الكسكسي سلطان المائدة في أعراس غليزان

لم تعد حفلات الزفاف بسيدي امحمد بن علي في عاصمة الظهرة غليزان، تتبع العادات التي كانت سائدة منذ القدم، بل انقسمت الأسر والعائلات في هذا الشأن، مشكلة طبقية وفئوية تتمايز فيما بينها، حسب طاقة كل فئة.
ومن السكان من ظل وفيا لعادات وتقاليد الأجداد محافظا عليها، رغم انكماش عددهم، حيث يبدأ العرس لدى هؤلاء يوم الأربعاء، مستمرا إلى غاية مساء الجمعة، ويتم دعوة الأهل والأقارب والأحباب والجيران. ولاستضافة الضيوف، تنصب خيمة ''الباش''، وتنظف المسالك والطرق المؤدية إليها استعدادا لاستقبال المهنئين والمباركين. أطباق أعراس غليزان لا تشذّ عن عادات باقي مناطق البلاد.. فالكسكسي هو سلطان المائدة. وبالمقابل، فإن الكسكسي المفتول صناعيا لا محل له من الإعراب في مطابخ العائلات بالمنطقة، حيث يفرض الكسكسي المفتول يدويا، وعلى الطريقة التقليدية نفسه. وتوكل عملية فتله وتحضيره إلى نسوة من الأقارب أو الجيران، وآخرون يلجأون إلى نساء مشهورات في المنطقة بالفتل الجيد للكسكس بمقابل مادي..
ونفس الشيء يتم مع أنواع الحلويات العصرية والتقليدية. أسر أخرى بالمنطقة خرجت عن المألوف، ولم يعد للكسكسي مكانة عندها، بعدما استبدلته بأكلات أخرى أو ما يسمى بالجهة ب''الطواجين''، والمقصود بذلك سلطة متنوعة وحريرة وزيتون وبرقوق، بالإضافة إلى اللحوم الحمراء والبيضاء. ولسهرة العرس نكهتها الخاصة، إذ صارت جميع الأسر في مدينة سيدي أمحمد بن علي، وما جاورها تعتمد على أغاني ''الديسك جوكي''، التي تستقطب أعدادا كبيرة من الشباب، للتنفيس عن أنفسهم بالرقص والغناء إلى غاية ساعة متأخرة.