المؤسسات الناشئة.. رهان اقتصادي

تراهن الجزائر على المؤسسات الناشئة –ستارت –آب- لإنعاش وتنويع مصادر وموارد الاقتصاد الوطني ومحاولة التحرر من التبعية لصادرات التي ترهن مسار التنمية ،و ذلك على اعتبار أن تلك المؤسسات تمثل المحرك الأساسي للاقتصاد كما تقدم هذه المؤسسات قيمة مضافة للاقتصاد حيث أنها تستقطب فئة الشباب من خلال دعم الدولة لمشاريع شبابية و مقاولاتية تساهم في التحاق الشباب الحامل للمشاريع والشهادات الجامعية في مسار التنمية والنهضة الاقتصادية خاصة أن هذه الفئة من المجتمع لا طالما همشت وتم إقصاءها من أية مشاركة في مشاريع الصناعة و الإنتاج المختلفة ،بل أكثر من ذلك ظل الشباب من جامعيين وغيرهم بشكل عام يعانون البطالة لسنوات باستثناء عدد قليل منهم الذين استفادوا من صيغ تشغيل الشباب المختلفة لكن في غالب الأحيان تعثروا و لم يحققوا ما كانوا يطمحون إليه و أفلس عدد منهم فيما ظل البعض الآخر يراوح مكانه بحثا عن مخرج ومرافقة حقيقية و دعم مالي من الدولة بعد الصعوبات والعراقيل التي اعترضت خطواتهم الأولى ،و لأجل هذا فإن الجزائر الجديدة ما بعد الحراك الشعبي قد تبنت ضمن اهتماماتها الأساسية قضايا ووضعية فئة الشباب و على رأسها ملف التشغيل و ابتكرت صيغا جديدة تتمثل في المؤسسات الناشئة التي تعتبر المحرك الرئيسي للاقتصاد وتعهدت بلادنا بدعم كلي وغير مشروط لأصحابها الشباب و من هذا الدعم الإطلاق الرسمي لصندوق تمويل تلك المؤسسات المرتقب و هكذا فإنه بخطوة كهذه ستعطى إشارة انطلاق لبدء نشاطات المؤسسات الناشئة التي هي فرصة ذهبية للشباب لتجسيد طموحاتهم ،وإبراز قدراتهم وكفاءاتهم في العمل خاصة في حال تلقوا دعما ماديا و معنويا وقانونيا من الدولة يجنبهم لا محالة مخاطر التعثر في المراحل الأولى لنشاطهم وعملهم لضمان إقلاع حقيقي وصحيح بدون أية إكراهات ومخاطر ومخاوف ،هذا فضلا عن تعهد السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتوفير كل التسهيلات لشباب المؤسسات الناشئة من أجل تحقيق النجاح و هذا من باب تبني الدولة رهان تشجيع الشباب و الأخذ بأيديهم لتمكينهم من تبوء مكانة في الفضاء الاقتصادي واستثمار خبراتهم وطموحهم للعمل والنشاط بجد وفي بيئة سليمة ومريحة و خدمة وطنهم بدلا من إقصائهم أو إجبارهم على الهجرة شرعية كانت أو غير شرعية فجزائر الغد يبنيها الشباب و ينشطون فيها شرط أن تدعمهم الدولة بالثقة في مواهبهم وإمكانيتهم و مبادرتهم و قدرتهم على تحمل المسئولية ،و بدعم مالي و مرافقة دائمة تحقق لهم شروط النجاح و التفتح على المستقبل .