الجزائر

الكراغلة و دورهم السياسي في الجزائر خلال العهد العثماني



تكونت فئة الكراغلة نتيجة زواج أفراد الجيش التركي بنساء الجزائر, وظهرت لأول مرة في مدن تلمسان ،معسكر ،مستغانم̨ ، قلعة بني راشد، مازونة، مليانة المدية، القليعة، بسكرة، قسنطينة، وعنابة. ويعود تاريخ هذا العنصر البشري كفئة مستقلة ومتميزة ومستقلة̨ تنافس الأتراك العثمانيين في الامتيازات إلى سنة 1596. ولقد تضاربت الإحصائيات حول عدد الكراغلة في الجزائر عشية الاحتلال الفرنسي̨ فتم إحصاء خمسة عشرة ألف في حين قدرهم شالر في سنة 1825 بعشرين ألف نسمة. أما فانتور دي بارادي فقدر عددهم في سنة 1754 بحوالي عشرة ألف نسمة وفي إحدى الدراسات التي أعدها " مارسيل اميريت" واعتمد فيها على تقارير الضباط الفرنسيين، خلال السنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي، أن الكراغلة في بايلك الغرب، كانوا منتشرين في المدن الآتية : خمسمائة جندي في تلمسان̨ وخمسمائة وأربعة في مستغانم̨ وخمسمائة في مازونة̨ وثمانون عائلة بقلعة بني راشد5 وتضم المدية، عاصمة بايلك التيطري عدد كبير منهم ، أما في مدينة الجزائر فإن عددهم كان ضئيلا ̨ إلا إنهم كانوا يشكلون القسم الأكبر من سكان مدينتي القليعة والبليدة، وكانت قبيلة الزيتون لوحدها باستطاعتها تسليح ثمانية ألاف محارب في فترة الحرب، وف ي بايلك قسنطينة،كان الكراغلة يقيمون في الحاميات العسكرية ،مثل تبسة ، زمورة و عنابة ، و تعد حامية ميلة من أكبر الحاميات في البايلك. وعن طباعهم وأخلاقهم لم يتحدث المؤرخون عن ذلك ،إلا أننا يمكن أن نستنتج أنه بحكم أن أبائهم الأتراك،طمحوا في نيل الامتيازات التي يحظاها الأتراك العثمانيون، وحافظوا على حالة نفسية متعالية أمام أخوالهم العرب والبربر،وما بلوغهم منصب الباي إلا دليلا على طموحهم المستمر،وفي هذا الصدد، كتب مولود قايد بشأنهم أنهم يشعرون بمركب العظمة.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)