الجزائر

القفّة .. أكثر من مجرّد أداة لنقل البضائع



تعتبر القفة وسيلة من الوسائل ذات الثقافة والأصالة عبر الأجيال المتتابعة، فهي مفخرة المجتمع الجزائري، تعود صناعتها إلى قرون ماضية، فهي حرفة نبيلة متوارثة بين الأجيال يبدع ويتفنن في صنعها الرّجال والنّساء على السواء فيبهروننا بتحف فنية راقية تسحر الأنظار بمواد بسيطة من "سعف النخيل" أو "الحلفة" أو من "القشّ" أو "ألياف الأشجار"، ولازالت تحافظ عليها أغلب البيوت الجزائرية وللقفّة استعمالات كثيرة لا حصر لها كأن يستغلونها في اقتناء الخبز والخضر والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية.يكون حمل القفّة أسهل من حمل الكيس عند الجزائريين ويعتزّون بحملها ولا يجدون حرجا في ذلك لأنّها رمز للأصالة والعراقة الجزائرية.
ولا تزال القفّة صامدة ومحافظة على مكانتها عند الجزائريين رغم هبوب ريح العصرنة والمنافسة التي تشهدها الحقائب المصنوعة من القماش والبلاستيك على الرغم من قلّة عرض بيعها في الأسواق والمحلات، إلاّ أنّ الحرفيين لا يزالون متمسّكين بهذه الحرفة وبقوا محافظين عليها ولم يغيّروا في شكلها ولا حجمها سوى إضافة بعض اللّمسات كالألوان وبعض الزخارف لتحدث اختلافا بين القفّة والأخرى.
وكان للقفّة الجزائرية دور كبير إبّان ثورة التحرير، حيث كانت تنقل فيها الأسلحة والمؤونة من حبوب وخضر وفواكه ومأكولات وأدوية للمجاهدين عبر كامل التراب الوطني وحتى الفدائيين استغلّوها ووضعوا بداخلها قنابل للإطاحة بالمستعمر الفرنسي الذي كان لا يقوم بتفتيش من يحملها من النّساء، لأنّه كان يظنّ أنّها وسيلة لقضاء الحاجة عند الجزائريين.
تبقى القفّة رمز العراقة وتراث الأجداد، وجب علينا المحافظة والتشبّث بها لما لها من قيمة جمالية وتراثية لأنّها تراث حضاري ومفخرة لنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)