الجزائر

القدس إسلامية



لقد أخطأ العرب عندما اعتبروا القضية الفلسطينية قضية عربية وابعدوا الدول والشعوب الإسلامية عنها فخاضوا الحروب السياسية والعسكرية ضد إسرائيل في إطار ما سمي بالصراع العربي الإسرائيلي قبل آن يتحول إلى صراع فلسطيني إسرائيلي بعد توقيع مصر معاهدة كامب ديفيد والأردن معاهدة وادي عربة للسلام مع إسرائيل واتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة 1993و سحب القضية من جدول الأمم المتحدة والدخول في مفاوضات عبثية سمحت للعدو بالتوسع وتهويد المزيد من الأراضي والمقدسات وبناء الجدار العازل ومحاصرة غزة والعدوان على أهلهاويجري العمل على تصفية القضية الفلسطينية بشكل تام فيما يعرف بصفقة القرن التي وصلت الى مراحلها الأخيرة على يد الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي لا يخفي عداءه للعرب والمسلمين وتأييده التام لإسرائيل ورغم أن أول زيارة له خارج بلاده كانت للسعودية في ماي 2017حيث ترأس القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض يوم 21ماي 2017والتي شارك فيها ممثلو 55دولة عربية إسلامية تعهدوا بمكافحة الإرهاب وتجفيف مصادره وعاد بصفقات مالية كبيرة قدرت ب460مليار دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي وإسكات الساخطين على سياسته اليمينية المتطرفة ومواقفه العنصرية فقد برهن على ولائه لإسرائيل وخدمتها بإعلانه عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة واعتبارها عاصمة أبدية لليهود ونفذ قراره الأسبوع الماضي بشكل استفزازي وسط احتفالات إسرائيلية أمريكية وسقوط 62 شهيدا فلسطينيا من المدنيين المطالبين بالعودة الى أرضهم ولم يكن الرد العربي في المستوى المطلوب نظرا لما يعتريه من وهن وتفرق وتناحر وتورط إطراف عربية في تصفية القضية الفلسطينية والارتماء في أحضان إسرائيل
أما رد فعل منظمة التعاون الإسلامي التي ترأسها تركيا فاتصف بالقوة والوضوح وهو ما عبر عنه البيان الختامي الصادر عن القمة الإسلامية الاستثنائية المنعقدة يوم الجمعة في تركيا الذي ندد بجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وطالب بتوفير الحماية له وتشكيل لجنة تحقيق دولية في تلك الجرائم ومتابعة المتورطين فيها واتخاذ إجراءات اقتصادية وسياسية ضد الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس التي تمثل ضمير المسلمين وقبلتهم الأولى والمسجد الأقصى ثالث الحرمين وهكذا تصبح القدس قضية إسلامية تهم 1.6مليار مسلم عليهم أن يسعوا لتحريرها


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)