الجزائر

المخابرات المغربية متواطئة مع مهربي الشباب الجزائري "الحراڤ"



المخابرات المغربية متواطئة مع مهربي الشباب الجزائري
هكذا "حرّر" رجل أعمال جزائري "حراڤ" من سوق "الشواذ"تحقيق مبعوثة "البلاد" إلى مدريد:فاطمة حمديالهوس بأوروبا وحلم العيش في الضفة الأخرى، وكأن ما وراء البحر جنة النعيم.. هذا ما غذى به الشباب الجزائري عقله وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن تناقشه فيها، لكن كيف يمكن أن يفهم الشاب الذي يركب قاربا ويهب حياته للبحر أن جنة أوروبا ماهي إلا وهم لا يقوى أحد على الاعتراف به؟"البلاد" ومن خلال هذا التحقيق حملت على عاتقها نقل قصص لجزائريين هاجروا بطريقة غير شرعية لإسبانيا سواء عبر القوارب أو عن طريق تأشيرات مزورة أو حتى من تجاوزوا تواريخ تأشيراتهم القانونية فغامروا من أجل العيش في القارة العجوز.. ولكن ماهي النتيجة؟.. أين هم هؤلاء؟.. وهل فعلا الواقع مثلما يحاولون تصويره لأصدقائهم في الجزائر؟..هكذا تتاجر عائلات جزائرية بأبنائها القصر بإرسالهم في قوارب الموتإنها القصة الأغرب في قضايا الهجرة غير الشرعية، تلك التي باتت تعتمدها عائلات جزائرية، حكايا يندى لها الجبين، التلاعب بالبشر وبفلذات الكبد..أمين قصة الشاب الجزائري الذي لم يتجاوز 15 ربيعا والذي قرر والداه إرساله إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، بحجة أنه سيعيش حياة كريمة هناك بعيدا عن "مأساة الوطن الذي لم يعد يقوى على حمل أعباء أبنائه" على حد تعبيرهم . وتتلاعب هذه العائلات المدركة للقانون الدولي بحياة أبنائها حينما ترسلهم قصّرا إلى الضفة الأخرى، حيث يتم توجيههم مباشرة إلى مراكز إعادة التربية للقصر أو "الأحداث"، ويتم هناك التعامل معهم كحالات خاصة كما لا يتم إعادة ترحيلهم إلى الجزائر ولا يتم التعامل معهم كالراشدين الذين يسجنون حال وصولهم أو القبض عليهم وبعدها يرحلون إلى بلدانهم.."إنها الكارثة والمأساة"، حينما يصل الهوس بأوروبا والإيمان أنها الجنة أكبر لهم، ففي الوقت الذي تحترق أمهات على أبنائها ممن ركبوا الموج واختاروا الضفة الأخرى على العيش في الوطن، تخطط أمهات أخريات لكيفية إرسال أبنائهن ويغامرن بحياتهم ومستقبلهم ليضمن أنهم سيكونون في "أوروبا".وتعلم هذه الأسر وهي واعية أن أبناءها سيلقنون المسيحية في هذه المراكز كما سيتم تربيتهم من قبل راهبات في مواجهة خطر عيش الطفل، وهو في سن المراهقة والطفولة صراع ما تربى عليه من جهة وماهو أمامه الآن وواقعه الراهن من جهة أخرى."حراڤ" فضل النوم في العراء بإسبانيا خجلا من العودة فاشلا لأصدقائه في الجزائرقصة محمد، الشاب الجزائري الذي أهدى نفسه لأوروبا، وهب شبابه وأجمل سنين حياته لهذه القارة التي لا يمكن أن تراه أكثر من "عربي" فار من بلاده ولا يمكن أن يعامل هنا بأكثر من هذا المعنى حتى ولو عاش عقودا فيها. هاجر محمد ذو ال23 ربيعا إلى إسبانيا قبل سنوات تاركا وراءه دراسته الجامعية في نصف الطريق، مديرا ظهره لكل إيجابية في بلاده، موليا وجهه قبل "الحلم الأوروبي". حمل حقيبته المثقلة بالأحلام بالعيش خارج الجزائر، طامحا في عمل يحقق له ذاته ليأخذ أجرته ب"الأورو" لا بالدينار على حد تعبيره، ولكن الحقيقة هنا كانت أمر، والحياة هنا ليست بالمذاق الذي توقعه ولا بالرفاهية التي سمعها على لسان من سبقوه في "الحرڤة"..