في مزدلفة لاداء صلاتي المغرب والعشاء و للمبيت في العراء أو على الاقل المكوث الى بعد منتصف الليل وعند الفجر يعودون الى منى حيث توجد المخيمات التي تتوفر فيها شروط الراحة فهي مجهزة بمكيفات وارضياتها مفروشة بالزرابي ودورات المياه متوفرة بشكل كاف ويؤدون الصلاة الرباعية قصرا ويستمعون الى الدروس التي يقدمها لهم الائمة المنتدبون لبعثة الحج وبعد منتصف النهار يبدأ رمي الجمرات الذي يتم حاليا بسهولة ودون مشقة نظرا للمرافق المنجزة ويحلق الرجال رؤوسهم ليتحللوا من الاحرام والمتعجلون يعودون الى مكة في اليوم الثاني لايام التشريق وغير المتعجلين يستمرون الى بعد منتصف اليوم الثالث. ويستطيع الحاج ان يؤدي طواف الافاضة ايام التشريق بمنى أو يؤجله حتى يفرغ من الرجم.فالمسافة من مكة الى منى قريبة والكثير من الحجاج يقطعونها على أرجلهم وكذلك الامر بالنسبة الى المسافة بين منى وعرفات. في هذا الجو الروحي العامر بالصفاء والاطمئنان والايمان القوي ينسى المرء كل شيئ في هذه الحياة عائلته ممتلكاته ويتوجه الى الله بقلب خاشع انها قمة الروحانية والتعبد لله تعالى الذي جعل من تلك الارض الصخرية الجرداء مهبط الوحي ومهوى الافئدة والقلوب وكل شيء فيها يشعرك بالرهبة والعظمة والجمال والجلال ويعز عليك أن تفارقها وتتذكر تلاوة القرآن في غسق الليل واطراف النهار والحضن الدافئ الذي توفره مكة للملايين من المسلمين الناطقين بكل لغة ولسان والكرم الكبير لاهل مكة الذين يطعمون الحجيج منذ عهد هشام بن عبد مناف فلا يعرف البخل اليهم سبيلا وتتعجب كيف تستطيع مكة أن تأوي وتطعم ذلك العدد الكبير من الزوار وتكون اغلى امنية لديك ان تعود اليها معتمرا أو حاجا. بعد أداء مناسك الحج بتوفيق من الله تبدأ رحلة العودة فالحجاج الذين ذهبوا الى مكة مباشرة عن طريق مطار جدة يتجهون الى المدينة المنورة التي تختلف جغرافيتها عن مكة فهي منبسطة وعمرانها حديث والمسافة بينها وبين مكة تبلغ حوالي 450 كم تمر عبر صحراء جرداء فيها القليل من السكان انها طريق الهجرة التي سار عليها الرسول صلى الله عليه وسلم رفقة صاحبه أبي بكر الصديق في22من شهر سبتمبر 622م وسار عليها الكثير من المهاجرين فرارا بدينهم من ظلمات الشرك وعبادة الاصنام وتتعب وأنت راكب في حافلة مكيفة وما تعب هؤلاء الرجال والنساء الذين ساروا على الاقدام وعلى ظهور الإبل في احسن الاحوال فكم في الحج من عبر وكم فيه من منافع للناس خاصة وانه يختتم بعيد الاضحى الذي تنحر فيه الاضاحي تقربا لله تعالى وإحياء لسنة نبيّه ابراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام).




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)