الجزائر

الكاليتوس تشيّع التلميذ "ف. محمد" ضحية العنف المدرسي



الكاليتوس تشيّع التلميذ
وأصدقاءه في المدرسة في جو مهيب، خيمت عليه صور الحسرة لاستفحال موجة العنف وتغلغلها لتمس المدرسة الإبتدائية. فيما لا يزال الطفل الجاني رهن الحبس الاحتياطي في انتظار استكمال مجريات التحقيق.حي 400 مسكن يغرق في الحزن بعد أن أغرقته الأوحالكان من الواضح جدا ونحن ندخل حي 400 مسكن بالكاليتوس، مشهد حزن وأسى كان يخيم على سكان الحي الذي احتضن جريمة هي الأولى من نوعها، كانت مدرسة محمد خولفي مسرحا لها، جريمة ارتكبها طفل في عمر الزهور، وجد نفسه بعد ساعتين من دخوله المدرسة في مركز الشرطة والتهمة التي لم يكن يستوعب عقوبتها وخطورتها حين فعلها هي جريمة قتل راح ضحيتها الطفل فورار محمد الذي كان يحلم حسب مدرسته أمينة بأن ينجح في دراسته ويستكمل مساره لتحسين وضعية عائلته. الحي الذي وجدناه غارقا في الأوحال، غرق في الحزن أيضا، لأن الجاني والضحية من الحي نفسه وتجمعهم علاقة جيرة، وسمعة أهل "الطفل القاتل" طيبة، حسب ما أكده شهود عيان، لكن وقع الحادثة كان كبيرا فاهتزت له قلوب ومشاعر الصغار، خاصة المتمدرسين منهم، والذين كانوا شهود عيان على تفاصيل الواقعة رغم اختلاف رواياتهم، حيث أكد شقيق الضحية الأصغر الذي يدرس في الصف الثاني أن القاتل دخل في عراك مع الضحية خلال فترة الإستراحة، وظلا يتعاركان لفترة ووجه له فيها ضربات موجعة، إلى أن استدرجه بالقرب من مكتب مدير المدرسة، حيث ظل يركله إلى أن لفظ أنفاسه، لا سيما بعد ان وجه له ضربة قوية على مستوى القلب، وأخرى في الرأس، ويبدو أن هذه الأخيرة هي التي جعلته يلفظ آخر أنفاسه، بعد تأكيد الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة هو تعرض الرأس لضربة قويةالجاني يعاني من اضطرابات وإعادة السنة شكلت عنده عقدة نفسيةأكد عدد من تلاميذ المدرسة التي كانت مسرحا للجريمة، أن الطفل كان يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة شخصيته الضعيفة التي تأثرت كثيرا بإعادة السنة، والتي جعلته محل سخرية لعدد من التلاميذ الأصغر منه، بل كانت صفة استفزازية، حسبهم".والد القاتل:"لو كنت أعلم أن ابني سيكون قاتلالفضلت أن يكون جاهلا"أكد والد الضحية وهو شخص ملتحي معروف بسمعته الطيبة في الحي، أنه كان حريصا جدا على أن يتفادى ابنه أي احتكاك مع الأشخاص غير السويين خارج المدرسة، بدليل أنه يلازمه كثيرا ويتابعه في تحركاته، ويحذره من اللعب في الشارع، وعبر عن أساه الكبير لتورط ابنه في جريمة قتل لم يكن يعي حين أقدم عليها نتائجها. وبدا الوالد الذي نقل أمس إلى المستشفى بعد سماعه الخبر، وتعرضه للصدمة متأثرا جدا لتواجد ابنه رهن الحبس، وبألم كبير والدموع تنهمر من عينه قال "لو كنت أعلم أن ابني سيكون قاتلا لفضلت أن يكون جاهلا".أستاذة ومواطنون: "مسؤولية الجريمة تتحملها إدارة المدرسة والمنظومة التربوية"حضر جنازة الضحية فورار عدد كبير من الأساتذة الذين حمّلوا المنظومة التربوية "المهترئة" مسؤولية الوضع الذي آلت إليه مدارسنا التي باتت مسرحا لمختلف أشكال العنف، والذي يعكس بدوره العنف المتشعب في المجتمع ككل، حيث باتت الجرائم والعنف يهددان حياتنا في كل مكان، رغم إدانتهم لوقوع جريمة قتل داخل مؤسسة تربوية، معدل عمر المتمدرسين بها لا يزيد عن 13 سنة، ووقع جريمة كهذه هو مؤشر خطير يستدعي دراسة جدية، حتى وإن كانت الحالات قليلة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)