الجزائر

المرأة الصالحة كانت ولا تزال صانعة الرجال



كشفت الكاتبة الشابة فاطمة وجعي في حوار أجرته معها "المساء"، عن صدور روايتها الأولى بعنوان "ملاذ الضائع"، تناولت فيها حياة فتى مسيحي، قضى طفولته بين مسح الأرجل، وأفنى شبابه بين قضبان السجن، بسبب جرائم لم تكن له يد في اقترافها، ليزداد حقده وكرهه للناس يوما بعد يوم، فيسخر حياته بعد خروجه منه للانتقام من عائلته التي خذلته، فيتسخ شرفه وعرضه، ويصبح الحرام لديه حلالا ومباحا، إلى أن وجد فتاة ساعدته على إصلاح الماضي واعتناق الاسلام.❊ لماذا اخترت أن يكون مولودك الكتابي الأول رواية؟
❊❊ أنا لم أختر أن يكون عملي الأول، رواية أو كتاب خواطر وما شابه ذلك، فبمجرد أن تغلغلت برأسي أحداث ومصائب هذا الفتى المسيحي، الذي احتضنته ظلال الرذائل والفتن، قمت بتدوين الأفكار وأخذت أبدع وبكل سلاسة، في اللعب بين الشخصيات بشكل جعل القارئ يخترق قلب الحدث، إلى أن أٌنهيت فكرتها بالهداية، فما كان لهذا الضال ملاذ سوى التوبة. بعد انتهائي من الكتابة، وجدت أنه يصلح أن يكون رواية. وقد فضلتها على باقي الفنون الأدبية، لأنني استطعت من خلالها، إيصال ما كان عالقا برأسي من أحداث ومغامرات إلى القارئ.
❊ تناولت في روايتك، قصة فتى مسيحي تعرض للظلم، ومن ثمة أسلم بعد تعرفه على امرأة صالحة، ماهي الرسالة التي تودين تقديمها من خلال اختيارك لهذا الموضوع؟
❊❊ رسالتي التي أردت أن أقدمها إلى القارئ، شريفة ونبيلة. ففي بادئ الأمر، أردت أن أبرز أن بطل الرواية مثال للشاب الذي طغت عليه عقائد وفتن الواقع، غدر، خيانة، طعن، حب، كره، لكنه ينعم بهداية ما بعد الضلال ونور بعد كل ظلام. وفي الأخير، أردت أن أوصل رسالة لكل من اعتدى على حقوق المرأة وأهان كرامتها بالقول، إنها بلا أهمية ولا قيمة، لا تخطئ أرجوك، فوراء كل رجل عظيم، امرأة وقفت خلفه وأوصلته إلى عظمته، وبهذا أبرزت في روايتي هذه، أهمية المرأة في بناء مجتمع صالح.
❊ أتعتبرين أن الأدب قادر على تغيير المجتمع؟
❊❊ أحيانا قد يكون كذلك، فما يحدث في المجتمع لا تجسده سوى الروايات والكتب.
❊ هل كان الطريق إلى نشر كتابك سهلا؟
❊❊ لم يكن بتلك السهولة التي توقعتها، فقد أعاقتني بعد العقبات الطفيفة في البداية، لكنني اجتزتها بفضل الله أولا ووالدي ثانيا، فمثلا من حيث المعنويات، كانت جيدة، حيث تلقيت دعما كبيرا من صديقاتي، وكذلك والدي، أما ماديا، فكما تعلمون طالبة ثانوية لا تملك ذاك المال الكافي لنشر الكتاب، لكن الحمد لله، تكلفت بمصاريفه، والدتي العزيزة، حفظها الله، ووالدي الغالي أكرمه المولى.
❊ لماذا اخترت أن يكون إنتاجك الأدبي الأول ورقيا، في حين أن أغلب الشباب يفضلون النشر الالكتروني؟
❊❊ لم يخطر ببالي أن يكون إنتاجي الأدبي إلكترونيا، فمثل باقي الكُّتاب أردته ورقيا لأحمله بين الحين والآخر، ألتمس، أحرفه وأفتخر بوجوده بين يدي.
❊ هل سبق لك نشر كتاباتك في الصحف والكتب الجامعة؟
❊❊ نعم، لقد نشرت قصة قصيرة في كتاب "متاهة الأستروجين" وخواطر في كتاب "تشتت"، وفي مجلات وصفحات تخص المواهب والكتابة.
❊ هل شاركت في مسابقات أدبية؟
❊❊ نعم، فعلت ذلك عدة مرات، وقد كانت أغلبها ناجحة، والحمد لله.
❊ هل الجو الثقافي في جيجل يشجع على الكتابة؟
❊❊ ليس كثيرا، فهي تفتقر إلى النوادي والجمعيات والملتقيات بالشكل الوفير، خاصة أن مثل هذه الفضاءات تدعم الكتاب ماديا ومعنويا، لهذا أقول؛ إن جو الثقافة بها فقير جدا وخال من التشجيع الكافي، الذي يتغنى به الكاتب، ويعتبره سندا لاستمراره.
❊هل تنتسبين إلى نواد ثقافية أو جمعيات؟
❊❊نعم بالفعل، فقد انتسبت مؤخرا، إلى نادي المواهب الأدبي الشهري، ونادي بوقرانة، وغيرها من النوادي التي تسعى إلى بذل قصارى جهدها لإبراز الكتاب، وما يغتنون به من رصيد لغوي وأفكار قد تؤخذ بعدها بمحمل الجد.
❊ هل من مشروع كتابي جديد؟
❊❊ نعم، أنا بصدد كتابته، وهو كتاب "الأنورتيت"، وهو عبارة عن رسائل كتبتها في فترة مررت فيها بتجربة حياتية كانت الأصعب، وقد ساهمت بالفعل في تغيير حياتي وفكري، لأكتشف من خلالها ما تخفيه لنا الحياة من ألم يمتزج به الأمل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)