الجزائر

المسافرون مستاؤون من وضعيتها الكارثية



المسافرون مستاؤون من وضعيتها الكارثية
لا تزال العديد من محطات النقل والشوارع الرئيسية تفتقر لأحد أهم المرافق الضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، على غرار المراحيض العمومية التي تشهد نقصا فادحا، إما متوفرة وخارج حيز الخدمة أو منعدمة من الأساس أو متوفرة ولا ترقى للمستوى المطلوب، وهو الأمر الذي يشكل هاجسا للكثيرين وخاصة المرضى.تعرف أغلب محطات النقل والشوارع الرئيسية بالعاصمة وضواحيها غياب شبه تام للمراحيض العمومية، وهو الأمر الذي بات ينغص يوميات المواطنين ، إذ لدى تنقلاتهم بين الشوارع ومحطات النقل ولدى رغبتهم في قضاء حاجتهم لا يجدون سبيلا إلى ذلك، مما يضطرهم للبحث عن أماكن مغايرة تتوفر بها هذه الخدمة الضرورية على غرار المطاعم والمقاهي وغيرها، وقد أثقل غياب وانعدام هذا المرفق الحيوي الهام كاهل العديد من المواطنين خاصة منهم شريحة المرضى، الذين لا يقوون على التحكم في أنفسهم مدة طويلة دون قضاء الحاجة، بل إنهم يضطرون إلى استعمال المراحيض عدة مرات في اليوم، غير أنهم في كل مرة لا يجدون في غير مراحيض المقاهي والمطاعم سبيلهم لقضاء الحاجة، ما يجعلهم في وضعية حرجة لطلبهم لخدمة كهذه في كل مرة وتكليف أنفسهم عناء البحث عن مطعم ومقهى يسمح لهم بالدخول إلى مراحيضهم. وخلال جولتنا الاستطلاعية، تقصينا آراء العديد من المواطنين حول هذه المتاعب التي يلاقونها كلما أرادوا قضاء حاجتهم خاصة كما سلف الذكر المرضى وكبار السن، فضلا عن النساء اللواتي يكن في الشوارع، وفي هذا الصدد أطلعنا مراد أنه طالما واجه الأمرين لدى تنقلاته ببن محطات النقل لغياب المراحيض العمومية، ليضيف أنه يتنقل يوميا بموجب طبيعة عمله وأن الأمر مؤرق للغاية، وتعتبر المراحيض العمومية من بين أبرز الضروريات التي يجب ان تكون ضمن مخططات السلطات البلدية حيث لا يكاد لشخص الاستغناء عن استعمالها مرات عديدة طيلة اليوم، ولغياب هذا المرفق الهام باتت ظاهرة التبول في مختلف زوايا الشوارع سلوك سائد وملاحظ بكثرة، إذ طالما يصطدم المارة بمشاهد مماثلة لأشخاص عجزوا عن الصبر واحتمال وضعهم ليقوموا بقضاء حاجتهم بزوايا وأركان الشوارع، وهو الأمر الذي لا يروق عادة للأغلبية غير ان الأشخاص الذين يقوموا بالأمر مغلوبين على أمرهم وليس لهم حلا سوى التخلص من حاجتهم. وتعتبر النساء المتضرر الأكبر من الظاهرة، حيث أن الكثير من السيدات لدى خروجهم لغاية التسوق أو العمل لا يجدن سبيلا للأمر، ويتبقى تصارعن في رحلة بحث عن مراحيض متوفرة أو مفتوحة بمحطات النقل غير أن ذلك يكون في أغلب الأحيان دون جدوى، ليبقى سبيلهن الوحيد والأوحد هو التوجه للمقاهي والتخلص من الأمر وسط إحراج كبير لهن في كل مرة يقمن بالتوجه إلى أماكن مغايرة وطلب قضاء الحاجة.المراحيض المتوفرة لا ترقى لتطلعات المواطن وبعيدا عن المراحيض المغلقة والمنعدمة ببعض محطات نقل المسافرين، فهنالك عدد ضئيل وبعدة الأصابع لمراحيض منتشرة هنا وهناك عبر محطات النقل، والتي لا ترقى للمستوى المطلوب، بدءا من غياب المياه بأغلبها وتحطم أجزائها، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها على بعد أمتار. وهو ما نلاحظه، حيث أن هذه الأخيرة والمتوفرة ببعض المحطات ليست مراحيض نظيفة وتبدو من مظهرها الذي بلغ درجات من التعفن، إذ لا يكلف القائمون عليها عناء تنظيفها وتخليصها من العفن، حيث يقتصر مهامهم على قبض النقود من مستعملي هذه الأخيرة، وهو ما أثار حفيظة الأغلبية من المواطنين والذين يعبرون عن سخطهم لدى استعمالهم لهذه الأخيرة حيث يصطدمون بمظاهر العفن والأوساخ والروائح المقرفة وهو ما عبر عليه العديد من المواطنين، ليقول حمزة في هذا الصدد يقول أنه كل يوم عندما يتنقل عبر بعض محطات النقل التي تتوفر على مراحيض يصعق بروائح كريهة ومثيرة للاشمئزاز خاصة في الفترة الصباحية، ومع اشتداد درجات الحرارة يزيد الوضع سوءا، ويصبح نقمة حقيقية على المسافرين إذ أنهم أثناء فترة انتظارهم بالمحطات تخنقهم الروائح الكريهة وتحبس أنفاسهم، وقد أبدى المواطنون سخطهم وامتعاضهم الشديد من الوضع الذي يفرض نفسه على المراحيض العمومية وما آلت إليه من مظاهر غلق دون مبررات وإهمال وغياب تام للنظافة، ليطالبوا السلطات البلدية القائمة على هذه الأخيرة بإعادة النظر في أمرها وفتح تلك المغلقة وتخصيص أعوان يهتمون بنظافتها وتوفير الراحة للمسافرين والمواطنين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)