اللغة العربية والتحديات في عصر العولمة

إن اللغة أداة اتصال بين البشر، وهي بوجهتها الصحيحة أقوى رابط يشد الأفراد والجماعات، ويكون من مجموعهم أمة متفردة قادرة على التطور والبقاء والخلود، فهي أبرز ما تتميز به الأمم والجماعات، وإذا تركت الأمة لغتها، واستبدلتها بلغة الأجنبي، يعني زوالها وفناؤها ككيان متميز بالرغم من أن أفرادها قد يبقون بأجسامهم على الرقعة الجغرافيا التى ينتسبون إليها. ولغتنا العربية هي لغة الملايين من المتحدثين بها في الوطن العربي أو الناطقين بها في العالم الإسلامي وبعض أرجاء المعمورة، ولها مكانة متميزة بين لغات العالم، لا لأنها من أقدم اللغات الحية فحسب، بل لأن تكوينها وخصائصها المتميزة، يسرا لها القدرة على التعبير عن مختلف الاشياء المادية والفكرية، فلم تعجزعن أدق الأفكار العلمية والأدبية والفنية. ويكفيها فخرا أن نزل القران الكريم بها، وهو المصدر المعتمد للعربية، والأداة المكينة في نشرها بين أجناس وشعوب كثيرة اعتنقت الإسلام، واتخذته معتقدا موجها لحياتها الروحية والمادية.