المجاهد خالي طاهر... الجمع بين الفن والكفاح الثوري

استضافت ثانوية فرانس فانون بولاية بومرداس، أمس، المجاهد الفنان والملاكم خالي الطاهر، أحد أعضاء فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، بمناسبة الذكرى 60 لمظاهرات 17 أكتوبر، وذلك بمبادرة من مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، بالتنسيق مع مديرية التربية لولاية بومرداس.أوضحت مديرة المجاهدين وذوي الحقوق لولاية بومرداس فايزة بودربالة، أن هذه الندوة التاريخية تندرج في إطار برنامج القطاع من أجل صون الذاكرة وحفاظا على تراثنا التاريخي والثقافي من أجل ترسيخ مبادئ ثورتنا لدى الأجيال، مشيرة إلى المجهودات التي تبذلها المديرية في هذا المجال لربط جيل الحاضر بالماضي.
من جهته إستعرض المجاهد طاهر خالي، المدعو كريم طاهر، مسيرته النضالية، ككل الوطنيين، فقد جمع بين الفن والكفاح، لكنه - للأسف - مغيب ومجهول لدى الأجيال. في هذا الصدد، أعرب عن سعادته للقاء تلاميذ ثانوية فرانس فانون، قائلا: "هذه أول مرة أحضر فيها إلى بومرداس التي تمثل التاريخ، لأنها شهدت إنشاء حكومة روشي نوار Rocher Noir برئاسة عبد الرحمان فارس والتي أشرفت على تنظيم استفتاء تقرير المصير". وأضاف، أنه من مواليد 17 أكتوبر 1931 ببجاية وهو نفس تاريخ مظاهرات 17 أكتوبر 1961، وفي سنة 1947 بدأت حياته الفنية على خشبة المسرح، لينتقل إلى الرياضة، حيث كان شغفه كبيرا للملاكمة وعند اندلاع الثورة انخرط في صفوف المنظمة الوطنية لجبهة التحرير الوطني بمنطقة القصبة وكلف بنقل الرسائل إلى قيادة الجبهة وجمع السلاح وتوزيعه على الفدائيين.
وأشار إلى أنه في ماي 1956، ألقي عليه القبض بعد وشاية وزج به في السجن إلى غاية سبتمبر 1957، ثم انتقل إلى فرنسا وانخرط في فيدرالية جبهة التحرير الوطني. ويروي المجاهد طاهر، مشاركته في مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس، حيث تعرض لمضايقات من طرف الشرطة الفرنسية التي حاولت إلقاءه من على جسر السين، غير أن مكانته بالإذاعة والتلفزيون الفرنسي، شفعت له لدى محافظ الشرطة الذي طلب من الجنود الفرنسيين إطلاق سراحه. ويعتبر المجاهد من مؤسسي الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وكلف بتسيير مجموعة من الفنانين المهاجرين، من خلال جمع الاشتراكات وتجنيد المجموعة لصالح الثورة واحتك بكبار الموسيقيين آنذاك مثل محمد إيقربوشن. انتقل إلى القاهرة بعد الاستقلال، مكث بها 3 أعوام، ويعتبر أول جزائري غنى بالقبائلية في القاهرة، بحضور الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش. عاد إلى الوطن وتقلد عدة مناصب آخرها، عضو الفيدرالية الوطنية للملاكمة.