الجزائر

المتوسط الإسرائيلي؟!‏



تصميم القوافل البحرية لفك الحصار عن قطاع غزة وتوعد اسرائيل بالتصدي لها، وإجراء تدريبات عسكرية استعدادا لاقتحامها، يضع منطقة الشرق الأوسط على فوهة بركان بالنظر إلى مصدر المبادرتين في هذه المرة.
فإسرائيل تعتبر إيران عدوها اللدود وهي تتوعد القافلة الإنسانية التي بادرت بها وأعدت العدة لاقتحام القافلة والتعامل معها كطرف معاد، كما أشاع الطرف الإسرائيلي بأن الباخرة اللبنانية المتوجهة إلى غزة لكسر الحصار بأنها مبادرة من حزب الله عدوها اللدود الذي أذاقها مرارة الهزيمة في أكثر من مرة، وكسر أسطورة القوة التي لا تقهر في منطقة الشرق الأوسط.
وماداما الغرب يناصب العداء لإيران ولحزب الله ماداما يشكلان تهديدا وجوديا للكيان الإسرائيلي فلا يستبعد أن تشكل القافلتان نقلة نوعية في المواقف من الصراع في الشرق الأوسط، بحيث لا يعود هناك مؤيد ومعاد لهذا الطرف أو ذاك أو حيادي لأن عوامل الانفجار قد توفرت وملامح المواجهات قد لاحت مالم يسارع العالم الحر إلى نزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة التي أوشكت على الانفجار.
وبما أن تعاطف الغرب مع اسرائيل في قضية اقتحام باخرة مرمرة التركية التي كانت حجر الزاوية في أسطول الحرية وقتل عشرة من المتضامنين، جاء على حساب دولة حليفة لاسرائيل وعضو في الحلف الأطلسي ووقفت دول مثل أمريكا وفرنسا ضد تشكيل لجنة تحقيق في الاعتداء الدامي، فإن الحال هذه المرة سيكون انحيازا واضحا وصريحا لهذا الكيان في حال اعتدائه على الباخرتين الايرانية واللبنانية، وستكرس العنجهية الاسرائيلية في المنطقة وفي المياه الاقليمية للبحر الأبيض المتوسط الذي حوله الصمت العالمي إلى مياه إقليمية اسرائيلية.
فهل هو عهد المتوسط الإسرائيلي؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)