الجزائر

المخرج المسرحي علي عبدون لـ"الفجر" المسرح التلمساني بحاجة إلى هياكل قاعدية للاستثمار في طاقاته الشابة


المخرج المسرحي علي عبدون لـ
  يدعو المسرحي، علي عبدون، من خلال هذه الدردشة التي جمعته بنا على هامش مشاركته في الأيام الوطنية للمسرح بندرومة، التي احتضنتها عاصمة الزيانيين مؤخراً، إلى ضرورة الاستثمار في الثورة الشبابية الناشطة في مجال المسرح، خاصة تلك التي تنشط في المسارح الجهوية، والتي تكون عادة بعيدة عن الأضواء.. من خلال تجربتكم العميقة في المسرح، كيف تنظرون إلى هذا الفن في تلمسان؟ المسرح في تلمسان، على غرار مناطق الغرب الجزائري، مر بمرحلتين ما قبل 1990 وما بعد 1990، حيث كان لفرق مغنية وأولاد ميمون وندرومة نشاط دؤوب، نتيجة تواجد المسرح المدرسي الذي كان ينشط باستمرار، ما جعل الفعل الثقافي يخرج ممثلين كبار، على غرار أحمد بن عيسى وآخرين، لكن التحولات السياسية والاقتصادية في 1990 قطعت هذا النشاط، الأمر الذي جعله يعيش مرحلة انحطاط. هل هذا يعني أن المسرح بتلمسان في يومنا هذا يعيش في انحطاط؟ اليوم تختلف الأمور، فبعد سنة 2000 استعاد المسرح حلته البهية، خاصة مع بروز جمعيات وتعاونيات مسرحية أعادت للمسرح التلمساني بريقه، كتعاونية العفسة التي ساهمت بقسط كبير في رد الاعتبار لهذا النوع من الفنون. وقد تجسدت هذه الانطلاقة، من خلال عودة الحركة المسرحية في السنوات الأخيرة بعد أن لقي تربته الخصبة بتلمسان، فهي مدينة لها كل المميزات التي من شأنها أن تعيد للمسرح بريقه،  من تراث قديم ومن رجالات وكتاب، كسيدي بومدين وسيدي الحلوي ومحمد ديب.. ففي تلمسان الوصفة موجودة وحتى الشباب الذي يملك المواهب موجود، ونحن واقفون من أجل تكوينه وتوجيهه إلى الوجهة السليمة في المسرح. كيف ترى المسرحيين الشبان، وهل ترى أنهم سيحملون مشعل المسرحيين الكبار الذين سبقوهم؟ هناك فئات معتبرة من المسرحيين الشبان لها القدرة على جعل المسرح التلمساني في طليعة المسارح الوطنية، وبطبيعة الحال فالتكوين هو الأساس في هذا المجال، ومن خلال تجربتي واحتكاكي بالمسرحيين الشباب فلا خوف على المسرح بتلمسان، فقد أبدى شبابنا قدرات كبيرة في السنوات الأخيرة توحي بمستقبل زاهر، وهنا أتكلم عن الاستثمار في هذه المواهب، ولكن يجب على السلطات المحلية والوزارة الوصية تسليط الضوء على هؤلاء الشبان من خلال تشييد منشآت قاعدية، فتلمسان بحاجة ماسة إلى مسرح جهوي أو مركز للتكوين في الفنون الدرامية.. فالغاية ظاهرة لكن الوسيلة للوصول إليها شاقة، وإذا توفرت هذه الهياكل ستكتمل الوصفة، يمكننا أن نتحدث عن تمثيل جدي وواعي للمسرح الجزائري في مختلف المحافل العربية والعالمية الأخرى. وليد بوهراوة  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)