الجزائر

المسرحي علي ناموس للنصر



المسرحي علي ناموس للنصر
تراجع الدعم سيؤدي إلى اختفاء المتطفلين على الركحيرى المسرحي علي ناموس، الحائز على جائزة أحسن دور رجالي واعد، عن دوره في مسرحية «المذبحة» للمخرج حسن بوبريوة، بالطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، بأن الأزمة الاقتصادية سيكون لها جانب إيجابي على المسرح، باعتبارها ستساهم في اختفاء المتطفلين و الراغبين في الربح السريع على حساب الفن، موضحا بأن تراجع الدعم سيسمح بإبراز الأسماء الفنية الجادة، التي يبقى مستقبل الخشبة هدفها و رسالتها هي همها الأساسي.المسرحي الشاب كانت له مشاركات عديدة على الركح في السنتين الأخيرتين منها مسرحية « المذبحة»، المقتبسة من رواية للكاتب المصري حسام قنديل و»فندق العالمين» لإيريك إيمانويل شميت و إخراج أحمد عقون و «لقاء في سيرتا» للمخرج عز الدين عبار و نص شهلة حركات ، و كذا «رقصة الهاوية»المقتبسة من رواية «الجازية و الدراويش» للروائي الراحل بن هدوقة و إخراج فوزي بن إبراهيم و نص عبد الرزاق بوكبة، ثم »الإسكافية العجيبة» لغارسيا لوركا و إخراج عيسى جكاطي، وهو يستعد اليوم للمشاركة قريبا بعمل جديد في المهرجان العربي للمسرح بوهران في طبعته الثانية، كما سيظهر في مسلسل «ابن باديس» للمخرج عمار محسن، الذي يعد أول تجربة درامية و تاريخية تلفزيونية له، بعد عشر سنوات من احترافه لأب الفنون.الفنان تحدث في اتصال بالنصر، عن سر تفضيل المخرجين للنصوص العالمية بدل النصوص المحلية، و أوعز ذلك إلى سلاسة تقديمها أمام الجمهور الواسع و أمام شعوب العالم، لما تعالجه من مشاكل ذات بعد عالمي، عكس النصوص المحلية التي قد يكون تجسيدها أصعب بالنسبة للجمهور غير الجزائري، و أردف بأن النخبة تفضل النصوص العالمية ، لأنها تقدم أفكارا عميقة في الطرح، و إن كان ذلك لا يستثني، حسبه، عديد النصوص المحلية التي حبكت بطريقة تستقطب المتابع البسيط و المثقف و تلقى تجاوبا على أوسع نطاق.محدثنا قدم أمثلة عن النصوص العالمية التي رغم طرحها الفلسفي، إلا أنها استقطبت اهتمام الجمهور الجزائري بكل مستوياته، مستشهدا بمسرحية «فندق العالمين» لإيريك إيمانويل شميت، التي قال بأنها رغم أسئلتها الفلسفية الوجودية، فإن رد الجمهور كان ملفتا بتجاوبه و تفاعله مع كل مشهد فيها.و بخصوص النصوص العالمية التي أثرت فيه شخصيا، قال الممثل بأن مسرحية «ماكبيث» لشكسبير، تبقى من أكثر الأعمال التي يفتخر بها، لأنها تحكي عن الاستبداد و استغلال السلطة و حقيقة الإنسان و ميله للتغيّر، على حساب قناعاته تحت تأثير حب السيطرة و السلطة.علي ناموس الذي شارك في العديد من الأعمال المنتجة بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، اعتبر بأن هناك محاولات جادة، لاستغلال نصوص وطنية، لكنها تبقى محتشمة في رأيه، رغم تشديد وزير الثقافة على منح الإبداع الجزائري حظه من البروز، من خلال تجسيد النصوص التراثية على الخشبة.عن لغة المسرح اليوم، قال بأنه لا يؤمن بلغة ثالثة، لأن المسرح يؤثر على المتفرج بكل اللغات، و لا يحتاج للغة هجينة لإيصال رسالته، و أكد: «لقد قدمنا أعمالا باللغة الفصحى لجمهور عادي و كان تجاوبه مذهلا، في الوقت الذي لم يتجاوب مع نصوص بالعامية، و هو ما يعيدنا دائما إلى عامل المعالجة و الطرح والصور المناسبة لتقديم أي عمل كان، لأن المتابع ليس ساذجا، و نحن في عصر لم تعد اللغة عائقا في عملية التواصل و الاتصال، لأن ثمة عوامل كثيرة و مؤثرات تعوّض اللغة و توصل الرسالة إلى المتلقي بكل سهولة، فالصمت لغة، و الموسيقى لغة و الأمثلة كثيرة».و انتقد الممثل الشاب من جهة أخرى توجه الكثير من المخرجين نحو تجسيد أعمال ذات بعد عالمي، بغرض المشاركة في المهرجانات، في الوقت الذي لا تزال مسارحنا تعاني و تحتاج لاستعادة مكانتها و جمهورها و إعادة غرس ثقافة المسرح في النشء.بخصوص الأزمة الاقتصادية، و مدى تخوّف المسرحيين من تراجع الدعم العمومي، قال محدثنا بأنه على المسرحيين تحديد ما يريدون و الإجابة بكل صراحة عن أسئلة أساسية تبيّن ما يبتغون من وراء احترافهم لأب الفنون، فإذا كان لأجل المال فهم سيعانون حتما، أما إذا كان الدافع الحب و الوله ، فالأمر سيتغيّر و وهج الخشبة سيبقى، طالما هناك من يؤمن برسالته.و يرى ناموس بأن الأزمة لها جانب إيجابي ولو أنه من الصعب ذكره ، حسبه، وهو تصفية الخشبة من المتطفلين، والاستغلاليين و صيادي الفرص الذين لا يستطيعون العيش دون دعم مادي من الدولة، كما قد تبرز فرق هاوية لم يكن لها حظ الظهور أمام احتكار المسارح الجهوية للساحة ، حيث سيفتح أمامها أفقا جديدا يكرس للجودة من خلال فرض تجارب جديدة، فالجودة في هذه الحالة ستكون المعيار الوحيد للاستمرار، وأردف بأنه لا يعني بكلامه هذا، بأنه ضد دعم الدولة و إنما ضد دعم كل من هب ودب على حساب الأعمال الجادة والمبدعين الحقيقيين.محدثنا تطرّق أيضا إلى غياب التكوين في المجال المسرحي، رغم المبادرات المسجلة من حين لآخر، من حيث تنظيم ورشات يرى أن نجاعتها وتأثيرها يبقى متفاوتا، حسب خبرات المؤطرين، لأن المؤطر في نظره، إذا اعتمد على نقل تجربته، دون أن يكون له باع في المجال الأكاديمي، فإن النتيجة لن تكون في المستوى المنشود.و حث الفنان على الانفتاح على التجارب الجديدة في المسرح العالمي، و عدم الاعتماد على ما تركه الأولون، أو على الأقل الاجتهاد لتحديثه لجعل ما تركوه يتماشى و حاجة و واقع جمهور اليوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)