الجزائر

المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة للنصر



المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة للنصر
الأجهزة الأمنية الجزائرية اكتسبت مناعة كبيرة ضد العمليات الإرهابيةقال المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة، أن الجزائر تواجهها تحديات أمنية تقليدية وأخرى غير تقليدية، معتبرا الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف أفراد الأمن الوطني بتيارت، محاولة يائسة وبائسة للفت أنظار وسائل الإعلام الوطنية والدولية وإحداث ما يشبه الفرقعة الإعلامية، مؤكدا بأن الأجهزة الأمنية الجزائرية اكتسبت مناعة كبيرة ضد العمليات الإرهابية، إلا أن مجهوداتها تبقى منقوصة في غياب أو نقص التعاون من طرف المواطنين العاديين، مضيفا في تصريح للنصر ، أمس، أن أي استراتيجية لمحاربة الإرهاب لا تقوم على مساهمة المواطنين لن يكون لها الأثر المطلوب.النصر : ماذا تقولون بخصوص التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر على مستوى الحدود وأيضا على الصعيد الداخلي، خاصة بعد الاعتداء الإرهابي الأخير بتيارت؟ يوسف بن يزة: نعم هناك تحديات أمنية تقليدية وأخرى غير تقليدية تواجهها الجزائر، لاسيما إذا وسَعنا مفهوم الأمن إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحتى الروحية، فضلا عن الجوانب العسكرية، وكما ترى فإن منظومة الدفاع الوطني عبر الحدود تتطلب تظافر مجهودات قطاعات واسعة من المجتمع وليس فقط ما تقوم به القوات المسلحة التي تقوم بدورها على أحسن وجه وتضمن الجزء الظاهر من الأمن الوطني، في حين يبقى الجزء الضامر يتطلب تظافر الجهود من طرف المواطنين وكافة الفاعلين المجتمعيين على المستوى المحلي.. أما ما يتعلق بالاعتداء الجبان الذي استهدف أفراد الأمن الوطني بتيارت، فأنا أعتقد بأنها محاولة يائسة وبائسة للفت أنظار وسائل الإعلام الوطنية والدولية وإحداث ما يشبه الفرقعة الإعلامية ذات الأهداف السيكولوجية في يوم خاص وهو ليلة عيد الأضحى، وهذا ليس بجديد على هؤلاء الدمويين الذين يستغلون مثل هذه المناسبات دون جدوى للتأثير على معنويات الأسلاك النظامية وعموم الشعب الجزائري.النصر : كيف تقرأون هذا الاعتداء الإرهابي، وهل يمكن اعتباره عملية استعراضية فقط ؟ يوسف بن يزة : من حيث المبدأ، ونظرا للتايمينغ ( اختيار التوقيت) الذي اعتمدته هي عملية استعراضية تستهدف كما قلت معنويات أسلاك الأمن والشعب الجزائري بصفة عامة، لكن لا يجب الاستهانة بها على اعتبار أنها تكتيك جديد ضمن استراتيجية عمل هذه الجماعات، فقد حدثت محاولة مماثلة من قبل في قسنطينة، وهذا يعني بأنها تعتمد تكتيك الرمق الأخير لإلحاق الأضرار بالهيئات المستهدفة، وقد تكون استنساخ لظاهرة الذئاب المنفردة في أوروبا.. هذا التكتيك يحمل خطورة كبيرة بالنظر إلى صعوبة مراقبة الأفراد في المدن، كما أنه يعبر عن حالة اليأس والإحباط التي تعيشها هذه الجماعات التي لم يعد مصطلح الجماعات يليق بها بعد تفتتها عنقوديا تحت الضربات المتلاحقة للجيش الوطني الشعبي. النصر : وزير الداخلية كان قد دعا الجزائريين إلى اليقظة والحذر ومرافقة أسلاك الأمن للحفاظ على أمن البلاد ، مؤكدا عزم الدولة على القضاء على آفة الإرهاب الدخيلة ، ماذا تقولون في هذا الشأن؟ يوسف بن يزة: يجب التنبيه إلى أن استتباب الأمن منذ أكثر من عشرية من الزمن جعل بعض المواطنين يتخلون عن يقظتهم الأمنية، عدا أفراد الأمن الوطني الذين ما يزالون يحتفظون بحسهم الأمني حتى في المناطق غير المرشحة لمثل هذه العمليات الغادرة.. فالأجهزة الأمنية الجزائرية اكتسبت مناعة كبيرة ضد العمليات الإرهابية، إلا أن مجهوداتها تبقى منقوصة في غياب أو نقص التعاون من طرف المواطنين العاديين فالمواطن هو أساس الأمن، واليقظة الدائمة هي تعبير عن المواطنة الحقيقية.. ولذلك فإن أي استراتيجية لمحاربة الإرهاب لا تقوم على مساهمة المواطنين لن يكون لها الأثر المطلوب، وهذا ما قصده وزير الداخلية الذي لمح إلى ضرورة اشتغال وسائل الإعلام وتكوينات المجتمع المدني على المزيد من التعبئة لتفعيل الحس الأمني في يومياتنا خاصة وأننا نشاهد يوميا ما يحدث في العالم من خروقات أمنية فضيعة في مجتمعات رخوة أمنيا بفعل غياب الحس الأمني لدى مواطنيها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)