يعيش محمد هنا في إسبانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، يفترش الأرض لا يجد مأوى ينام فيه، يعيش كمتشرد يلملم الملاليم من المساجد من أجل الحصول على رغيف خبز، هنا تموت جوعا إن لم تكن تملك حق رغيفك.. ولا أحد سينظر إليك ولا يعيرك اهتماما لأن العقليات الأوروبية مهما كانت إنسانية، كما يحب البعض وصفها، إلا أنها تبقى تسير بمنطق "ابق في بلدك ولا تتطفل علينا" ولسنا هنا لمنحك "أورو واحد"، لأن ال"الأورو" في هذه البلاد له قيمته ولا يخرج من الجيب إلا لمصلحة معينة والأكيد أنه لن يذهب صوب جزائري ترك أمه التي كانت تسهر الليل لينام في دفئ تحترق ليقطع البحر ويلجأ لمن لا تعنيهم حياته في شيء..حاولت السيدة شيماء. س المقيمة بالعاصمة الإسبانية مدريد التي التقت محمد صدفة إقناعه بالعودة إلى الجزائر بعدما سمعت قصته المأساوية ولكنه رفض رادا بالحرف الواحد "هل أعود ليضحك علي الجميع؟"، ويقول أنني "رحت للبحر ولقيتو ناشف؟"، سيتخذني الجميع حديث جمعاتهم، رأت السيدة شيماء في محمد صورة إبنها وأصرت على إقناعه بالعودة إلى الجزائر ومحاولة التأقلم من جديد في بلده التي لن تكون أقسى عليه من أوروبا التي نيمته في العراء لثلاث سنوات دون أن يجد عملا رغم أنه فعل المستحيل للحصول عليه، ولكن دون جدوى، يصر على البقاء فقط لأنه لا يريد أن يعرف أصدقاءه أنه فشل في تحقيق الحلم أو أن فكرته عن أوروبا التي طالما تغنى بها هي مجرد سراب."البلاد" تروي قصة سليم الذي استغلته مافيا الشواذ والمخدراتبنبرة اليائس يحكي سليم عن قصة هجرته إلى إسبانيا، هذا الشاب ذو ال19 ربيعا قرر وضع حد لحياته في الجزائر للمرارة التي تعيشها عائلته في ذلك القبو بمدينة الشلف، خرج سليم قبل سنتين من بيت أهله تاركا مقعد دراسته شاغرا في السنة النهائية ثانوي، لم يكن يحلم بأكثر من العيش في أوروبا.. ما وراء البحر يقول "وكأنها الجنة هناك، لم أكن لأسمع لأحد يمنعني من الإقدام على هذه الخطوة مهما قال ومهما حكا ولكن في أول يوم وصولي إلى هنا أدركت أن التجربة ليست بالسهولة التي اعتقدت وأن الحلم الأوروبي ليس بذلك اللون الوردي الذي صوره لي من سبقوني في الهجرة، بت في العراء لأيام لم أكن أفهم لغتهم، كنت أهيم طوال اليوم في الشوارع لا أعرف أين أذهب أوما هو برنامجي لليوم، لا أستطيع حتى التواصل مع الناس"، يحكي سليم عن قصة استغلاله من قبل رجل لاحظ نومه في العراء في محطة الميترو فعرض عليه تقديم المساعدة، يشير إلى أنه في تلك اللحظة لم يفكر ووافق مباشرة لأنه لم يكن يملك حتى قوت يومه ولكن تفاجأ بأن الرجل من جماعة للاتجار بالشباب في سوق "الشواذ" فتم استغلاله أبشع استغلال، إلى أن تدخل رجل أعمال جزائري وأنقذه من بين أيديهم بعدما دفع مقابل "تحريره": مبلغ كبير كانت قد طلبته الجماعة، يشير سليم إلى أنه لا يفكر في العودة حاليا إلى الجزائر إلا بعد أن يتعافى تماما من معاناته النفسية وأنه لا يريد العودة إلى والدته بهذه الحالة وهذا الانهيار بعدما تركها مليئة بالآمال من هجرته رغم أساها.