«المحبوب».. قصة نجاح من رحم الدمار

يحكي الفيلم الروائي الطويل «المحبوب، يا طير الطاير» للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، قصة سطوع نجم المطرب الفلسطيني محمد عساف الفائز بجائزة «أراب أيدول» للغناء سنة 2013، الذي حقق الإجماع بين الفرقاء السياسيين الفلسطينيين، وكسب حبهم وحب كل العرب، بعد أن سار على الدروب الوعرة وأضحى نموذجا للنجاح للمواطن العربي، الذي طالما ظلمته الظروف.فيلم «المحبوب، يا طير الطاير»، عرض يوم الثلاثاء ضمن منافسة مهرجان عنابة الثاني للفيلم المتوسطي. يستعرض المخرج هاني أبو أسعد سيرة الفنان محمد عساف، جسد الدور الممثل توفيق برهوم، ويشاركه البطولة المخرجة نادين لبكي، علي سليمان، ميساء عبد الهادي، منال عوض، عامر حليحل وأشرف برهوم.تبدأ أحداث الفيلم عن عساف طفلا «قيس عطا الله» في العاشرة من عمره مع شقيقته الكبرى نور «هبة عطا الله»، حيث يمتلكان شغفاً مشتركاً بالموسيقى، ويخططان لشراء آلات موسيقية لتكوين فريق مع صديقيهما أشرف وعمر. ورغم الواقع القاسي في غزة، تستمر نور في تشجيع الفريق وحث أخيها على أن يسمع صوته للعالم، ويتطرق العمل للظروف الصعبة التي واجهت محمد عساف في حياته منذ صغره. فبعد وفاة أخته والدمار الذي تعيشه المدينة، رفع التحدي ونجح في اجتياز المعبر والمشاركة في برنامج محبوب العرب بعد مرحلة الأداء في مصر، ثم يطير إلى لبنان لمواصلة المغامرة.لم يكن يعلم محمد عساف أنه جمع كل الفلسطينيين من مختلف تيارتهم السياسية بصوته الذي أسر به الجميع وشخصيته البسيطة التي أعجب بها العرب المتابعون لبرنامج «أراب أيدول»، جعله يكسب لقب المحبوب ويسعد أهله وناسه بالتتويج المشرف.القدر الذي خان محمد عساف في صغره، كاد أن يخونه وهو في مصر بعد أن ضاعت تذكرة المشاركة، لكن سرعان ما ابتسم له الحظ وظفر بأخرى من شخص لا يعرفه، آمن بصوته فأعطاه تذكرته لمواجهة لجنة الحكم.يغيب محمد عساف في إحدى حلقات المباشر للبرنامج، بسبب تعبه الذي جاء بعد ما شاهد شحود الفلسطينيين في التلفزيون ومواقع التواصل يهتفون بحياته ويتضامنون معه، وهو ما جعله يحس بمسؤولية كبيرة وخوف من عدم تمكنه من تحملها، لكن اتصال بصديقته «أمل» جعلته أقوى وأجرأ ويواصل في إسعاد الناس بأدائه المتميز.صور المخرج بذكاء معاناة الشعب الفلسطيني دون أن يكلف نفسه عناء خطابات القضية أو إظهار الإسرائيليين، واكتفى بمشاهد الدمار التي تشهدها غزة منذ سنوات، وجعل من هذه البيئة مكانا ليروي قصة النجم محمد عساف.