الجزائر

اللغة العربية ماتزال بخير في الجزائر العميقة


أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، أمس، خلال ندوة علمية نظمتها جمعية الرقي الثقافي «رؤى» ببلدية برهوم، احتفالا باليوم العالمي للغة العربية المصادف ل18 من ديسمبر من كل سنة، بحضور أعضاء المجلس البلدي وأساتذة وشعراء، أن اللغة العربية ماتزال بخير في الجزائر العميقة بحكم أن الغالبية مايزالون يستعملونها بالشكل الجيد والسليم.أشار الدكتور صالح بلعيد خلال الكلمة التي ألقاها أمام الحضور إلى الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه اللغة العربية من خلال إرسائها للعديد من القيم الحضارية وما قدمته من فتوحات فكرية وعلمية وبما نشرته من معاني الأخوة والتسامح والمحبة والتحضر وكذا الرقي عبر تاريخها الطويل في كل البقاع التي وصلتها ، وإذ تعتبر حسبه تراثا إنسانيا وعالميا ومكونا من مكونات الثقافة الإنسانية، لم يخف الدكتور صالح بلعيد أن اللغة العربية بحاجة إلى مزيد من التطور والنهوض بها إلا انه تعتبر حسبه ذات وزن حضاري عالمي خاصة وان الملايين من البشر ينطقون بها في كل قارات العالم من عرب وغير عرب بوصفها لغة أولى أو لغة ثانية بالإضافة إلى استعمالها من قبل مليار وثمانمائة مسلم ، وكما تمثل اللغة العربية، بحسب المتحدث، وجودا مقدسا بحكم ارتباطها بالقرآن الكريم الذي هو نص بلسان عربي يتمنى كا مسلم عربي أو غير عربي أن يقرأه بلغته.
ويرى الدكتور بلعيد انه لقيام اللغة العربية بدورها وتواصل مسيرتها وتستعيد مكانتها في ضمن عالم يقوم على التنافس والصراع الثقافي واللغوي انه من الضروري إحياء الروح التي كانت وراء ازدهار اللغة العربية وثقافتها في عصورها الذهبية خاصة وان تلك الروح كانت قائمة على الإبداع والحرية الفكرية والإخلاص للعلم والصدق في العمل ، ولتحقيق اللغة العربية دورة حضارية قال المتحدث انه من الواجب ان تقاوم أشكال التعطيل الداخلية والخارجية التي تعيق تقدمها وبخاصة تلك العوائق النفسية التي تأتيها بفعل حرب الاستخفاف التي تشن عليها ، مشيرا في ملخص حديثه إلى أن اللغة العربية اليوم تعيش المخاض العلمي وهي بخير في الكثير من المناحي العلمية ، وأمامها العديد من التحديات في ظل الشروط الراهنة في مقدمتها ما يحدث من انفجار تكنولوجي وثورات معلوماتية وأنظمة مستحدثة في تسيير الإدارات والبنوك والمؤسسات والاتصال وكل هذه التحديات هي مصحوبة بسيل من المصطلحات التي تتطلب حسبه مجهودا إضافيا لاستيعابها وتمثيلها وترجمتها ، وختم صالح بلعيد كلمته بالتذكير بمجهود الدولة من خلال ما وفرته من حماية قانونية وبخاصة ما جاءت به دساتير الدولة كما وفرت لها المؤسسات ما يعمل على تطويرها وتعميميها ، وحين أدركت الدولة أن التعدد اللغوي عامل من عوامل الثراء الثقافي فسعت إلى ترسيم اللغة الأمازيغية وإقامة حالة من التعاون بين اللغتين وجعلتهما معا لغة رسمية وطنيتين وأنشأت لكل منها مؤسسة عليا تهتم بشؤونها.
ومن جانب رئيس بلدية مقرة بن ساحة سعيد أبرز في مداخلته الأهمية التي تكتسيها اللغة العربية باعتبارها رافدا من روافد المعرفة التي تشكل حسبه كينونة أمة من الأمم وتميزها عن سائر الأمم خاصة وأنها تشكل حسبه عنصر المجتمع والأمة الجزائرية ، وهو نفس ما ذهب إليه رئيس المجلس الشعبي لبلدية برهوم عيسى مرزوقي الذي، أكد أن الاهتمام باللغة العربية يجب أن يكون من الأولويات لأنها تصنع أمجاد الحضارات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)