قصة "الحراڤ" الذي اكتشف مرضه بالسرطان بعد وصوله إلى إسبانيامن القصص المأساوية التي عايشتها سيدة جزائري مقيمة بإسبانيا، حكاية الشاب الجزائري عمر.ن الذي عاش على حلم الهجرة نحو أوروبا، بل كان يردد دائما "لن أبقى في الجزائر وسأعيش في أوروبا ولو بقي في عمري يوم واحد"، الأمر أن هذا الشاب اكتشف عن طريق الصدفة أنه مصاب بسرطان على مستوى الدماغ وفي مرحلة متقدمة بعدما أصيب أكثر من مرة بنوبات صداع وإغماء، لم يكن مر على وصوله إلى إسبانيا أكثر من سنة ومن هنا بدأت مهمة البعض من العاملين في السفارة الجزائرية بإسبانيا بعدما أقنعوه بالعودة إلى الجزائر لرؤية والدته التي احترقت على فراقه حينما عزم على تركها والعيش في الحضن البارد "الغربة". والمأساوي فيما عاشه، تقول لنا السيدة حدة أنه وبعد عودته إلى الجزائر بأسبوع توفى تاركا، كل تلك الأحلام التي عاشها في يقظته طمعا في "الرفاهية الأوروبية".هكذا قضت "حراڤة" جزائرية ليالي الجحيم في المغرب قبل قطع مضيق جبل طارقكاميليا. ع، سيدة جزائرية في الثلاثينات من العمر، تروي لنا قصة قرارها "الحرڤة" قبل سنوات رفقة زوجها الثاني بعدما مرت بتجربة زواج فاشلة سابقا نتج عنها إبنة..تقول "قررت وزوجي قطع مضيق جبل طارق وعدم الالتفات إلى الوراء، سئمنا العيش في الجزائر". تواصل زوج كاميليا مع أحد المهربين المغاربة بوجدة، حيث اتفق معه على تفاصيل العملية.. ليتواصل معه بعدها بمدة وطلب منه المبلغ الذي فاق 50 مليون سنتيم جزائري لكل منهما ليجد نفسه وزوجته محتجزين في أحد "الحمامات" رفقة العشرات من المغاربة والجزائريين ممن يحلمون ب"الحرڤة"، شباب ونساء داخل قاعة لا تسع عشرة أشخاص أو أكثر بقليل، تشير "مرت أكثر من 15 يوما ونحن محتجزين ننتظر الضوء الأخضر من المهربين لتنفيذ العملية"، تحكي كاميليا عن تفاصيل الأيام التي مرت عليها كأنها سنين، أنها وزوجها تعرضا للذل والابتزاز، ففي ذلك المكان يحتجز شباب من مختلف العقليات والمستويات الثقافية والاجتماعية، وكان المهرب دائما يقدم أعذار عن التأخير يقول إنه ينتظر تغيير الفريق عند المضيق فحسبها هناك فرق للمراقبة متواطئة مع المهربين وأخرى لا تؤدي عملها بشكل جيد فيتم تهريب هؤلاء وتزوير وثائقهم في تلك الفترة.وفي سياق غير بعيد، أكد مصدر من وزارة الخارجية في تصريح ل"البلاد" أن المخابرات المغربية تشرف بشكل غير مباشر على عمليات الهجرة غير الشرعية من المغرب إلى إسبانيا وأنها تختار الأسماء الجزائرية وتتبعها من خلال تواصلها الدائم مع المهربين وأنها هي من تمنحهم الضوء الأخضر في قطع المضيق، رغم علمها بأن وثائق المسافرين مزورة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)