الجزائر

المخابرات البريطانية كانت يد القذافي السرية في ضرب المعارضة الليبية


كشفت الصحافة الاحد معلومات اضافية عن العلاقة التي كانت قائمة بين اجهزة الاستخبارت البريطانية ونظام العقيد معمر القذافي قبل سقوط الاخير، وصلت الى حد التواطؤ ضد معارضين ليبيين لاجئين في بريطانيا، ما دفع الحكومة الى الاعلان انها "تأخذ على محمل الجد" هذه القضية.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية "لا نعرف تفاصيل القضية، الا اننا نأخذ هذا النوع من الاتهامات على محمل الجد".
واضاف المتحدث ان "اللجنة البرلمانية المعنية بشؤون اجهزة الاستخبارات والاجهزة الامنية، تحقق حول العلاقة التي كانت قائمة بين الحكومة وليبيا، وستأخذ في الاعتبار المزاعم" التي نشرتها الاحد صحيفتا "ميل اون صنداي" و"صنداي تلغراف".
وتؤكد الصحيفتان انهما حصلتا على وثائق عثر عليها في ليبيا بعد سقوط نظام القذاي العام الماضي.
وبحسب ا"لميل اون صنداي" فان اجهزة الاستخبارات البريطانية الداخلية (ام اي 5) قد تكون تواطأت ضد معارضين للقذافي لاجئين في بريطانيا، وقد تكون قدمت لعناصر في الاستخبارات الليبية مقرا سكنيا فاخرا في قلب لندن، اضافة الى هواتف محمولة مؤمنة.
وتقول الصحيفة إن بريطانيا ساعدت في القبض علي احد اكبر معارضي نظام القذافي ثم تم ارساله الي ليبيا ليتعرض للتعذيب.
وأضافت أن تورط حكومة لندن في اعتقال وتسليم عبد الحكيم بلحاج – وهو احد القادة العسكريين في صفوف الثوار الليبين في طرابلس حاليا – تم الكشف عنه في خطاب من ضابط في الاستخبارات البريطانية ام أي سكس .
ويذكر الضابط البريطاني كوسا بان الاستخبارات البريطانية هي التي قامت باعتقال بلحاج الذي كان قائد جماعة القتال الاسلامية الليبية.
وقالت الصحيفة إن الضابط البريطاني رفيع المستوي والذي لم تتمكن الصحيفة من الكشف عن اسمه لاسباب امنية طالب بالحصول علي المعلومات التي تم الحصول عليها من بلحاج باستخدام وسائل تحقيق مشددة.
وقال بلحاج في وقت لاحق انه تعرض للتعذيب اثناء التحقيق.
وأشار التقرير إلي أن علاقة المخابرات البريطانية بنظام القذافي كانت وثيقة لدرجة أن عددا من وكالات الاستخبارات الاوروبية ومنها الايطالية والسويدية والهولندية سعت إلي مطالبة الاستخبارات البريطانية بالقيام بدور تنسيقي مع طرابلس.
والوثائق التي تقول "ميل اون صنداي" انها حصلت عليها تعود الى العام 2006، وتزامنت مع تقارب من نظام القذافي باشر به منذ العام 2004 رئيس الحكومة العمالي توني بلير ووزير الخارجية جاك سترو.
من جهتها، نقلت "الصنداي تلغراف" معلومات تفيد ان اجهزة الاستخبارات البريطانية الخارجية (ام اي 6) نسقت العام 2004 مع اجهزة الاستخبارات الليبية لنصب فخ لناشطين من القاعدة ينشطون في مسجد يرتاده اصوليون متطرفون "في مدينة تقع في اوروبا الغربية".
وبحسب الصحيفة فان عميلا مزدوجا يدعى "جوزف" جند لاختراق خلية للقاعدة في هذه المدينة الاوروبية "التي لن يذكر اسمها لاسباب امنية".
وكانت حكومة حزب العمال في تلك الفترة في قلب جدال حول قيام اجهزة الاستخبارات الاميركية "سي اي ايه" بخطف معارضين سلموا لنظام القذافي.
والاسبوع الماضي، اعلن محامو معارضين ليبيين انهم قرروا ملاحقة جاك سترو قضائيا.
واتهم عبدالحكم بلحاج الجهادي السابق الذي اصبح القائد العسكري لمنطقة طرابلس بعد سقوط القذافي، وسامي السعدي، جاك سترو بالسماح العام 2004 للاستخبارات البريطانية بتقديم معلومات الى "سي اي ايه" اتاحت تسليمهما لنظام القذافي الذي اخضعهما للتعذيب.
وتم العثور سنة 2011 عيى وثائق في مكتب رئيس المخابرات الليبية السابق عن تعاون وثيق بين المخابرات البريطانية والأمريكية ونظام العقيدالراحل معمر القذافي منذ عام 2002 أثناء ما أطلق عليها " الحرب على الإرهاب"؛ ما ساعد على اضطهاد المعارضين الليبيين.
وعثرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" على الوثائق في مكاتب رئيس المخابرات الليبية السابق ووزير الخارجية موسى كوسا.
وأوضحت المنظمة أنها عثرت على مئات الرسائل المتبادلة بين المخابرات المركزية الأميركية (سي.اآي.ايه) والمخابرات البريطانية (ام اي 6) وبين كوسا، وأن رسائل من المخابرات المركزية الأمريكية بدأت بعبارة "عزيزي موسى" وموقع عليها بشكل غير رسمي بالأسماء الأولى فقط لمسؤولين بالمخابرات الأمريكية.
وقال بيتر بوكيرت مدير (هيومان رايتس ووتش) الذي كان ضمن المجموعة التي عثرت على هذه الوثائق إن "من بين الملفات التي اكتشفناها في مكتب موسى كوسا كانت هناك رسالة بالفاكس من المخابرات المركزية الأميركية بتاريخ 2004 تبلغ فيها المخابرات الأميركية الحكومة الليبية بأنها في وضع يتيح لها القبض على بلحاج وتسليمه".
وأضاف: تلك العملية جرت بالفعل؛ فقد ألقت المخابرات المركزية الأميركية القبض عليه في آسيا وأعادته على متن رحلة سرية الى ليبيا حيث جرى استجوابه وتعذيبه على أيدي أجهزة الأمن الليبية.
جدير بالذكر أن أجهزة المخابرات الغربية بدأت التعاون مع ليبيا بعد أن تخلى القذافي عن برنامجه لبناء أسلحة غير تقليدية في عام 2004.. لكنْ هناك محللون يقولون إن تعاونه مع المخابرات الأميركية والبريطانية ربما كان أكثر شمولا مما كان يعتقد في السابق، وعمق العَلاقات قد يثير غضب مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الذين كان الكثير منهم من المعارضين للقذافي لفترة طويلة وأصبحوا الآن مسؤولين عن رسم مسار جديد لعَلاقات ليبيا الخارجية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)