الجزائر

الكراريس والكتب.. ديكور الشوارع



مع نهاية الموسم الدراسي
الكراريس والكتب.. ديكور الشوارع
المار عبر الشوارع والطرقات يلاحظ أحيانا تناثر أوراق كتب وكراريس يستحي العابرون من المشي عليها ويتفادونها إلا أنها عُرف ملزم للإعلان عن نهاية العام الدراسي بحيث شكلت مخلفات الكراريس والكتب ديكورا جديدا عبر الشوارع وحاويات النفايات وزادت من اتساخ المحيط بمخلفات كان من الأجدر أن لا تكون فلا يعقل التخلص من الكراريس والكتب بتلك الطريقة الفوضوية التي أثارت سخط الكثيرين.
نسيمة خباجة
أجيال الأمس كان يحز كثيرا في نفوسهم مغادرة أقسامهم في نهاية السنة ويصعب عليهم فراق معلميهم كثيرا فحتى محافظهم تبقى على حالها بكراريسها وكتبها التي يعود إليها التلميذ بين الفينة والأخرى حتى في أيام العطلة كلما شده الحنين والشوق إلى الدراسة في العطلة الصيفية طويلة المدى.
لكن شتان بين أجيال الامس واجيال اليوم. بحيث اليوم نرى ان الشوارع والاحياء وبمجرد انتهاء الفصل الثالث وإجراء الامتحانات تتحول إلى مفارغ عمومية للأوراق الممزقة من الكراريس والكتب بل وحتى كراريس تُرمى على حالها عبر الطرقات وهي السلوكات التي زادت من تشويه المحيط وأثارت استياء الكل.
الحشو والكثافة سبب..
يبدو أن كثافة البرامج الدراسية وحشو بعضها جعل التلاميذ يتحررون من قيودها بمجرد انتهاء السنة الدراسية برمي كراريسهم على قارعة الطرقات كتعبير منهم على رفض المهمة الصعبة التي ألقيت على كاهلهم وكاهل أوليائهم في الفهم والاستيعاب فتحولت الأقسام إلى شبه سجون في نظر بعض التلاميذ وكثافة البرامج في اغلب المواد سبب في اختناق التلاميذ ووجدوا في نهاية السنة منفذا للهروب والحرية حتى قبل ظهور النتائج لأنهم ألفوا لغة العتاب من أوليائهم رغم انهم ضحية برامج كثيفة ومحشوة.
سلوكات مشوهة للمنظر العام
تحسّر الكثيرون من الديكور المشوه الغالب على الشوارع في هذه الفترة التي تقترن بنهاية السنة فمختلف الأطوار أنهت الامتحانات باستثناء تلاميذ البيام والباك وتنتشر الظاهرة خاصة بين تلاميذ الطور الابتدائي وشهدت ابتدائية ببابا حسن بضواحي الجزائر العاصمة نفس الظاهرة بحيث امتلأت الحديقة المحاذية لها بالأوراق كتعبير من التلاميذ عن رغبتهم في الانسلاخ من قيود الدراسة وتحولت المساحة الخضراء إلى مساحة بيضاء بسبب كثرة الأوراق المتناثرة هناك وطغى على الشوارع والأحياء نفس المشهد غير المقبول فمن جهة في السلوك تشويه للمنظر العام والتسبب في اتساخ المحيط ومن جهة اخرى فيه مساس بوسائل علمية تعلم بها التلميذ طيلة عام دراسي ولا يصح التخلص منها بتلك الطريقة.
تقول إحدى المعلمات: الأمر سيء جدا لم نشهده لدى اجيال الامس الذين كانوا يحافظون على كراريسهم وادواتهم كذكرى من الدراسة طيلة العطلة الصيفية الأمر الذي لا نسجله لدى اجيال اليوم الذين نجدهم يدفعون دفعا ويضطرون إلى الدوام المدرسي ليس محبة للعلم والدراسة وإنما كحتمية يفرضها الأولياء ولا ندري اين هو الخلل هل في التلميذ ام البرنامج ام حتى المعلم فكل الاطراف معنية ومن خلال كل الظروف المحيطة يكون التلميذ مجبر على تلك السلوكات بإلقاء كراريسه وادواته عبر الشوارع وكأنه يعبر: أنا حر .. من برنامج مكثف ودروس محشوة لاسيما على مستوى المرحلة الابتدائية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)