الكفاءة والإخلاص

الشاعر العباسي بشار بن برد قيل له أن تقول مرة (أنت شمس والملوك كواكب وتقول مرة جارتي لها دجاجات وديك تقلي البيض في الزيت ) فأجابهم أنه في الأول يمدح ملكا وفي الثاني يمدح جارته التي تقلي له البيض فلكل مقام مقال .لقد أسرفنا في الحديث عن أصحاب الكفاءات والمواهب إلى درجة التقديس والتبجيل وهذا غير لائق ولا يخدم بلادنا وماذا قدم هؤلاء العباقرة لبلادنا ومنهم الأدمغة المهاجرة التي تكونت بأموال الجزائر وتعمل لصالح الغرب المنتفع بعلمها ومعارفها فالجزائر الجديدة يبنيها أبناؤها المخلصون الأوفياء الصابرون الذين يعملون في صمت وفي مختلف المواقع والأماكن فكل مواطن جزائري يقدم خدمة للوطن فهو كفاءة وموهبة سواء كان فلاحا أو مربيا للمواشي أو عاملا أو موظفا أو مربيا وقيمة كل امرئ فيما يحسنه ويقدمه لأن هناك من يعرف ولا يقدم شيئا .
في ولاية الشلف مواطن شريف من الصم البكم متزوج بمواطنة مثله وله أولاد صغار أسوياء يسمعون والحمد لله يعمل بدقة مثل الساعة السويسرية أو اليابانية المنافسة لها لا يرفض أي طلب ولو كان خارج اختصاصه (10دقائق ينجز المهمة ) يتقاضى منحة ولا يكف عن رفع يديه إلى السماء شكرا الله لا يمد يده لأحد هذا عندي من ألف كفاءة معطلة و يذكرني بتلك العاملة التي ذكرها مدير شركة تويوتا اليابانية في كتابه اليابان التي تقول لا الذي صدر منذ سنوات وأحدث ضجة ودويا فقال أن مصنعا لشرائح الكمبيوتر وقعت عيوب في بعض منتجاته ولم يعرفوا السبب وذات يوم رأت عاملة أرض المصنع تهتز عند مرور قطار بقربه فأخبرت مسؤولها المباشرو اكتشفوا الخلل بفضلها .
المواطن اليقظ العامل الناشط المتعاون كفاءة وطنية بغض النظر عن تخصصه وشهاداته وقد يفعل البسطاء ما عجز عنه العظماء .