الجزائر

المحامي جاك فرجاس يدعو لتشكيل محكمة إفريقية، ويؤكدّ لـ"الفجر": "الاستعباد والاستغلال باستعمال القانون الدولي استعمار آخر للشعوب"



محاكمة الأفارقة لابد أن تتم من طرف أفارقة، وتجاهل تاجحاف القانون الدولي سينجح التقتيل بفلسطين والانتهاكات بغوانتانامو نفذها رعاة القانون الدولي لذلك لم يحاكموا دعا صديق الثورة الجزائرية، المحامي الفرنسي، جاك فرجاس، قادة القارة السمراء إلى تشكيل محكمة إفريقية، تمكن من معاقبة القادة الأفارقة جميع المسؤولين، الذين يثبت تورطهم في جرائم متعلقة بانتهاكات متصلة بحقوق الإنسان وأعمال تقتيل وعنف والاتجار بالبشر والجرائم المنظمة، وهذا بسبب عدم شرعية القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية، التي تقتصر إدانتها على الأفارقة دون الذين ارتكبوا الجرائم بفلسطين وغوانتانامو وغيرهم من الحالات المشابهة.واعتبر المحامي، الذي عرف بدفاعه المستميت للثورة الجزائرية، وتعريته للجرائم الفرنسية أمام منابر دولية، أن إنشاء محكمة إفريقية من طرف الأفارقة أنفسهم، سيقطع الطريق أمام العديد من المحاولات غير العادلة لتطبيق القانون الدولي، وسيمنع من إحالة الأفارقة على المحاكم الدولية، لأن القانون الدولي غير عادل، ويطبق فقط على المستضعفين من حكام وقادة العالم.وفي رده على أسئلة "الفجر"، على هامش الملتقى الدولي الخاص بالإعلان عن اللائحة الأممية لتقرير المصير والاستقلال رقم 1514، ساق السيد فرجاس، أمثلة عديدة، عندما قال بالحرف الواحد "أن الذين يقصفون ويقتلون الفلسطينيين،  ويغتصبون النساء، لا يحاكمون، وكذلك الذين لديهم معتقلات سرية ويزجون بالبشر في معتقل غوانتانامو دون حجج ولمجرد شبهات، لا يحاكمون، وهذا لأنهم ببساطة ليسوا سودا ولا ينتمون إلى القارة السمراء، بل إلى الدول التي وضعت القانون الدولي لتطبقه على الضعفاء، كما أن الذين قتلوا بالماضي واستعمروا الشعوب لسنوات ونكلوا بالبشر دون رحمة، ليسوا أفارقة ولم يحاكموا".وحول إشكالية تجاهل القانون، في الوقت الذي تعد فيه الدول الإفريقية ضعيفة وتابعة في بعض الأحيان، قال إن ذلك أمر ممكن، بل وضروري، لأن ما يصدر عن الراعين للقانون الدولي، ليس حتما حقا وضرورة يجب اتباعها، بل العكس هو الآمر الواجب القيام به.وأعطى محدثنا مثالا حيا عن حالات تجاهل القانون الدولي من طرف الأفارقة، مثلما هو الحال، لعمر حسن البشير، والذي رغم صدور مذكرة بتوقيفه، منذ سنوات، إلا أنه يتجول بالقارة السمراء عاديا، وهذا دليل قاطع ومثال حي على إمكانية تجاهل القانون الدولي، لأنه مخصص ووضع لقمع الضعفاء وإذلالهم وجعلهم أتباعا ولتحقيق مصالح من صنعوه بكل بساطة، وهذا هو مربط الفرس الذي يجب أن تتعامل وفقه الدول الإفريقية عندما تسجل انتهاكات بقارتها. وأوضح جاك فرجاس، أن هذا النوع من الاستعباد والاستغلال باستعمال القانون الدولي، هو استعمار آخر للشعوب، بوسائل ذكية وماكرة، من أجل الضغط على البلدان وإقرار سياسة الدول الاستعمارية التي تجتهد في توفير المناخ للتأثير على البلدان الإفريقية وفق ما يخدم مصالحها وتوجهاتها.   وواصل ضيف الجزائر، في الندوة الدولية الخاصة بالاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للإعلان عن اللائحة الخاصة بتقرير المصير رقم 1514، أن قيام ونجاح المحكمة الإفريقية مرهون باللحمة التي يجب أن تربط البلدان الإفريقية، وإيمانها بأن مصيرها ومستقبلها ستصنعه بسواعدها السمراء، مثلما قاومت الاستعمار البغيض بالأمس، عليها مواصلة المشوار اليوم لتأمين مستقبل أجيالها وتمكينها من العيش الكريم. واعتبر جاك فرجاس أن الدول الإفريقية مدعوة إلى التشاور فيما بينها، وحيا بالمناسبة جهود الجزائر المجاهدة في مناهضة الاستعمار بجميع أشكاله، موصيا الشعب الصحراوي والفلسطيني بمواصلة الكفاح حتى النصر والحرية.شريفة. ع


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)