الجزائر

القنوات الأجنبية العربية تأخذ العربي إلى وطنه وترحل به دون تأشيرة



القنوات الأجنبية العربية تأخذ العربي إلى وطنه وترحل به دون تأشيرة
يعيش المجتمع الشرقي على وقع التحولات الاجتماعية والثقافية، ليرمي الرأي العام العربي بغضبه على وسائل الإعلام الذي يرى أنها تحسن تلفيق المعلومة أو تغطي واقعا كان لزاما الكشف عليه. من جهتها تمخضت من قلب مجتمع غربي مجموعة من القنوات الفضائية الموجهة خصيصا للعرب، تنافس القنوات التلفزيونية العربية لكنها صورت العربي من عدسة العيون الزرق.عبر عدد من الأساتذة الأكاديميين عن رأيهم بخصوص القنوات الفضائية الغربية الموجهة للعرب بطرق مختلفة من خلال مقالاتهم، لكنها اجتمعت على منظور واحد يتحدد في أن هذه القنوات تمارس حربا ثقافية على مجتمعاتنا، ومحاولة لتغيير صورة الغرب في أعين العرب. في حين وبعد تتبعنا لعدد من هذه القنوات فإن برامجها مفعمة بأفلام وثائقية وربورتاجات عن مختلف جوانب الحياة، سواء أكانت تخص الحياة الغربية أو العربية، لكنها تحرص على الانتاج بأحدث التقنيات وأذكى التصورات. لتبقى أغلب القنوات العربية في دول أهلها تبحث عن عنوان، لتركيزها على برامج غنائية وترفيهية أكثر منه على القضايا الاجتماعية والثقافية وكذا الشأن السياسي الجاد.صرح ابراهيم مراد رئيس تحرير جريدة مصرية ل”الفجر” عبر اتصال به ”أننا اليوم لدينا ما يسمى بالإعلام الموجه، وهذا الأخير موجود قبل اكتشاف الأقمار الصناعية، حيث كانت الحكومات تستخدم إعلامها لتوصيل أفكار سياسية أو دينية أو ثقافية وغيرها، ليكون هدفها هو السيطرة على أذهان وعقول رعاياها أو شعبها من خلال رسالة تقدمها عبر القنوات الإعلامية” ليضيف المتحدث في سياق حديثه أن العالم يتوفر على أمثلة كثيرة من هذا النوع بعد أن تحكمت دول كبرى في زمام أمور بفضل إعلامها دون أن توجه القضية إلى طاولة النقاش، ويقول ”القنوات الفضائية الغربية الموجهة للعرب تم انشاؤها لنفس الغرض، لكنها مغلفة بشعارات تجذب المشاهد العربي، كونه حرم من كثير من حقوقه عبر التاريخ، فالكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مع كشف الفساد والمفسدين تسيل لعابه. كما أنه يجد ضالته فيها في كشف حقائق عن وطنه لم تتطرق إليها التلفزيونات العربية. لتعمل هذه القنوات الأجنبية على توجيه الإنسان العربي في حل مشاكله بل وتحريضه أحيانا على المطالبة بحقوقه التي سلبت منه”.استنكر الإعلامي ابراهيم مراد انسياق القنوات العربية على سياسة ملء الفراغ في برامجها، الأمر الذي جعلها لا تهتم بالمادة الإعلامية بقدر ما تهتم بجلب الأموال من خلال الإعلانات، التي تجاوزت النسبة المتفق عليها قانونيا، لتكون القنوات العربية عبارة عن كم هائل من البرامج الترفيهية والخليعة”، وتصبح بعيدة عن الانسان العربي باهتمامها بحياة الفنانين وترفهم وسط معاناة اجتماعية للسواد الأعظم.لينوه ذات المتحدث عن وجود تفاوت بين مصالح ملاك القنوات الأجنبية الموجهة للعرب في قوله ”نجد من استعملها كسلاح ضد مجتمعاتنا، كاستغلالهم للهجمات الارهابية والاحتجاجات العابرة، وتصوير المشهد على أنه من يوميات العربي التي لا تفارقه، مثلما نجد من اتخذها كوسيلة لتصحيح صورة العربي لدى الغرب، بتصوير الثقافة الشرقية بعيدا عن التأويلات والأحكام المسبقة، بل وإنهم أحسنوا فعل ذلك أفضل منه على القنوات العربية، التي يؤسسها مليارديرات عرب لهم توأمة صهيونية في مصالحهم وأفكارهم”.جذبت القنوات العربية الشهيرة المشاهد العربي وكانت قبلة له، لكن المأساة التي تعيشها أوطاننا جعلته يشعر بخوائها القيمي والإنساني، فوسط أمواج ترمي الرضع والأطفال لا تزال هذه القنوات تسرح في أخبار عمليات تجميل الفنانات وهستيريا يومياتهن، لكن الغرب ذكي بما يكفي حتى لا يفلت منه الإنسان العربي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)