الجزائر

المجتمع المدني رقم مهم في تحقيق الديمقراطية التشاركية


فاعلون: إصلاحات الرئيس باعثة للأمل.. وفاء لرسالة الشهداء ومحققة لطموحات المواطنينيضطلع المجتمع المدني بدور كبير في الحياة العامة. من هذا المنطلق منحه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مكانة هامة ضمن التزاماته 54، من أجل بناء مجتمع مدني قادر على تحمل مسؤوليته، بما أنه سلطة تقييم للنشاط العمومي، فهل يقدّر ممثلو الحركة الجمعوية أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهل هم مستعدون للقيام بالدور المنوط بهم؟
هذه الأسئلة طرحتها "الشعب" على ممثلي منظمات وجمعيات.
أكد نورالدين بن براهم رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، أن الديمقراطية التنفيذية تحتاج إلى مجتمع مدني مكون، لديه تواصل يومي مع قضايا المواطن، ويعد رافدا من روافد المشاركة والحوار داخل البلديات لتقديم الآراء والأفكار، واقتراح الحلول الخاصة بقضايا التنمية.
يعتبر المجتمع المدني رقما لا يستهان به في تحقيق الديمقراطية التشاركية، وتكريس مبدإ الرقابة الشعبية، للمساهمة في صناعة التنمية الشاملة، هذا ما يجعل من دوره أساسيا ومحوريا في بناء الجزائر الجديدة بكل مقوماتها القائمة على أخلقة الحياة العامة.
طنكة: شريك في اتخاذ القرار وصنع السياسات العمومية
أفاد رئيس الاتحاد الوطني للمستثمرين الشباب رياض طنكة، أن الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية للمجتمع المدني، تكرس من خلال دسترة الهيئة الاستشارية المتمثلة في المرصد الوطني للمجتمع المدني، أسندت بمهام وصلاحيات جد واسعة ومهمة.
ويعتبر المرصد يقول محدثنا ركيزة أساسية في بناء الجزائر الجديدة، تماشيا مع مسار الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية للانتقال بالبلاد إلى آفاق جديدة باعثة للأمل في مستقبل أفضل، وفية لرسالة الشهداء، محققة لآمال وطموحات المواطنين.
وقال طنكة، إن دور المجتمع المدني كان دوما بارزا من خلال الجهود التي بذلها في مختلف المحطات المهمة للبلاد، لاسيما المبادرات التضامنية والتحسيسية خلال الأزمة الصحية التي عاشتها الجزائر، إلى جانب المشاريع الناجحة والإبداعية المستمرة في مختلف مجالات التنمية، رغم نقص الإمكانات والصعوبات الميدانية التي تواجه الجمعيات، خصوصا ما يتعلق بنقص المقرات وفضاءات النشاط والتمويل.
وأوضح المتحدث، أن الاهتمام بدور المجتمع المدني ومكانته ضمن رؤية رئيس الجمهورية من أجل تمكينه وتفعيل دوره وترقية مكانته كحليف استراتيجي في رقي الدولة وأخلقة الحياة العامة، نابع من رؤية سديدة وثاقبة واستشرافية نحو جزائر جديدة، في ظل حكم راشد وديمقراطية حقيقية، وتنمية مستدامة، تضع المواطنة في صلب الاهتمام نحو وضع أسس شراكة دائمة.
وأضاف، في السياق، أن طموح رئيس الجمهورية هو جعل المجتمع المدني شريكا في اتخاذ القرار وصنع السياسات العمومية التي تعنيه، وتعمل، من خلال التحسيس بالقضايا والمسائل الهادفة، على رفع الوعي الوطني وإشراك المواطنين وممثليهم من جمعيات وتنظيمات، والرقي بالحس المدني والمواطنة الإيجابية الفاعلة من أجل تجسيد التشاركية في تسيير الشأن المحلي، وذلك بتكثيف التنسيق والتعاون مع الهيئات والمؤسسات العمومية.
عفان: الأداة الأمثل والأشمل لتأطير المجتمع على كافة الأصعدة
من جهته، اعتبر رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة سفيان عفان، الجمعيات بمثابة مشاتل للقيادات المستقبلية، أنتجت الكوادر الإدارية والعديد من المنتخبين، سواء محليا أو وطنيا، مشيرا إلى أن المجالس المنتخبة بمثابة "ممر آمن" لتجسيد اقتراحات المجتمع المدني لمشاريع تنموية خدمة للمواطن والوطن.
وأبرز عفان، أن المكانة المرموقة التي أولاها رئيس الجمهورية للمجتمع المدني في سلم الإصلاحات الهيكلية العميقة للدولة، تعكس رؤيته السديدة بكون الفاعل الجمعوي يشكل رافعة أساسية في مسار بناء الجزائر الجديدة، ويعتبر الجمعية الأداة الأمثل والأشمل لتأطير المجتمع على كافة الأصعدة الحياتية.
وتشكل الجمعية بحسب المتحدث الآلية الناجعة لتقويم ومرافقة جهود السلطات العمومية محليا ومركزيا.
وقال محدثنا، إن هذه المقاربة ترجمت من خلال دسترة تأسيس المرصد الوطني للمجتمع المدني (دستور نوفمبر 2020) كهيئة استشارية سامية مكلفة بتنظيم وتأطير العمل المجتمعي الفاعل، تكون ضامنة لمشاركة فعالة ومستدامة للحركة الجمعوية في إطار التنمية الوطنية الشاملة.
وتقع على عاتق المجتمع المدني مسؤولية مواكبة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، من خلال مرافقة الشباب في استحداث المؤسسات الناشئة والصغيرة، وكذا اتخاذ كل المبادرات الكفيلة ببناء شخصية شبابية سوية واعية بالرهانات المستجدة، وتعزيز قيم المواطنة الإيجابية في أوساط المجتمع الجزائري، كما أنه مناط ضرورة المشاركة في مسار التنمية المحلية، وتكريس مفهوم الديمقراطية التشاركية.
بوعموشة: ركيزة لتحقيق الحكامة المجتمعية
أما أستاذ علم الاجتماع بجامعة تمنغست، الدكتور نعيم بوعموشة، فانه يعتبر المجتمع المدني أهم الركائز لتحقيق الحكامة المجتمعية، وله تأثير كبير في صناعة وتشكيل الرأي العام، فهذا الأخير بحكم طبيعته ومراحل تكوينه يستلزم إثارة الجمهور وتنبيهه، وعادة تكون الأزمات أو الأحداث البارزة بمثابة المثير أو المنبه، لكن من خلال الدور الفعال للاتصال الجماهيري وهيئات المجتمع المدني.
ويعتقد بوعموشة، أن المجتمع المدني يشكل قناة اتصال تسمح بمشاركة الأفراد، سواء فرديا أو جماعيا، في مختلف الأنشطة، وتنظيمهم في جماعات ذات قوة للتأثير في السياسة العامة لتحقيق التنمية على جميع الأصعدة، كما أنه يعبر عن حرية الأفراد والجماعات والمساهمة في تنمية المجتمع، فالفرد لا يستطيع وحده مواجهة الدولة وتحقيق مصالحه والتعبير عن آرائه على نحو فردي، لكنه يستطيع من خلال انخراطه أو عضويته في التنظيمات السياسية، كالأحزاب والتنظيمات الاجتماعية كالجمعيات، أن يعبر عن رأيه وأن يصون مصالحه من خلال تحقيق المصلحة العامة.
ويرى المتحدث، أن وجود المجتمع المدني ومؤسساته يجعل الأفراد متيقنين بأن لديهم قنوات مفتوحة لعرض آرائهم ووجهات نظرهم بكل حرية والتعبير عن مصالحهم ومطالبهم بطريقة سلمية ومنظمة، فالرأي العام هو تعبير الجماعة أو المجتمع أو الجمهور العام عن رأيه ومشاعره وأفكاره ومعتقداته واتجاهاته، في موقف معين بالنسبة لموضوع يخصه أو قضية تهمه أو مشكلة تؤرقه وهو القوة الحقيقة في المجتمع.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)